[حور العين]

من: الابن الدكتور / ماجد الياس
هل تناول الحلويات يسبب إصابتك بمرض السكر من النوع2؟


لم يعد مرض السكر من النوع 2 قاصرًا على كبار السن، بل أصبح منتشرًا بشكل متزايد بين الشباب
الأصغر سنًا، خاصة الأشخاص الذين يستهلكون الأطعمة المصنعة أو السكرية أو المكررة بانتظام،
لذلك تشعر منظمات الصحة العامة بقلق متزايد بشأن هذا الاتجاه، مشيرة إلى أهمية إجراء
مزيج من التغييرات الغذائية وأنماط الحياة المستقرة كدوافع رئيسية.

الارتفاع المثير للقلق في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بين الشباب
يُعد ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع 2 بين الشباب مصدر قلق متزايد فى جميع أنحاء العالم،
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت فى مجلة ذا لانسيت، فقد زاد انتشار مرض السكر من النوع 2
لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا بشكل ملحوظ في العقدين الماضيين،
ويُعزى هذا التحول إلى عدة عوامل، بما في ذلك التغييرات فى الأنماط الغذائية،
وزيادة استهلاك الأطعمة المصنعة، وانخفاض مستويات النشاط البدني.

قبل ظهور مرض السكر، وفي مرحلة مقاومة الأنسولين، ينتج الجسم الكثير من الأنسولين
للحفاظ على مستوى الجلوكوز تحت السيطرة، وإذا شعرت بالتعب أو النعاس بعد تناول وجبة،
فمن المحتمل أن جسمك ينتج الكثير من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكريات منخفضًا،
ومع ذلك، فإن الجانب السلبي هو أن هذا الأنسولين يقسم جميع السعرات الحرارية المستهلكة
إلى إنتاج الدهون وترسبها، مما يؤدي إلى إرسال كمية أقل بكثير لإنتاج الطاقة.

لا يتعلق الأمر بالسكر فقط، بل يتعلق بما تتناوله طوال الوقت، ولا يقتصر الأمر على تناول الحلويات فقط،
بل تشمل أيضًا الوجبات السريعة وألواح الحبوب، وكعكات الإفطار "الصحية"، والوجبات المجمدة التي
تُطهى فى دقيقتين، لكنها مليئة بالسكريات المخفية والكربوهيدرات المكررة، وغالبًا ما تحتوي هذه الخيارات
التي تبدو سهلة التحضير على كميات زائدة من السكريات المضافة، والدهون غير الصحية،
والإضافات الصناعية، والتي قد تُلحق الضرر بعمليات الأيض في الجسم،
كما أنها تُؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم.

وقد تؤدي الارتفاعات والانخفاضات المتكررة في مستويات الجلوكوز في الدم إلى عدم استجابة الجسم
للأنسولين كما ينبغي، وهنا تبدأ المشكلة، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى مقاومة الأنسولين،
وهي سمة مميزة لمرض السكر من النوع 2، حيث لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بفعالية،
مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم، وبمرور الوقت، قد يُكافح البنكرياس لإنتاج ما يكفي من
الأنسولين مما يزيد من تفاقم المشكلة.

علامات مبكرة للإصابة بمرض السكر من النوع 2:
يُعد التعرف على العلامات التحذيرية المبكرة للإصابة بمرض السكر من النوع 2 أمرًا بالغ الأهمية
للتدخل المبكر والوقاية من المضاعفات طويلة الأمد، وتشمل:
الشعور بالإرهاق دون سبب واضح.
شرب الكثير من الماء.
زيادة الوزن حتى مع عدم تناول الكثير من الطعام.
الإرهاق الشديد بعد الوجبات.
الشعور بالضبابية أو الغضب أو الانفعالات الغريبة.


ويتجاهل معظم الناس هذه الأعراض، لكنها مؤشرات مهمة على أن الجسم يكافح لتنظيم مستويات
السكر في الدم بشكل فعال، وقد يؤدي تجاهل هذه العلامات إلى تأخير التشخيص والعلاج،
مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد مثل أمراض القلب وأمراض الكلى وتلف الأعصاب
لذلك يُنصح الأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض باستشارة الطبيب للخضوع للفحوصات المناسبة لإدارة الحالة.

قلة النشاط البدنى والسلوك المستقر مع الإفراط في تناول الأطعمة السكرية والوجبات السريعة
وزيادة حدة التوتر وقلة النوم كلها تساهم في مقاومة الأنسولين وضعف الأيض، كل هذه العوامل،
جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة، تخلق عاصفة مثالية للإصابة بمرض السكري من النوع 2.

فيما يلى.. نصائح للوقاية من مرض السكر من النوع 2:
التحكم في محتوى السكر والملح الذى يتم استهلاكه، وهذا يتطلب تحضير وجباتك بنفسك.

احرص على المشى بعد الأكل، حيث يمكن أن يؤدي النشاط البدني المنتظم إلى تحسين
حساسية الأنسولين والمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم.

التحقق من ملصقات الأطعمة التى تتناولها.

لا تفوت وجبات الطعام، فالجوع الشديد والإفراط في تناول الطعام كلاهما سيئ.

النوم الكافي ضروري للصحة العامة وله دور حاسم في تنظيم الهرمونات التي تؤثر على
ضبط سكر الدم، ويمكن للتغييرات البسيطة والمستدامة أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا على ضبط سكر الدم والصحة العامة.