![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() 65 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( طِيب الكسب ) الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ 65 - خطبتى الجمعة بعنوان ( طِيب الكسب ) الحمد لله ، تعاظم ملكوته فاقتدر ، و تعالى جبروته فقهر ، رفع و خفض و أعز و نصر ، و هو العليم بما بطن و ما ظهر ، أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، أحلَّ الحلال و بين طريقه ، و بالطيبات أمر ، و حرَّم الحرام ، و أوضح سبيله ، و عن الخبائث زجر ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله المؤيد بالمعجزات و الآيات و السور ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه السادة الغرر ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ، و التابعين و من تبعهم بإحسان ما ليلٌ أدبر ، و صبحٌ أسفر . أمـــا بعـــد ، فاتقوا الله أيها الناس ، اتقوه في أنفسكم و أهليكم ، اتقوه في أعمالكم و أموالكم ، اتقوه فيما تأكلون و ما تدخرون : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِى ٱلأرْضِ حَلَـٰلاً طَيّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ البقرة : 168 ] . عباد الله ، كسب الرزق و طلب العيش شيء مأمور به شرعاً ، مندفعة إليه النفوس طبعاً ، فالله قد جعل النهار معاشاً ، و جعل للناس فيه سبحاً طويلاً . أمرهم بالمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه . و قَرَنَ في كتابه بين المجاهدين في سبيله و الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضله ، { يَضْرِبُونَ فِى ٱلأرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَءاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَٱقْرَءواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } [ المزمل : 20 ] . و أخبر عليه الصلاة و السلام أنه (( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده ، و إن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده )) رواه البخاري ، و لقد قال بعض السلف : إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهمُّ في طلب المعيشة . و في أخبار عيسى عليه السلام أنه رأى رجلاً فقال : ما تصنع ؟ قال : أتعبد . قال : و من يعولك ؟ قال : أخي . قال : و أين أخوك ؟ قال : في مزرعة . قال : أخوك أعبد لله منك . و عندنا – أهلَ الإسلام -: ليست العبادة أن تَصُفَّ قدميك ، و غيرك يسعى في قوتك ؛ و لكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد . و الاستغناء عن الناس ـ أيها الإخوة ـ بالكسب الحلال شرفٌ عالٍ و عزٌّ منيفٌ . حتى قال الخليفة المحدَّث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلي من موطن أتسوق فيه لأهلي ؛ أبيع و أشتري . و من مأثور حكم لقمان : يا بنيَّ ، استغن بالكسب الحلال عن الفقر ، فإنه ما افتقر أحدٌ قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقةٌ في دينه، وضعفٌ في عقله، وذهاب مروءته. إن في طيب المكاسب و صلاح الأموال سلامة الدين ، و صون العرض ، و جمال الوجه ، و مقام العز . و من المعلوم ـ أيها الأحبة ـ أن المقصود من كل ذلك الكسب الطيب ، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ، و قد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ؛ فقال عزَّ من قائل : { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً } [ المؤمنون : 51 ] وقال عزَّ شأنه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ البقرة : 172 ] . و من أعظم ثمار الإيمان طيب القلب ، و نزاهة اليد ، و سلامة اللسان . و الطيبون للطيبات ، و الطيبات للطيبين . و من أسمى غايات رسالة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يُحلُّ الطيبات ، و يحرم الخبائث . و في القيامة يكون حسن العاقبة للطيبين { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ النحل : 32 ] . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |