![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت الزميلة / جِنان الورد قيم القرآن ومفاهيمة قِيَمُ القُرآن وَمفاهِيمه { رَبَّنا تَقَبّل مِنّا إنَّك أنتَ السَّميع العَليم } [ البقرة : 127 ] لَمْ تَرِد كلمة " النّجاح " في القرآنِ مُطلقاً بلْ وَصَفت الأعمال التي ارتَضاها الله ، وكتَب لها الأثرَ بالفلاح ؛ ثمَّ بالقَبول ! والفلاحُ , مشتقّ مِن فلاحة الأرضِ ؛ حيث يبذُر المرء بذرة .. فإنْ تقبَّلها الله ؛ آتَتْ أُكلها إلى يوم القِيامة ! وهذا معنى ؛ { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ } [ آل عمران : 37 ] قَبولاً, جعل من الطفلة معجزة ؛ ظلّت حكاية التّاريخ ! فما هي المَسافة ؛ بين "النّجاح" و "القَبول" ؟ ولَماذا الفَلاح .. دونَ النّجاح ؟ الفلاحُ هو سَعيٌ عميق في بَذر حبّة ؛ يحتاج نُموها انتظاراً طويلا ً! الفلاحُ هو صِلة الزّارع بِتقَلُّب المواسم , وصبره , حتى تَنبثق الفَسيلة ! الفلاحُ هو الرِّعاية الصّامتة للغُصن الرّطيب ؛ حتّى يُصبح شجرة وارِفة فإنْ رضي اللهُ العمل تقبَّله ! فما هو القَبول ؟ القبَول هو المَسافة بين حُقول ينتابُها الجَدْب وحُقول لا تعرف الشَّيخوخة ! حُقول, تظَلّ خَضراء , يصبُّ قمحها في مَوازين صاحِبها ؛ حتّى قِيام السّاعة ! القَبول هو معنى ( وإذا وقَع النّداء من الله بمحبةَ عملٍ ، أو مَحبة فُلان ؛ قَبِلتْه جميعُ البواطن ) هكذا دونَ تفسير ، و لا منطِق ، ولا أسْباب فقط ؛ لأنّ الله ؛ [وضَع له القبول في الأَرض ] ! وهذا يكفي , يكفي كيْ يقول السّلف بعدها ؛ كلِمتهم العَميقة : [ أيّها المَقبول , هنيئًا لك , أيها المَردود في سَعيِه ؛ جبَر الله مُصيبتك ] لِماذا ؟ لِسببٍ واحِد يُعلنه القُرآن ألا وهو { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] لذا قال أحدُ السّلف : [ لوَ علِمُت أَّن الله تَقَبَّلِ منِّيَ سْجدة واِحَدة ، أْوَ صَدقةِ دْرهم واِحد ؛ لم يَكنَ غائب أَحّب إلّيِ من اْلَمْوت ] ! هذا المعنى, كانَ يكفي كيْ يقول علي رضي الله عنه - : [ لا تهتمّوا لقِلّة العمل ؛ واهتمّوا للقَبول ] يَكفي , كيْ يُصحّح الجَميع موازينه ، ويَفهم لماذا لم يُذكر النّجاح في القُرآن ؛ و ذَكَر القَبول عِوضا عنه ! القَبول هو حياةُ العلماء, الذين لازالت صَدى خَطواتهم مُنذ مئات السّنين ؛ في مَسامِعنا ! القَبول .. ليسَ نجاح اللحظة الرّاهنة , وليس لقطة الكاميرا البرّاقة , أو نُقطة مجدٍ عابرة ! بلْ هي ؛ لحظةٌ متجذّرة في العُمق, مُتجذّرة في مَلامح الكَون , وفي ضَمير الوُجود ! الّذين يُدركون الفَرق , هم من يَعرفون كيف يَحفِرون حُضورهم بإتقانٍ مُذهل ؛ عبرَ حبّة عرقٍ سخيّة , تظلُّ تفور في تضاريسِ الفِعل البشريّ ؛ حتّى تُصبح شلّالاً, أو رُبّما طوفاناً غامِراً ! أولئِك الّذين تتغيّر بَعدَهم الكَثير مِن المُعادلات ! ويحتارُ الشّيطان في بصيرتِهم ، وفَهمِهم لمعاني القُرآن ! هؤلاء ,همْ الّذين تظلّ حروف أسمائهم ؛ ترنُّ في عمُر الأجيالِ كلِّها ! تأمّل فقط , كيفَ تعيشُ كلماتُ عالم مئاتُ السِّنين و تظلّ مَئذِنة باقية ؛ لأنَّ صاحِبها كان يغرِسها لله , لله وحده ! وماكانَ لله ؛ دامَ واتّصل وماكان لغيرِ الله ؛ انقَطع واضمَحلّ وكانَ عُمره سنوات قَليلة !
|
![]() |
|
|
![]() |