صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-28-2014, 08:16 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي عيادة لقلب يحتضر..



عيادةٌ لقلبٍ يُحتَضَر..


نور مؤيد الجندلي


شَهرٌ مضى عليكِ يا صديقتي وأنتِ في الأسْرِ..
لستُ أدري كيفَ حالكِ، فما عدتُ أجرؤ على تفقّدكِ منذ آخر مرّة رأيتكِ فيها،
وقد حسبتكِ في حالةِ احتضار..
شهرٌ مضى ولا أعرفُ كم مِن الشّهورِ قد مضتْ منذُ أول مرّة تعارفتما بها، أنتِ وهو!..

يوم اتصلَ على رقم هاتفكِ صاحبُ الصوتِ الرّقيق – هكذا كنتِ تدعينه –
قبل أن تعرفي اسمه الحقيقي، وربّما المستعار..
فاستعارَ قلبكِ واحتجزهُ وقيّده..
زمنٌ مضى، وغدا قلبكِ عبداً له وفي قائمة ممتلكاته..

كنتُ أراه ولمْ أعرفهُ يوماً،
لكنني شاهدتهُ في نظرة عينيكِ ونبرةِ صوتك وخفقاتِ قلبك
التي كانتْ تصلُني قويّة جداً، حيوية جداً، نابضةً بحروفِ اسمه.

أثرتِ غرابتي يا صديقتي مُذْ علّقتِ قلبكِ بحبائلِ هواه
وسلّمت له مفتاح قلبكِ، فاحتفظَ به وعليه بصماتُ عشقك،
وأخفاه دليلاً يستخدمه ضدّكِ عندما يحينُ وقت المعركة.

كنتِ تَرَينهُ فارساً لأحلامكِ، ويراكِ فتاته المغفّلة!


وكنت تهيمين بحروفه، ولا يهيمُ إلا بأن ينال غايته منكِ!

صدّقتِ كاذباً لأنّه امتدحكِ ذاتَ يومٍ، عَبْر سماعةٍ تافهةٍ
حملتْ صوتَه فزينتْهُ لكِ أجملَ ما تكونُ الأصوات،
ورسمتهُ لكِ بأروعِ الصوَر، فما عدتِ ترين في الحياة سعادةً ولا جمالاً إلا عن طريقه..
أتساءلُ عنه..

بماذا كان ينعتكِ بينَ رفاقه؟!

وما هو مسمّاكِ الذي كتبه ليومض على شاشة جواله؟
وكيف كانت مشاعرُه وهو يعبثُ بكِ كما تعبثُ الريحُ بأوراق الرصيف اليابسة،
تأخذها ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال، ثم تهوِي بها في مكانٍ سحيق..

لا يمكنني أنْ أتخيلَ ذلك..
كم يصعب عليَّ تخيله، أشعرُ بالوعكة،
بحالة من غثيان كلما ذكرتِ اسمه..

وأشعرٌ بكثير من المرارة كلما لاحتْ لي صورتُكِ تتقلبين على فراشِ المرض،
يعودك أطباءُ من اختصاصاتٍ شتّى ولا يعلمون ما ألمَّ بكِ..

أعراضُ كآبة..
هكذا قالوا لأمكِ وأبيكِ..
رأيتهما عند بابِ غرفتكِ في المستشفى يذرفانِ ألماً..
وصدقيني.. لم أستطع رؤيتك!
لستُ هنا لألومكِ، ولا لكَي أذكّركِ كم تحادثنا عنه ونصحتكِ بالابتعاد..
لكنكِ كنتِ قد أدمنتِه، فلم ترَي في الحياةِ سواه..

قد مسح من ذاكرتكِ اسمَكِ وهُويّتكِ وكلَّ المبادئ التي تعلمتِها،
وضعتها تحت قدميه..!
اختطفَ منكِ براءتكِ وكلّ الطهر،
وسفح عفّتك بسكينٍ سنّها على مهلٍ،
وخبأها منتظراً لحظة النيل منكِ..

لو أنكِ يا صديقتي قد تسلّحتِ،
لو أنكِ قد عبّأتِ قلبكِ إيماناً لمَا سقطتِ..
ولأغلقتِ سماّعة الهاتفِ بقوّة فما أجبتِ ولا استجبتِ لدعوةِ حبّ،
لأصبح هو وأمثاله عِبراً، ولازدَدْتِ إيماناً ونوراً، فتقلدتِ تاجَ العفة إذ عففتِ.

ومضـة:
لكل من تعثّرت قدَماها بأشراكِ المعصية،
الوقتُ لم يفُت مِن أجلِ توبة نصوح..
الخطواتُ تسابقُ فاسبقي نحو الصواب،
هذا عمركِ ملكُكِ أنتِ،
إن ضلّ بكِ السبيل فأوقدي قنديلَ عودة للمسار الصحيح..
نقّي حياتكِ من جديد،
عطّريها بكتاب الله ،
واحمي سمعكِ وبصركِ عن حرام..
القرارُ ملككِ أنتِ، فلا تخشي أحداً إلا الله..
ومازال في العمر ما يكفي لأن تَبْني نفسكِ بالطاعة،
ولأن تسعدي بتقوى، فتولدي من جديد..
ادفني كلّ القبيحِ في حياتكِ، وأقدمي نحوَ النور..

ومهما قيدتكِ الذنوب فلتثقي..
أنّ في عمرِ المسلمة مصابيحَ تضاءُ، وفي حياتها كلُّ الضياء،
إنْ هي اختارت الدربَ القويم.



هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات