![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() صيد الخاطر لابن الجوزي - الانقطاع إلى الله كنت في بداية الصبوة ، قد ألهمت سلوك طريف الزهاد ، بإدامة الصوم و الصلاة . و حببت إلي الخلوة فكنت أجد قلباً طيباً . و كانت عين بصيرتي قوية الحدة ، تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة ، و تبادر الوقتفي اغتنام الطاعات . و لى نوع أنس ، و حلاوة مناجاة ! ! فانتهى الأمرإلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي ، فأمالني إليه ، فمال الطبع ، ففقدت تلك الحلاوة . ثم استمالني آخر ، فكنت أتقي مخالطته و مطاعمه ، لخوف الشبهات ،و كانت حالتي قريبة . ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح فعدم ما كنت أجد من استنارة و سكينة . و صارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله . فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس ، فيتوبون و يصلحون ، وأخرج مفلساً فيما بيني و بين حالي . و كثر ضجيجي من مرضي ، و عجزت عن طب نفسي ، فلجأت إلى قبور الصالحين ، و توسلت في صلاحي ، فاجتذبني لطف مولاي بي إلى الخلوة على كراهة مني ، ورد قلبي علي بعد نفور مني ، وأراني عيب ما كنت أوثره . فأفقت من مرض غفلتي ! و قلت في مناجاة خلوتي : سيدي كيف أقدر على شكرك ؟ وبأي لسان أنطق بمدحك ؟ إذ لم تؤاخذني على غفلتي ، و نبهتني من رقدتي ، و أصلحت حالي على كره من طبعي . فما أربحني فيما سلب مني إذ كانت ثمرته اللجأ إليك ! و ما أوفر جمعي إذ ثمرته إقبالي على الخلوة بك . و ما أغناني إذأفقرتني إليك ، و ما آنسني إذ أوحشتني من خلقك . آه على زمان ضاع في غيرخدمتك ! أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك . قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لايؤلمني نومي طول الليل . و إذا انسلخ عني النهار لا يوجعني ضياع ذلك اليوم . و ما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض . فالآن قد هبت نسائم العافية ، فأحسست بالألم فستدللت على الصحة . فيا عظيم الإنعام تمم لي العافية . آه من سكير لم يعلم قدر عربدته إلا في و قت الإفاقة ؟ لقد فتقت ما يصعب رتقه ، فواأسفاً على بضاعة ضاعت ، و على ملاح تعب في موج الشمال مصاعداً مدة ، ثم غلبه النومفرد إلى مكانه الأول . يا من يقرأ تحذيري من التخطيط فإني ـ و إن كنت خنتنفسي بالفعل ـ نصيح لإخوتي بالقول احذروا إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده . فإن الشيطان يزين ، في أول مرتبة ، ثم يجر إلي النجاح ، فتلمحوا المآل، و افهموا الحال . و ربما أراكم الغاية الصالحة ، و كان في الطريق إليه انوع مخالفة ، فيكفي الإعتبار في تلك الحال ، بأبيكم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى. إنما تأمل آدم الغاية و هي الخلد ، ولكنه غلط في الطريق ، و هذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء . يتأولون لقوالب المصالح ، فيستعجلون ضرر المفاسد . مثاله أن يقول للعالم : ادخل على هذا الظالم فاشفع في مظلوم ، فيستعجل الداخل رؤية المنكرات ، و يتزلزل دينه . وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم . فمن لم يثقبدينه فليحذر من المصائد ، فإنها خفية . و أسلم ما للجان العزلة ، خصوصاً فيزمان قد مات فيه المعروف ، و عاش المنكر ، و لم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة . فمن داخلهم دخل معهم فيما لا يجوز ، و لم يقدر على جذبهم مما هم فيه . ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفعالعلم قد صاروا كالشرطة . فليس إلا العزلة عن الخلق ، و الإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة . و لأن أنفع نفسي وحدي ، خير لي من أن أنفع غيري و أتضرر. فالحذر الحذر من خوادع التأويلات ، و فواسد الفتاوى ، و الصبر الصبر على ماتوجبه العزلة . فإنه إن انفردت بمولاك فتح لك باب معرفته . فهان كل صعب ، و طاب كلمر ، و تيسر كل عسر و حصلت كل مطلوب . و الله الموفق بفضله ، و لا حول و لاقوة إلا به . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |