![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين التوكل و التواكل التوكل والتواكل. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي التوكل والفارق بينه وبين التواكل ، علماً بأن هناك شبهةً قد يعرض لها بعضهم من خلال أن التوكل لا حاجة لنا به إذا قدمنا الأسباب كاملةً علماً بأن الإنسان كثيراً ما يقدم الأسباب كاملةً ، ومدروسة ، وبعد ذلك يخطئ ، ويعلم أنه قد أخطئ ،إذاً لابد من التوكل ، ومن ناحية ثانية يجب أن يبتعد عن التواكل .ضمن هذا المفهوم ، يسيء بعض الناس مفهوم التوكل فيسوقهم هذا المفهوم الخاطئ إلى السلبية ، وإلى عدم الأخذ بالأسباب . موضوع التوكل ، موضوع مهم جداً في حياة المؤمن ، لأنه من لوازم إيمانه بالله تعالى ، بل هو ثمرة من ثمار إيمانه بالله تعالى , ولابد قبل الحديث عن التوكل من أن نمهد له بموضوع يعد أساساً له وهو أن الله جل جلاله ، خلق الكون بسماواته وأرضه ، وخلق العوالم وعلى رأسها الإنسان وفق أنظمة بالغة الدقة . لولا ارتباط الأسباب بالنتائج لكان الكون عبثيا ومن أبرز هذه الأنظمة ، نظام السببية ، وفي تعريف السببية تلازم شيئين حدوثاً وعدماً ، أحدهما قبل الآخر ، فنسمي الأول سبباً ونسمي الثاني نتيجة . لكن مما يكمل هذا النظام ، أن العقل البشري يقوم في تركيبه على مبدأ السببية ؛ أي أن العقل لا يفهم حدثاً من دون محدث ، ومن رحمة الله بنا ، أن هذا النظام في الكون ، وذاك المبدأ في العقل يقودنا برفق إلى معرفة الله مسبب الأسباب . الأقدام تدل على المسير ، والماء يدل على الغدير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدلان على الحكيم الخبير ؟ ومن رحمة الله بنا ثانية , أن تلازم الأسباب مع النتائج يضفي على الكون طابع الثبات ويمهد الطريق لاكتشاف القوانين ، ويعطي الأشياء خصائصها الثابتة ليسهل التعامل معها ، ولو لم تكن النتائج بقدر الأسباب ، لأخذ الكون طابع العبثية ، ولتاه الإنسان في سبيل المعرفة ، ولم ينتفع بعقله . والآن إلى موضوع التوكل : ســـــــــــــــؤال ؟ التواكل سبب تخلف المسلمين إذا كان الأمر كذلك ، فما هي حقيقة التوكل ؟وما هي مجالاته المشروعة ؟ التوكل مكانه قلب المؤمن وأما الأخذ بالأسباب فمكانه الجوارح والأعضاء فإذا تركنا الأخذ بالأسباب ، توكلاً على الله ، وقعنا في مرض خطير ؛ هو سبب تخلف المسلمين ، وقد يطلق على هذه الحالة المرضية الخطيرة التي تصيب المسلمين بالشلل يطلق على هذه الحالة بالتواكل ، وهو نقيض التوكل ، أراد الله أن توكل ، لكن لم يرد بنا أن نتواكل . فمن أخذ بالأسباب , واعتمد عليها فقد حبط عمله ، وسلك طريقاً لا يصل به إلى الله عز وجل لذلك يتفضل الله على هذا الإنسان فيؤدبه ، كيف يأدبه بتعطيل فاعلية الأسباب التي اعتمد عليها ، فيفاجأ هذا الإنسان بنتائج غير متوقعة ، لكن في حالة أخرى ، من ترك الأخذ بالأسباب متوكلاً في زعمه على الله فقد عصى ، فقد عصى ربه ، لأنه لم يعبأ بهذا النظام ، الذي ينتظم الكون ، ولأنه طمع بغير حق ، أن يخرق الله له هذه السنن . قال عمر رضي الله عنه : المتوكل من ألقى حبةً في الأرض ثم توكل على الله . ســــــــــــــــــؤال ؟ طيب إذا أخطأنا فهم حقيقة التوكل ، فانزلقنا إلى أن يحبط عملنا أو إلى معصية ، من خلال ترك الأسباب ، فما الذي يحدث ؟ الحقيقة هذا يقودنا إلى رأي علماء التوحيد في هذا الموضوع علماء التوحيد يرون ، أن السبب لا يعد كافياً لخلق النتيجة ، فالنار لا تحرق بذاتها ، بل عند مشيئة الله لها أن تحرق ، واستنبط العلماء هذه الحقيقة من أدلة نقلية , وعقلية , وواقعية ، وعبروا عنها اختصاراً عندها لا بها ؛ أي أن النار لا تحرق بقوة الإحراق الذاتية التي أودعت فيها فيما يبدو، بل بمشيئة الله تعالى لها أن تحرق فلكي لا نتوهم أن الأسباب وحدها تخلق النتائج ، فنتجه إليها ، ونعتمد عليها ، من دون الله ، لأن علة وجودنا أن نؤمن بالله ، وأن توجه إليه ، وأن نعتمد عليه لنسعد به . لذلك من تربية الله لنا ، ومن رحمته بنا ، ومن تأديبه لنا أنه يخرق لنا أحياناً هذه القاعدة ، وقاية لنا من الشرك ، وترسيخاً للتوحيد عندئذٍ تعطل الأسباب ، كما وقع لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حينما ألقي في النار. النار كانت بردا على سيدنا ابراهيم لأن الله مسبب الأسباب عطل عملها { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } [ سورة الأنبياء الآية : 69 ] وأحياناً يوجد السبب ولا تتحقق النتيجة ، وأحياناً توجد النتيجة من دون سبب ، أو من دون سبب كاف . قال تعالى ، قد حدثنا عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام : { وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } [ سورة آل عمران الآية : 49 ] وباختصار التوكل درب ضيق عن يمينه وعن شماله واديان فمن أخذ بالأسباب ، واعتمد عليها ، فقد انزلق إلى إحباط العمل ، ومن لم يأخذ بها فقد انزلق إلى معصية الله ، لكن الموقف الدقيق الذي أراده الله عز وجل ، أن نأخذ بالأسباب من دون أن نعتمد عليها ، وأن توكل على مسبب الأسباب رب العالمين . هذه حقيقة التوكل التي أرادها الله عز وجل ، وقد ورد التوكل في آيات كثيرة ، فقال تعالى: { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ * } [ سورة آل عمران الآية : 49 ] ســــــــــــؤال: يعني هنا يحضروني بعض الأمثلة ، حتى فيما يمكن أن يقال في قمة الاختراعات والتصنيع ، مثلاً لكل عام نجد في السيارات طرازاً جديداً يختلف عما سبقه ، عندما صممت السيارة درست من قبل مهندسين ، درست من قبل أخصائيين ، من كل النواحي ، وصنعت بعد ذلك السيارة ، في العام التالي نجد تعديلاً فيها ، ترى ألم يأخذوا بالأسباب من قبل ؟ أخذوا بالأسباب ، طيب لماذا جاء هذا التعديل إن كانت الأسباب تودي إلى الصحة المتكاملة باستمرار ؟ لاشك أن الإنسان وعقله ، عاجز عن تأدية الكمال ، هنا دور الإيمان ، أن الإنسان يؤدي الأسباب كاملة ، وبعد ذلك يلتجئ إلى الله تعالى أن يارب إني قد أديت ما عليّ وبعد ذلك أتوكل عليك . خلق الله كامل بينما صنع الإنسان قابل للتعديل الحقيقة هذا الطرح الذي طرحتموه دقيق جداً ، لأن خبرة الإنسان مكتسبة ، خبرته حديثة ، محدثة لكن خبرة الله قديمة ، فلم يطرأ أي تعديل على خلقة الله عز وجل ، لأن كماله مطلق ، وخبرته قديمة ، أما الإنسان بحكم ضعفه . قال تعالى : { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً } [ سورة النساء الآية : 28 ] فخبرته يكتسبها شيئاً فشيئاً ، فهذا لا يمنع أن نأخذ بالأسباب دائماً ، وكلما واجهتنا مشكلة نبحث عن أسبابها ، ونغطي هذا السبب بعلاج ناجح ، ونافع . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |