![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() دع ما يريبك الى مالا يريبك قوله : (( دع )) أي : اترك . (( ما لا يريبك )) بفتح الياء ، أي :إلى الشيء الذي لا ريب فيه . وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية ، وهو حديث جامع مهم ، وهو باب من أبواب الورع والاحتياط . وقد سلك أهل العلم ـ رحمهم الله ـ في أبواب الفقه هذا المسلك ، وهو الأخذ بجانب الاحتياط ، وذكروا لذلك أشياء كثيرة . منها : إنسان أصابه ثوبه نجاسة ، ولا يدري هل في مقدم الثوب أو في مؤخره ، إن غسل المقدم عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخرةالثوب ! فما هو الاحتياط ؟ الاحتياط أن يغسل مقدمه ومؤخره ، حتى تزول ريبته ويطمئن . ومنها : لو شك الإنسان في صلاته : هل صلى ركعتين أو ثلاث ركعات ، ولم يترجح عنده شيء ؟ فهنا ، إن أخذ بركعتين صار عنده ريبه فلعله نقص ، وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبه ، فلعله لم ينقص ،لكن يبقى قلقا ؛ فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل ، فإذا شك هل هي ثلاث أو أربع ، فيجعلها ثلاثا ، وهكذا . *فهذا الحديث أصل من أصول الفقه ، أن الشيءالذي تشك فيه اتركه إلى شيء لا شك فيه . *ثم إن فيه تربية نفسية ، وهي أن الإنسان يكون في طمأنينة ليس قلقًا ، لأن كثيرًا من الناس إذا أخذ ما يشك فيه يكون عنده قلق إذا كان حي القلب ، فهو دائمًا يفكر : لعلي فعلت . . . لعلي تركت ، فإذا قطع الشك باليقين زال عنه ذلك . قال النبي صلي الله عليه وسلم : (( فإن الصدق طمأنينة )) وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب ( باب الصدق ) . فالصدق طمأنينة ، لا يندم صاحبه أبدًا ، ولا يقول : ليتني وليتني ؛ لأن الصدق منجاة ، والصادقون ينجيهم الله بصدقهم ، وتجد الصادق دائمًا مطمئناً ؛ لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو شيء يحصل في المستقبل ؛ لأنه قد صدق ، و (( من صدق نجا )) . أما الكذب ، فبين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه ريبة ، ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه ، فيرتاب الكاذب : هل يصدقه الناس أو لا يصدقونه ؟ ولهذا تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله أنه صدق ؛ لئلا يرتاب في خبره ، مع أنه محل ريبة . تجد المنافقين مثلا يحلفون بالله ما قالوا : ولكنهم في ريبة ، قال الله تعالى( وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوابَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) (التوبة: 74 ) . فالكذب لا شك أنه ريبة وقلق للإنسان ، ويرتاب الإنسان : هل علم الناس بكذبه أم لم يعلموا ؟ فلا يزال في شك واضطراب . فنأخذ من هذا الحديث أنه يجب على الإنسان أن يدع الكذب إلى الصدق ؛ لأن الكذب ريبة ، والصدق طمأنينة ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) والله الموفق . هيفولا ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |