[adnan]

الأخت / بنت الحرمين الشريفين

غيبوبة الفكر

عندما تنزل إلى شوارع المدن وتنظر إلى أرصفة الطرقات

ستجد بأن خيرَ جليسٍ يرتمي علىأرصفة الطريق ،

أتعلمون من هو خير جليس ؟ ذكره الشاعر في شعره

والكاتب في نثره فقيل عنه :-

نعم ، إنه الكتاب

الذي أصبحنا نراه على جانبي الطرقات وعلى عرباتالباعة المتجولين

كالحلوى التي تباع في الشوارع ، فإذا ما ذهبت إلىاحد أصدقائك ووقع

نظرك إلى مكتبته –هذا إن كان لديه مكتبة – ستجد بأنه قد اصطف الكتب

جنباً إلى جنب ورتبها ترتيباً لا مثيلله ولكن لو مسكت كتاباً منها ستغسل

يديك حتماً من التراب الذي يغطي جسده ولو قلتلصديقك أهنئك على تلك

المكتبة لقاطعك قائلاً إنها

( بريستيج لا اكثر(

أي أنها متممة لديكور البيت .

عزيزي القارئ ،

كم من كتبٍ تحمل بين طياتها علماء لهم وزنهم وعلمهم ناهيك

عن المعلوماتوالكفايات التي تحملها تلك الكتب ، فإذا ما تم استغلالها

فإنها خير صديق تسامره وخيرجليس تجالسه ، فمن خلال الكتاب تسهر

كل ليلة مع عالم تناقشه ويناقشك ، تنهل من بحرهعلماً وتغسل من نوره

جهلاً ، تتعرف على ثقافات الشعوب ، تسافر في الفضاء ، تصعد الجبال

والتلال ، تسير في السهول ، تجوب المحيطات والبحار ، تعيش في الغابات

تزور الكواكب ،تكتشف المجهول والخيال ، هذا كله من خلال الكتاب .

نعم ، إنه خير جليس وخير صديق ،

فماذا يفيدنا ترتيب المكتبات وتزيينها دونالنظر إلى خباياها الرائعة ؟ .

جديرٌ بنا أن ندعو الجميع لهذا الأمر ويبدأ ذلك من خلال اصغر وحدة

اجتماعية ألا وهيالأسرة حيث يستطيع أحد الوالدين ان يقرأ كل ليلة قصة

صغيرة أو أي موضوع تحت أنظارأبناءه حتى يتأثروا بهِ ، ناهيك

عن المناقشة التي يجب أن تتبع كل موضوع تمت قراءته ،أما المدرسة

فلها الدور الكبير في هذا المجال ، حيث أن المعلم هو المعنى بذلك ،

فعليه قبل أنيكون معلماً أن يكون قارئاً جيداً حتى يتأثر به طلبتنا

وأخيراً :

أدعو نفسي وأياكم أن نعيد النظر في هذه الثروة الثمينة ولا نقف

مهزوزين أمام موجات رياح العولمة التي تهب من كل اتجاه