![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور الأمثال في القرآن جزء رابع الأمثال في القرآن للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . قال تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ } [ العنكبوت : 41 ] حكمة الله في أن يكون الإنسان ضعيفاً : أيها الأخوة الكرام ، من الأمثلة التي وردت في القرآن الكريم قوله تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [ العنكبوت : 41 ] الحقيقة أيها الأخوة ، أنه من مسلمات العقيدة أن الله واجب الوجود ، لكن ما سوى الله ممكن الوجود ، معنى ممكن : أي ممكن أن يوجد أو ألا يوجد أصلاً ، ما سوى الله ممكن الوجود وهناك معنى آخر : وإذا وجد يمكن أن يوجد على ما هو عليه الآن ، أو على خلاف ما هو عليه ، إذاً شاءت حكمة الله أن يكون الإنسان ضعيفاً ، قال تعالى : { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً } [ النساء : 28 ] ضعيف ، ينهار لأي خبر سيئ ، يضعف أمام الأمراض ، أمام الفقر ، أمام الأقوياء ، في أصل خلقه نقطة ضعف أرادها الله عز وجل لحكمة بالغة بالغة بالغة ، إن الإنسان خلق ضعيفاً ، نقطة الضعف في أصل خلقه ، لماذا ؟ من حكم هذا الضعف أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ضعيفاً ليفتقر بضعفه إلى الله ، فإذا افتقر بضعفه إلى الله سعد بافتقاره ، ولو خلقه قوياً لاستغنى بقوته عن الله فشقي باستغنائه ، خُلقت ضعيفاً كي تفتقر إلى الله ، وبهذا الافتقار إلى الله تكون أسعد الخلق ، ولن تكون قوياً لأن القوي يستغني بقوته عن الله فيشقى باستغنائه . التولي و التخلي : لذلك الإنسان في أصل خلقه ضعيف ، هكذا أراد الله ، ولحكمة بالغة بالغة ، عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها ، إنسان قوي له مكانة ، غني ، عاقل ، ترتعد فرائصه لتقرير صحي أن في بعض أنحاء جسمه ورماً خبيثاً ، { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً } [ النساء : 28 ] لكن ما أرادنا أن نكون ضعفاء إلا لنفتقر إلى الله بهذا الضعف ، فإذا افتقرنا إليه قوينا ، لذلك الصحابة الكرام هم قمم البشر ، وهم نخبة البشر ، في بدر افتقروا إلى الله ، قال تعالى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } [ آل عمران : 123 ] أي مفتقرون إلى الله ، هم هم ومعهم سيد البشر ، معهم سيد الخلق وحبيب الحق في حنين اعتدوا بعددهم، فقالوا : ( لن نغلب اليوم من قلة ) أخرجه البزار عن أنس بن مالك فقال تعالى : { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } [ سورة التوبة : 25 ] أي أنت أيها الإنسان بينما أن تقول : الله فيتولاك وبين أن تقول : أنا فيتخلى عنك أنت بين التولي والتخلي ، وهذا الدرس تحتاجه ، لا أقول كل يوم ، ولا أقول كل ساعة ، بل كل دقيقة ، لمجرد أن تعزو قوتك إليك يتخلى الله عنك ، ولمجرد أن تفتقر إليه يتولاك ، هذا القانون إذا قلت : أنا يتخلى عنك إذا قلت : الله يتولاك . الكلمات المهلكات في القرآن الكريم : لذلك قالوا : بعض الكلمات مهلكات : أنا، ونحن، ولي، وعندي قال إبليس : { قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [ الأعراف : 12 ] فأهلكه الله ، وقال قوم بلقيس : { قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ } [ النمل : 33 ] فأهلكهم الله وقال قارون : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } [ الزخرف : 51 ] وقال قارون : { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } [ القصص : 78 ] { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ } [ القصص : 81 ] وقال فرعون : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } [ الزخرف : 51 ] فأهلكه الله . الإنسان في أصل خلقه ضعيف ليفتقر إلى الله فيسعد في الدنيا و الآخرة : أنت خلقت ضعيفاً كي تفتقر بضعفك ، فإذا افتقرت بضعفك سعدت بافتقارك ، ولو خلقت ضعيفاً دون أن تشعر لاستغنيت بقوتك وشقيت باستغنائك ، هذه حقيقة أولى ، فأنت ضعيف ، والضعيف دائماً بحاجة إلى قوي يعتمد عليه ، يحميه ، يدافع عنه ، يسأله ، يستجير به ، يستغيث به ، يدعوه . النقطة الدقيقة الآن : أنت في أصل خلقك ضعيف ، لحكمة بالغةٍ بالغةٍ بالغة ، عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها ، أراد الله أن تفتقر إليه ، جُعلت ضعيفاً كي تفتقر إليه ، وكي تسعد بافتقارك إليه ، وكي تصبح قوياً بافتقارك إليه ، وكي تصبح غنياً بافتقارك إليه ، وما أرادك أن تكون قوياً فتستغني عنه فتشقى باستغنائك . ومضة من ومضات الإعجاز العلمي في الآية التالية : لذلك الله عز وجل بيّن لنا في كتابه الكريم : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [ العنكبوت : 41 ] لكن ومضة من ومضات الإعجاز العلمي في هذه الآية : الحقيقة خيط العنكبوت وقد لا تصدقون أمتن من الفولاذ بخمسة أضعاف ، ذلك أن الأشياء إذا قاومت قوى الشد كانت متينة ، فإذا قاومت قوى الضغط كانت قاسية ، فالقسوة مقاومة قوى الضغط ، والألماس أعلى عنصر في الأرض يقاوم قوى الضغط ، بينما الفولاذ المضفور يعد أقوى عنصر في الأرض يقاوم قوى الشد ، لذلك المصاعد تتحرك بأسلاك الفولاذ المضفور ،
|
![]() |
|
|
![]() |