![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله الفوائد من 92 إلى 95 [92] من العلائق و أما العلائق فهي كل ما تعلق به القلب دون الله و رسوله من ملاذ الدنيا و شهواتها و رئاستها وصحبة الناس والتعلق بهم , و لا سبيل له إلى قطع هذه الأمور الثلاثة و رفضها إلا بقوة التعلق بالمطلب الأعلى , و إلا فقطعها عليه بدون تعلّقه بمطلوبه ممتنع . فان النفس لا تترك مألوفها و محبوبها إلا لمحبوب هو أحب إليها منه آثر عندها منه . و كلما قوي تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بغيره . و كذا بالعكس و التعلق بالمطلوب هو شدة الرغبة فيه . و ذلك على قدر معرفته به و شرفه وفضله على ما سواه .. [93] حاجة الناس الى الرسول صلى الله عليه وسلم لما كمل للرسول صلى الله عليه وسلم مقام الافتقار إلى الله سبحانه أحوج الخلائق كلهم إليه في الدنيا و الآخرة . أما حاجتهم إليه في الدنيا فأشد من حاجتهم إلى الطعام و الشراب و النفس الذي به حياة أبدانهم . و أما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل الى الله حتى يريحوهم من ضيق مقامهم . فكلهم يتأخر عن الشفاعة فيشفع لهم , و هو الذي يستفتح لهم باب الجنة . في صحيح مسلم كتاب الإيمان حديث عن أنس بن مالك عن رسول الله أنه قال : ( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت , فأقول محمد . فيقول : لك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ) 1\188رقم(333) . [94] من علامات السعادة والفلاح من علامات السعادة و الفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه و رحمته . و كلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره . و كلما زيد في عمره نقص من حرصه . و كلما زيد في ماله زيد في سخائه و بذله . و كلما زيد في قدره و جاهه زيد في قربه من الناس و قضاء حوائجهم و التواضع لهم .وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره و تيهه , و كلما زيد في عمل زيد في فخره و احتقاره للناس و حسن ظنه بنفسه , و كلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه . و هذه الأمور ابتلاء من الله و امتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشقى بها أقوام و كذلك الكرامات امتحان و ابتلاء , كالملك و السلطان و المال .. قال تعالى عن نبيه سليمان لما رأى عرش بلقيس : { هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } النمل40. فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظهر بها شكر الشكور وكفر الكفور. كما أن المحن بلوى منه سبحانه, فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب, قال تعالى : { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ...} الفجر 15-17, أي ليس كل ما وسعت عليه وأكرمته ونعمته يكون ذلك إكراما مني له , و لا كل من ضيّقت عليه رزقه و ابتليته يكون ذلك إهانة مني له . ( أي ليس الأمر كما زعم لا في هذا و لا في هذا فان الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب و يضيق على من يحب ومن لا يحب , و إنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين إذا كان غنيّا بأن يشكر الله على ذلك وان كان فقيرا بأن يصبر أنظر تفسير ابن كثير 4\509) .. [95] الأعمال درجات وأساسها الإيمان من أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه و إحكامه وشدة الاعتناء به. فان علو البنيان على قدر توثيق الأساس و إحكامه . فالأعمال و الدرجات بنيان وأساسها الأيمان , و متى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه . و إذا تهدم شيء من البنيان سهل تداركه, و إذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت , و إذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد . فالعارف همّته تصحيح الأساس و إحكامه , و الجاهل يرفع في البناء من غير أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط . قال تعالى : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ } التوبة 109. فالأساس لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان , فإذا كانت القوة قوية حملت البدن و دفعت عنه كثيرا من الآفات , و إذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الآفات إليه أسرع شيء, فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان , فإذا تشعث شيء من أعالي البناء و سطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس . و هذا الأساس أمران : صحة المعرفة بالله و أمره و أسمائه و صفاته . و الثاني : تجريد الانقياد له و لرسوله دون ما سواه , فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه بنيانه , و بحسبه يعتلي البنيان ما شاء . فاحكم الأساس , و احفظ القوة , و دم على الحمية , و استفرغ إذا زاد بك الخلط , و القصد القصد و قد بلغت المراد , و إلا فما دامت القوة ضعيفة والمادة الفاسدة موجودة و الاستفراغ معدوما : فاقر السلام على الحياة فإنها قد آذنتك بسرعة التوديع فإذا كمل البناء فبيضه بحسن الخلق و الإحسان إلى الناس , ثم حطه بسور من الحذر, لا يقتحمه عدو, و لا تبدو منه العورة , ثم أرخ الستور على أبوابه , ثم أقفل الباب الأعظم بالسكوت عما تخشى عاقبته , ثم ركب له مفتاحا من ذكر الله به تفتحه و تغلقه , فان فتحت فتحت بالمفتاح وان أغلقت الباب أغلقته به , فتكون حينئذ قد بنيت حصنا تحصنت فيه من أعدائك إذا طاف به العدو لم يجد منه مدخلا فييأس منك. ثم تعاهد بناء الحصن كل وقت , فان العدو إذا لم يطمع في الدخول من الباب نقّب عليك النقوب من بعيد بمعاول الذنوب, فان أهملت أمره وصل إليك النقب , فإذا العدو معك في داخل الحصن فيصعب عليك اخراجه , و تكون معه على ثلاث خلال : إما أم يغلبك على الحصن , و يستولي عليه , و إما أن يساكنك فيه , و أما أن يشغلك بمقابلته عن تمام مصلحتك , و تعود إلى سد النقب ولم شعث الحصن . و إذا دخل نقبه إليك نالك منه ثلاث آفات : إفساد الحصن , و الإغارة على حواصله و ذخائره , و دلالة السراق من بني جنسه على عورته . فلا تزال تبتلي منه بغارة بعد غارة حتى يضعفوا قواك و يوهنوا عزمك فتتخلى عن الحصن و تخلي بينهم و بينه .و هذه حال أكثر النفوس مع هذا العدو, و لهذا تراهم يسخطون ربهم برضا أنفسهم , بل برضا مخلوق مثلهم لا يملك لهم ضرا و لا نفعا , و يضيعون كسب الدين بكسب الأموال, و يهلكون أنفسهم بما لا يبقى لهم , و يحرصون على الدنيا وقد أدبرت عنهم , و يزهدون في الآخرة وقد هجمت عليهم , و يخالفون ربهم بإتباع أهوائهم , و يتكلون على الحياة و لا يذكرون الموت , و يذكرون شهواتهم و حظوظهم و ينسون ما عهد الله إليهم , و يهتمون بما ضمنه الله لهم و لا يهتمون بما أمرهم به , و يفرحون بالدنيا و يحزنون على فوات حظهم منها و لا يحزنون على فوات الجنة و ما فيها و لا يفرحون بالإيمان فرحهم بالدرهم و الدينار , و يفسدون حقهم بباطلهم و هداهم بضلالهم و معروفهم بمنكرهم , و يلبسون إيمانهم بظنونهم , و يخلطون حلالهم بحرامهم, ويترددون في حيرة آبائهم وأفكارهم , و يتركون هدى الله الذي أهداه إليهم . و من العجب أن هذا العدو يستعمل صاحب الحصن في هدم حصنه بيديه .
|
![]() |
|
|
![]() |