[adnan]

الأخ / فـضـل الـسـقـا

نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية

لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط

أ. عبدالله بن عمر خياط

حدثني الواتساب عن التويتر

تقدمت وسائل الاتصال الحديثة بمتوالية هندسية حتى أصبح من الصعب

متابعة ما يجد عليها وما يستحدث فيها إلا على المتخصصين ذوي المواهب،

ومن أدواتها التويتر والفيس بوك والواتساب

فأصبحت هذه الأدوات تكاد تطغى على كل الوسائل الأخرى بما فيها

اللقاءات الشخصية، مما أفقد المشاعر الإنسانية والحميمية الأخوية

قدرا كبيرا، حتى أنه في المجلس الواحد تجد عدة أشخاص يتبادلون

الحديث كتابة بالواتساب على قصر المسافة بينهما التي لا تتجاوز المترين.

ولكن الأدهى والأمر أن

هذه الأدوات التي كان من المفترض أن تكون وسيلة لتبادل المعرفة

والمعلومات لتنمية المهارات والأخلاقيات الاجتماعية، للأسف أصبحت

وسيلة لتبادل الترهات والإشاعات والخزعبلات التي يدسها ويسيغها

باحترافية كبيرة بعض الذين يحبون أن تشيع الفاحشة والجهل والبغضاء

والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد بل وصلت إلى حد (منتجة) بعض

الصور باستعمال برنامج الفوتوشوب وبرامج أخرى لإخراج صور

لا تمت إلى الواقع ولا الحقيقة بصلة.

وأدهى من ذلك

اختلاق الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها

ما توهمته كاتبة تدعى «أم ماهر» بمجلة «رواشين» ونشرته بعنوان

«رؤى نبوية في الحب»

وقد جاء فيه:

ﺟﻠﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ

ﻭﺳﺄﻟﻬﻢ ﻣﺒﺘﺪئا ﺃﺑﻲﺑﻜﺮ: ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؟ ﻓﻘﺎﻝ أﺑو ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:

ﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﻼﺙ: ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ، ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻚ.

قال: ‎‏«ﻭأﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ؟ قال: أﺣﺐ ﺛﻼﺙ: أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺮﺍ،

ﻭﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﻬﺮﺍ، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍ». قال: ‎‏

«ﻭأﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ؟.‏قال: أﺣﺐ ﺛﻼﺙ: إﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭإﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ

ﺑﺎﻟﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻴﺎﻡ». قال: ‎‏«ﻭأنت ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ؟ قال: ‏أﺣﺐ ﺛﻼﺙ: إﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ

ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺑﺎﻟﺼﻴﻒ ﻭﺿﺮﺏﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ. ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ: ﻭﺃﻧﺖ

ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ، ﻣﺎﺫﺍﺗﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ: ﺃﺣﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﻼﺙ: ﺍﻟﺠﻮﻉ

ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ.. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:«ﻭﻟﻢ ؟»‏ ﻓﻘﺎﻝ

ﺃﺑﻮ ﺫﺭ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉﻟﻴﺮﻕ ﻗﻠﺒﻲ، ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﻴﺨﻒ ﺫﻧﺒﻲ، ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ

ﻷﻟﻘﻰ ﺭﺑﻲ. ﻓﻘﺎﻝﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺣﺒﺐ إلي ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﺛﻼﺙ:

ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻨﺰﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻗﺮﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻭأنا ﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﺛﻼﺙ: ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ،

ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻭﺣﺐﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ. ﺛﻢ ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺗﻨﺰﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ،

ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞﻳﻘﺮﺅﻛﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ: إﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﺛﻼﺙ:

ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺫﺍﻛﺮﺍ، ﻭﻗﻠﺒﺎﺧﺎﺷﻌﺎ، ﻭ ﺟﺴﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺻﺎﺑﺮﺍ.

والحديث في مجمله مكذوب

كما قال علماء الحديث .

فقط السطر الأخير:

صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال :

( حبب إلي من الدنيا : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة )

رواه الإمام أحمد والنسائي.