![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور الأمثال في القرآن جزء ثامن الأمثال في القرآن للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . المقارنة بين إنسان خامل معتزل الناس وبين إنسان يأخذ بيد الخلق إلى الله : أيها الأخوة الكرام ، من آيات الأمثال هذه الآية ، وهي قوله تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ } [ النحل : 75 ] إنسان مكبل ، مقيد ، خامل ، منطوٍ على نفسه ، معتزل الناس ، لا يفكر بعمل صالح ، ولا بخدمة إنسان ، ولا بعطاء ، ولا بنصيحة ، ولا بدعوة ، يعيش ليأكل ، وإنسان آخر: { رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا } [ النحل : 75 ] رزقه علماً ، ومالاً ، وحكمة ، وطلاقة لسان ، وقدرة على التأثير ، يعمل ليلاً نهاراً في خدمة الخلق ، يأخذ بيد الخلق إلى الله ، يوفق بينهم ، يقرب فيما بينهم ، يطعم جائعهم ، يرعى مريضهم، يصل من قطعه ، يعطي من حرمه ، يعفو عمن ظلمه ، هل هناك تساوٍ بين هذين الشخصين؟ { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ } [ السجدة : 18 ] { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] الفرق بين المؤمن وغير المؤمن : أيها الأخوة الكرام ، أريد أن أبين لكم هذه الحقيقة ، هناك من يتوهم أن الفرق بين المؤمن وغير المؤمن ؛ أن المؤمن يصلي فقط ، ويصوم ، ويحج بيت الله الحرام ، ويؤدي زكاة ماله ، لا والله ، والله الفرق لا تستوعبه الصفحات ، ولا خطب في سنوات ، الفرق جوهري ، هناك ذهب عياره أربعة وعشرون ، و ذهب عياره واحد وعشرون ، وذهب ثمانية عشر ، الفرق بينهما بالدرجة ، لكن هناك قطعة ألماس رأيتها بعيني في متحف في اسطنبول ، توبي كوبي ، ثمنها مئة وخمسون مليون دولار ، بحجم البيضة ، وهناك قطعة فحم لا تساوي قرشاً ، والألماس أصله فحم هل يستويان ؟ أنا أريد أن أقول لكم المؤمن الحقيقي إنسان آخر ، إنسان آخر بمبادئه ، بقيمه ، بأخلاقه ، بأذواقه ، برحمته ، بعدله ، بإنصافه ، بسعادته ، بتوفيقه ، الدعاة إلى الله لا يدعونكم إلى أن تصلوا فقط ، يدعونكم إلى سعادة الدنيا والآخرة ، يدعونكم إلى الفلاح ، أن تكسب الدنيا والآخرة معاً ، أو أن تكون نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة ، إذا دعاك الله إليه ، دعاك إلى رحمته ، دعاك إلى أن تكون غنياً ، قوياً ، عفيفاً ، متألقاً ، تملك سعادة الدنيا والآخرة . { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا } [ النحل : 75 ] تجلس مع إنسان لا يحدثك كلمة في الدين ، إلا بأسعار السيارات ، بالأسهم ، بالتجارات ، بالبيوت ، والمركبات ، همه الدنيا ، لذلك ورد في بعض الأحاديث : ( من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه ، وشتت عليه شمله ، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له ، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) الترمذي عن أنس عرف أنه مخلوق للجنة ، مخلوق لجنة عرضها السماوات والأرض . عدم استواء المؤمن مع غير المؤمن بنص القرآن الكريم : إنسان عرف الله، عرف طريقه إلى الجنة ، عرف الحق والباطل ، عرف الخير والشر، عرف الحلال والحرام ، عرف ما يمكن وما لا يمكن ، ما يجوز وما لا يجوز ، تضبطه القيم ، تحكمه المبادئ ، يرتقي من حال إلى حال ، إنسان آخر عرف الطعام والشراب ، عرف النساء ، عرف الشهوات ، يعبدها من دون الله ، اتخذ إلهه هواه ، الفرق كبير جداً أكبر مما تتصورون ، لذلك يكفيك قوله تعالى : { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ } [ السجدة : 18 ] { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ القلم : 35 , 36 ] { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } [ الليل : 5 , 6 ] وبنى حياته على العطاء ، يتقرب إلى الله بالعطاء ، بخدمة الخلق ، بنصيحتهم ، يرحمهم ، يحلم عليهم ، يصبر على مسيئهم ، ينتظر مدينهم ، وبين إنسان يسعى لشهوته ، يسعى لمتعته ، فرق كبير جداً ، لذلك : { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ القلم : 35 , 36 ] { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ } [ السجدة : 18 ] المؤمن واضح يعمل تحت ضوء الشمس و لا يخشى في الله لومة لائم : الآية دقيقة جداً : { أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [ القصص : 61 ] { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا } [ النحل : 75 ] مقيد بشهواته ، محبوس في ترهاته ، مرة كنت في الكويت ألقى أخ محاضرة كان في بلد محتل من قبل العدو الصهيوني ، لكن أهله على درجة عالية من التدين ، أقسم لي بالله قال لي : نحن المحاصرون، وليسوا هم ، نحن محاصرون بشهواتنا، ومصالحنا ، هم أحرار ، فلذلك المسافة كبيرة جداً بين الذهب وهو من أثمن المعادن وبين أخس المعادن ، أنا مرة اطلعت على مقالة سفينة قبل مئتي عام غرقت في المحيط الأطلسي ، ومحملة بخمسة أطنان من الذهب الخالص ، في النهاية عثر عليها ، واستخرجوا الذهب ، ونظرت إلى صورة الذهب ، مئتا عام في البحر وكأن الذهب يلمع لمعاناً مذهلاً ، الذهب ذهب ، المؤمن ألماس أو ذهب ، لا يخونك ، لا يكذب عليك ، لا يحتال عليك ، لا يغتابك ، لا يمكر فيك ، لا ينافق ، لا يتذلل ، لا يتضعضع ، ليس دخيلاً ، كريم ، مبادئه واضحة ، يعمل تحت ضوء الشمس ، لا يخشى في الله لومة لائم ، المؤمن واضح . المسافة الكبيرة بين المؤمن و الكافر : الآية التالية تريد أن تبين كم هي المسافة كبيرة بين مؤمن وكافر ، أقسم لكم بالله لو أن إنساناً دخله لا يزيد عن مبلغ لا يكفيه أسبوعاً من الشهر ، وساكن في بيت صغير ، قميء ، وطعامه خشن ، وثيابه خشنة ، لكنه مؤمن ، لكنه يعرف الله ، وآخر معه ألف مليار ، ألف مليون ، وساكن بأجمل بيت ، ويركب أجمل مركبة ، وعنده أجمل زوجة ، يقتني أغلى الآلات، ليس هناك مسافة تجمع بينهما : { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ } [ السجدة : 18 ] { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [ النحل : 75 ] بل أكثرهم لا يعلمون السعادة التي ينعم بها المؤمن ، لا يعلمون الأمن الذي يملأ قلب المؤمن ، لا يعلمون الراحة التي يعيشها المؤمن ، لا يعلمون البصيرة التي يملكها المؤمن ، لا يعلمون مقدار هذا النور الذي يقذفه الله في قلب عبده المؤمن . المؤمن مقيد بالإيمان وبمنهج الرحمن والإنسان الآخر متفلت يفعل أي شيء من أجل متعته مثل آخر : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ } [ النحل : 76 ] أخرس ، لا يتكلم كلمة خير ، ولا يفكر بدعوة إلى الله ، ولا بنصيحة ، ولا بالتوفيق بين شخصين : { أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ النحل : 76 ] من خلال هذين المثلين في هذه الآية يتضح أن المسافة كبيرة جداً بين مؤمن وغير مؤمن ، وآيات كثيرة تدعونا إلى الموازنة ، إنسان ترتاح له ، لا تخاف منه ، لا تخاف أن يغدرك ، لا تخاف أن يطعنك بالظهر ، لا تخاف أن يغتابك ، لا تخاف أن يحتال عليك ، لا تخاف أن يفعل معك شيئاً لا يرضي الله . ( الإِيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ ) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة مقيد بالإيمان ، مقيد بمنهج الرحمن ، والإنسان الآخر متفلت ، يفعل أي شيء من أجل متعته ، يرتكب كل حماقة من أجل شهوته ، يركب رأسه أحياناً ، يتناقض ، يقسو ولا يرحم ، يأخذ ولا يعطي ، يعلو ولا يتواضع ، هؤلاء النموذجان في حياة الناس .
|
![]() |
|
|
![]() |