![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() العنوسة : الظاهرة التي أوجدناها قبل أن أبدأ في موضوع العنوسة ، أُعٌرف بلفظ "عانس" وأصلها في اللغة العربية. لفظ "عانس" تطلق في اللغة على من كبر في السن ولم يتزوج وهي لا تقتصر على المرأة بل يشترك معها الرجل في حمل لفظ "عانس". هنا السن لم يحدده المصطلح ولا تبعيات اللفظ. بعد هذا التعريف المُقتضب ، لنا الحق في أن نتسائل: لم أوجدنا سناً نطلق فيه على المرأة أنها عانس؟ ولماذا المرأة فقط من يشار إليها بأنها عانس؟ هناك العديد من المبررات عند البعض في تحديد سن الزواج ، ومنها : 1 ـ القدرة على الإنجاب 2 ـ تحمل تبعيات الإنجاب قد تتفاوات الفترة العُمرية بين قدرات الرجل والمرأة على الإنجاب وتميل لصالح الرجل ، لكن في تحمل تبعيات الإنجاب قد يتساويان وقد تميل لصالح المرأة في أحايين كثيرة نظراً لأن التربية وتنشية الأبناء مهمة أصيلة للرجل وبالذات للأبناء الذكور منهم. بهذا تكون "العنوسة" أشد وقعاً على الرجل منها على المرأة. لكن لماذا المرأة هي من تعاني من قسوة لفظ "عانس"؟ باعتقادي أن العبارة أخذت قسوتها من المجتمع ، ومجتمعنا الحديث بالتحديد ، ففى صدر الإسلام لم تُسمع لفظ عانس ولا كانت هذه صفة تُطلق على الجنسين ، فالزواج متاح للرجل والمرأة سواء كانو كباراً أو صغاراً ، ثيباتٍ أو أبكارا. إن تحديد سن للزواج أمر لم يكن معروفاُ في السابق ، أوجده مجتمعنا الحديث كمحصلة لعصر النهضة وبعد انتشار التعليم وعندما حملت المرأة الشهادة الجامعية ، فأصبح يُنظر إلى أن السن المواتية للزواج للمرأة هي من سن 23 إلى 30 سنة. فمن تعدت هذا السن ، أُطلق عليها "عانس". وما يُلاحظ أن الرجل لا يحمل نفس الصفة ولا يكاد المجتمع يشير إليه بالعنوسة إن تجاوز الثلاثين ، وحتى إن أُشير إليه فهي لا تمثل قلقاً كبيراً لديه أو لذويه. إن لفظ "عانس" لهو خطيئة يرتكبها المجتمع الذي لم يُنصف المرأة ويحملها تبعات مصطلح هو من أطلقه وهو يُشنع على من حمله ، فالعلاقة الزوجية والحاجة للزواج ليست المرأة هي المستفيد الأوحد منها ، بل يحتاجها الرجل أيضاً بنفس حاجة المرأة لها. فالزواج ليس مِنة يمتنها الرجل على المرأة وليس بمقدور الرجل بناء أسرة بمعزل عن المرأة. ما ساعد على بروز اللفظ وجعله كابوساً يطارد الكثيرات أن حرية اختيار الشريك في مجتمعنا كانت ومازلت بيد الرجل ، وهي أيضاً مفرزة من مفرزات المجتمع الحديث فقد كان في ما مضى بإمكان الولي أو الفتاة نفسها عرض أو خِطبة من ترى فيه الأهلية (ذلك كان يوم كانت الرجولة تغلب على الذكورة). إن المرأة بحسن تربيتها وبتعليمها ويقينها وإيمانها المطلق بربها ومن ثم بذاتها تستطيع التخلص من تبعات هذا المصطلح. حيث بإمكانها أن : ـ تعمل لتثبت ذاتها وتحقق تطلعاتها في الحياة وتتحمل مسئولية بقائها حتى ولو بمفردها. ـ تستمتع بالمرحلة الزمنية التي تحياها ولا تُفكر في ما يتلوها. إن أسوأ ما يواجهه البشر ، وليس المرأة فقط ، هو التفكير في المرحلة العُمرية المقبلة لأن التفكير فيه يقود إلى توتر يُنسينا أن نعيش - كما ينبغي- الفترة العُمرية التي نحياها. ـ تقوية صلتها بربها الذي سيضفي يقينا على حياتها ويبعد عنها ما قد يشوبها من أفكار مظلمة. أختتم: بأن على المجتمع بوجه العموم ، والأسرة بوجه الخصوص تغيير نظرته للمرأة وبالتحديد في ما يخص الفترة العُمرية للزواج ، لأن المرأة ـ سواء ابنة أو أختا ـ هي الوحيدة التي تقرر إن كان بقاؤها بلا زوج أفضل لها أم أن تقبل بالزواج. فلربما الكثير من المتزوجات دُفعن للزواج هرباً من مطاردة المجتمع لهن بمصطلح "عانس" ودفعن مقابل ذلك الكثير من راحتهن النفسية. المحرك لهذا التغيير في نظرة المجتمع هو المرأة ذاتها التي إن أثبتت وجودها فلسوف تُقنع محيطها برأيها. منقول هيفولا ![]() |
|
|
![]() |