![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين إظلام المصابيح ليلا إعجاز نبوي يقي من التلوث الضوئي - الجزء الثاني - ملاحظات مهمة حول الأحاديث (خصوصا علة إطفاء المصابيح عند النوم) : أولا : تكرار التحذير النبوي من النار و المصابيح و السُرُج بروايات مختلفة و في مواقف مختلفة , يدل علي أن من عادة العرب في زمن النبي صلي الله عليه و سلم عند النوم ترك المصابيح موقدة و خاصة في فترة الليل , و ذلك لمنافع عديدة منها إذهاب وحشة الصحراء و الاحتماء من حيوانات الصحراء التي قد تهاجمهم في الليل و للتدفئة , فبين لهم النبي صلي الله عليه و سلم أن هذه عادة غير سليمة لما فيها من أضرار ظاهرة كما بين في بعض الروايات التي ذكرت الاحتراق بالنار , و أرشدهم صلي الله عليه و سلم إلي ما هو أنفع بإغلاق الأبواب لحصول الأمان , و إطفاء النيران لتوقي شرها. و في عصرنا الحديث استبدلنا مصابيح النار بالمصابيح الكهربائية , و صرنا أحرص من العرب في زمن النبي صلي الله عليه و سلم علي إنارة المصابيح في ظلمة الليل , بل ان هناك مناطق بأكملها كبعض المدن الحديثة تحيل الليل إلي نهار من كثرة المصابيح المضاءة في ظلمة الليل , فهل الأمر النبوي } أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ { ينطبق علي مصادر الضوء في زماننا أم لا , هذا ما سوف نراه في النقطة التالية بإذن الله تعالي . ثانيا : شُراح الأحاديث قالوا بأن علة إطفاء المصابيح هي الخوف من ضرر النار الذي قد يحدث بسبب الفويسقة أو بغير سببها , فإذا انتفت العلة أمكن ترك المصابيح موقدة في الليل . و نلاحظ هنا أن شُراح الأحاديث لم ينتبهوا إلي أن النار و المصباح و السراج , ليست فقط مصدر للحرارة و النار , و لكنها أيضا مصدرا للضوء , و لكن لأنهم لم يكونوا علي علم بأن الضوء قد يضر في بعض الأحيان , فتوهموا أن العلة الوحيدة لإطفاء المصابيح هو الخوف من النار , مع أنه أمر يعلمه الصغير قبل الكبير , و لو كان الضرر الوحيد من المصابيح و السراج هو النار و أمكن الاحتراز منه بوسيلة ما لبين النبي صلي الله عليه و سلم ذلك , فكان صلي الله عليه و سلم قادر علي أن يقول احترزوا من نار المصابيح , أو ضعوها في أماكن لا تصل إليها الفويسقة , و لكن لعلمه صلي الله عليه و سلم أن ضرر المصابيح أكبر من علة النار , فقد شدد علي الأمر بإطفائها في الروايات المطلقة التي لم تذكر علة النار و التي أتت علي سبيل العموم ( أطفئوا المصابيح ) . و حين حذر النبي صلي الله عليه و سلم من النار كان يعلم أن الناس بجبلتهم يحذرون منها و يجتهدون في اتقاء شرها , فالنبي صلي الله عليه و سلم لم يكن ليوضح الواضحات , و لذا فقد حذرهم من أمر غيبي لا يخطر لهم علي بال , ألا و هو تسلط الشيطان عليهم فقال : ( إذا نمتم فأطفئوا سرجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم ) أي أن الشيطان قد يدل الفويسقة علي السراج فتوقعه و تسبب الضرر لأهل هذا البيت بالرغم من أنهم قد بالغوا في الاحتراز من خطر النار بوضع السراج في المكان الآمن . أيضا حين أطلق النبي صلي الله عليه السلام التحذير من النار و المصباح و السراج دون ذكر لخاصية الإحراق فقال صلي الله عليه و سلم : ( لا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُون ) و قال ( أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ ) فمؤكد أنه صلي الله عليه و سلم يدل أمته بالقدر الأكبر علي ما غاب عنهم من المنافع و المفاسد , فالعرب كلها تعلم بخطورة النار , و لكن العرب لا تعلم بمخاطر الضوء المنبعث من النار و المصباح . و لما كان المعصوم عليه الصلاة و السلام لا ينطق عن الهوى , فلابد أن الروايات المطلقة التي لم تحدد العلة أتت لتبين أن هناك علل أخرى لإطفاء المصابيح غير النار , لكي يكون أمره صلي الله عليه و سلم صالحا لكل زمان و مكان , فذكر النار و الإحراق في بعض الروايات لأنها العلة المعروفة في زمنه , ثم أطلق الأمر بدون ذكر للإحراق , ليكون أمره شاملا لكل علة قد تظهر للبشر في كل عصر من العصور التي تلي عصر النبي صلي الله عليه و سلم . فكلما ظهرت للمصابيح أضرار غير النار , كان الأمر النبوي ( أطفئوا المصابيح ) حاميا من كل ضرر ظاهر كالاحتراق بنارها , أو ضرر غير ظاهر كالتعرض الزائد لضوئها في الليل كما سوف نبين في هذا البحث بإذن الله تعالي . لذلك فإننا لا نستطيع أن نقول أنه بانتهاء علة الخوف من الاحتراق بالنار المذكورة في بعض الروايات أننا نستطيع أن نترك العمل بالحديث عند التعامل مع المصابيح الكهربائية أو غيرها من وسائل الإضاءة الحديثة , لأن هناك روايات أخرى أتت علي سبيل العموم لتشمل كل أنواع الإضاءة ( أطفئوا المصابيح ) و لتدل علي وجود علل أخرى غير النار , و التي قد تظهر في المستقبل و ليس لعلة النار فقط . ثالثا : مما يؤكد علي صحة ما ذهبت إليه من أن لإطفاء المصابيح عند النوم علل أخري غير النار كعلة الخوف من ضوئها , أن ظلمة الليل سنة كونية أكدت عليها الشريعة الإسلامية في أكثر من موضع و منها قوله تعالي : } وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً{ 47 - الفرقان و عليه فالروايات التي أتت علي سبيل العموم لتشمل كل أنواع الإضاءة ( أطفئوا المصابيح ) , قد جاءت لتؤكد علي أهمية تحقق الظلمة في الليل لغرض النوم و لأغراض أخري سوف نبينها في هذا البحث بإذن الله تعالي . رابعا : أتي الأمر النبوي مرة بإطفاء النار و مرة بإطفاء السراج و أخرى بإطفاء المصابيح , و لا تعارض بينها لأنه في وقت و عصر المصطفى عليه الصلاة و السلام كان السراج أو المصباح على هيئة شعلة من النار ( فتيلة توقد بالزيت ) . فحينما أراد النبي صلي الله عليه و سلم التحذير الخاص من الاحتراق من المصابيح استخدم كلمة النار , و عندما أراد تعميم التحذير من كافة أشكال الإضاءة التي تعتمد علي النار و علي غير النار استخدم صلي الله عليه و سلم كلمتي المصابيح و السُرُج , و معروف أن كلمة مصباح تستخدم لكل ما يستضاء به قال تعالي : {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ } الملك - 5 و كذلك كلمة سراج تستخدم للاستضاءة كما في قوله تعالي : { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } نوح - 16 و إطفاء المصابيح أو السُرُج معناه تغطيتها عن الهدف الذي تضيئه بالإضافة إلي إخماد نارها إن كان لها نار . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |