![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() 72 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( فعل الخير ) ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ 72 - خطبتى الجمعة بعنوان ( فعل الخير ) الخطبه الاولى الحمد لله الملك الجليل ، الهادي إلى سواء السبيل ، أرسل رسوله بالحق ، و أنزل معه الكتاب هدى للناس و بينات من الهدى و التنزيل . نحمده سبحانه و تعالى و نشكره، و نتوب إليه و نستغفره ، أمر بمكارم الأخلاق ، و نهى عن الجبن و البخل و النفاق . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و لا شبيه و لا نظير و لا مثيل ، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، الموصوف بالعصمة ، و المبعوث بالهدى و الحكمة ، أشرف الناس نفسا و أعلاهم همة ، يحمل الكل و يكسب المعدوم و يعين على نوائب الحق بما لديه من كثير أو قليل . صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه القاصدين وجه الله إمساكا و إنفاقا ، و التابعين لهم بإحسان من كل أمة و جيل . أمـــا بعـــد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و لا يغرنَّكم سهلُ الدنيا ، فبعد السهلِ حُزون ، و الفرِحُ فيها محزون ، و الحُزن فيها غير مَأمون ، ما ضحِكت فيها نفوس إلا و بَكَت عيون ، هي داء المَنون ، من ركَن إليها فهو المغبون ، لم يهتمَّ بالخلاص إلا أهلُ التقى و الإخلاص ، أيّامهم بالصلاح زاهرة ، و أعينُهم في الدُّجى ساهرة ، في نفوس طاهرة ، و قلوبٍ بخشية الله عامرة ، يعملون للدنيا و الآخرة . أيها المسلمون : الإسلام دين يقوم على البذل و الإنفاق ، و يضيق على الشح و الإمساك ، حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية ،و أكفهم ندية ، و وصاهم بالمسارعة إلى دواعى الإحسان و وجوه البر. و أن يجعلوا تقديم الخير إلى الناس شغلهم الدائم، لا ينفكون عنه فى صباح أو مساء : “ { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } غير أن الإنسان - يا عباد الله - مجبول على حب المال و الحرص على اقتنائه ، يضرب فى مناكب الأرض و للأثرة فى نفسه إيحاء شديد ، أكثر تفكيره فى نفسه و أقله فى الآخرين . و لو أنه أوتى ما فى الأرض جميعا، بل لو أنه امتلك خزائن الرحمة العليا لما طوعت له نفسه أن تنفق منها بسعة ، و لقامت له من طبيعته الضيقة علل شتى تضع فى يديه الأغلال { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق و كان الإنسان قتورا} أيها الأحبة في الله، البخل نزعة خسيسة يجب أن تخاصم بعنف ، و أن تقاوم دسائسها بيقظة و نشاط ، إنه داء فتاك يزرع الحقد و الغل في الصدور ، و ينبت السوء و البغضاء في القلوب ، تقطعت به الأواصر ، و انصرمت بسببه الوشائج ، و قام على أساسه سوق الحسد و البغض ، كم فرق بين الأحباب ، و كم أغلق من بيوتات و دمر مجتمعات ، إنه من أدوء الأدواء و أخبثها ، إذا استشرى في قوم أهلكهم ، و إذا استفحل في أناس محق بركتهم . البخيل ياعباد الله ، لا يثق في مولاه ، فهو دائماً سيء الظن بخالقه ، يحسب أنه لن يرزقه ، و لن يكرمه ، و أن هذا الذي بين يديه من الخير و المال و النعمة لو انقضى فلن يأتي بعده خيرٌ ، و لن يخلف الله عليه بسواه ، يظن هذا المخذول أنه لو تصدق من أمواله صار فقيراً معوزاً كالمتصدق عليهم ، و ما أيقن هذا و أمثاله أن المال لا تنقصه الصدقة بل تنميه و تبارك فيه . يقول عليه الصلاة و السلام ( السخى قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد من النار ، و البخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار ، و لجاهل سخى أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل ) إن الأموال المستخفية فى الخزائن ، المختبئ فيها حق المسكين و البائس ، شر جسيم على صاحبها فى الدنيا و الآخرة، إنها أشبه بالثعابين الكامنة فى جحورها ، كأنها رصيد الأذى للناس ، بل لقد بين عليه الصلاة و السلام أنها تتحول فعلا إلى حيات تطارد صاحبها لتقضم يده التى غلها الشح . “ يقول عليه الصلاة و السلام.. . ( و لا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه ، فإذا فر منه يناديه ، خذ كنزك الذى خبأت ، فأنا عنه غنى فإذا رأى أنه لابد له منه سلك يده فى فمه ، فيقضمها قضم الفحل ) إن شرائع الإسلام لم تألو جهداً في إفهام الإنسان بالحسنى و الإقناع ، أن محبته الشديدة لماله قد تورده المتالف ، و أنه لو فكر حقيقة ما يملك و فى عاقبته معه ، لرأى السماحة أفضل من الأثرة ، و العطاء خيرا من البخل . و في الحديث : ( يقول العبد : مالى مالى : و إنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو أعطى فأقنى. و ما سوى ذلك فهو ذاهب و تاركه للناس ) وعجيب ياعباد الله أن يشقى امرؤ فى جمع ما يتركه لغيره ، و إذا لم يستفد المسلم من ماله فيما يصلح معاشه و يحفظ معاده فمم يستفيد بعد ؟ . و قد أماط الرسول صلى الله عليه و سلم اللثام عن هذه الحقيقة فقال ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا : يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: فإن ماله ما قدم و مال وارثه ما أخر ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |