![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() 43 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العمل الصالح فى العشر الأول من ذى الحجة لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله المتفضِّل بكلّ نعمة ، دافعِ كلّ نقمة ، له الخلق و الأمر ، و إليه المرجع و المستقرّ ، يتفضّل بالصالحات و يجزي عليها ، و ينعم بالخيرات و يوفِّق إليها ، أحمده تعالى و أشكره و قد تفضّل بالزيادة لمن شكر ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه ما تعاقب الشمس و القمر . أمــــا بعـــد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فأتقوا الله رحمكم الله ، و أرغبوا فيما عنده ، و لا تغرنكم الحياة الدنيا ، فطالبها مكدود ، و المتعلق بما متعب مجهود ، و الزاهد فيها محمود ، و أستعيذوا بالله من هوى مطاع ، و عُمُر مُضاع ، و رحم الله عبدًا أعطي قوةً و عمل بها في طاعة الله ، أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله . أيها المسلمون ، للمسلم في كل ساعة من عمره وظيفة لربه ، عليه أن يقوم بها حسب الاستطاعة ، و على قدر الطاقة ، فاتقوا الله ما استطعتم ، [ البقرة : 286 ] . إنها وظائف ومطلوبات تستغرق الحياة كلها ، [الحجر:99]، [ الأنعام : 162 ، 163 ] . ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ بما أمتن الله به على عباده من مواسم الفضل و نفحات الدهر ، في شهر رمضان كله ، ثم في عشره الأخيرة ، و في عشر ذي الحجة ، و في يوم عرفة ، ثم في الحج و مناسكه ، في كل هذه المواسم و النفحات مزيدُ الفضل و مضاعفات الأجر . إن هذه الوظائف و المرغوبات تستدعي من المسلم الحصيف أن يتلمَّس الأعمال الصالحات ، و يتحرَّاها في حقيقتها و أثرها و سعتها و ثمارها . أيها المسلمون ، الأعمال الصالحات منزلتها في الدين عظيمة ، و مرتبتها في الإسلام عالية ، فهي قرين الإيمان في كتاب الله ، و أثره و ثمرته و جزؤاه ، [ طه : 112 ] ، [ الكهف : 107 ] ، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ كتاب الله العزيز و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قد تظافرا في بيان حقيقة ذلك و متطلباته ، و أثره و ثماره ، و سعة دائرته و علامة صحته ، و أسباب قبوله . أيها الإخوة : الإيمان بالله و معرفته و توحيده ، و معرفة الحق ، و إخلاص العمل و لزوم السنة ، و أكل الحلال ، و المداومة و القصد و التوسط ، و إتباع السيئة الحسنة ، و التوبة و الاستغفار و البكاء على الخطيئة ، كل أولئك علائم و منارات و ضوابط و متطلبات لتحقيق العمل الصالح . من عرف الله و لم يعرف الحق لم ينتفع ، و من عرف الحق و لم يعرف الله لم ينتفع ، و من عرف الله و عرف الحق و لم يخلص العمل لم ينتفع ، و من عرف الله و عرف الحق و أخلص العمل و لم يكن على السنة لم ينتفع ، و إن تمَّ له ذلك و لم يأكل الحلال و يجتنب الحرام و أكبَّ على الذنوب لم ينتفع . عباد الله : لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه و بآياته ، عابدٌ مخلص ، و جلٌ مشفق ، يستصغر عباداته ، و يستقلُّ طاعاته ، مدركٌ لجلال الله و عظمته ، و علمه و إحاطته ، رقيب له في شعائره و مشاعره . أيها المسلمون : العمل الصالح لا بد أن يكون سليمًا من الشرك كبيره و صغيره ، دقيقه و جليله ، خفيِّه و جليِّه ، وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [ الكهف : 110 ] ، و في الحديث الصحيح : (( يقول الله عز و جل : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )) . و لا بد في العمل الصالح أن يكون سليمًا من البدع و محدثات الأمور ، يقول عليه الصلاة و السلام : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) ، و (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))، (( و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة )) ، و العمل الصالح ـ أيها الإخوة المسلمون ـ لا بد فيه من الإخلاص ، إن من أشد المفسدات ، و مانعات القبول ، و مبعدات التوفيق عدم الإخلاص و الإشراك في النية و المقاصد ، و في الحديث : (( إياكم و شرك السرائر ، يقوم رجل فيصلي ، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الرجل إليه ، فذلك شرك السرائر )) رواه ابن خزيمة في صحيحه . و إذا كان الرياء هو العمل لأجل الناس ، فإن هناك نوعًا خطيرًا ذلكم هو العمل لأجل النفس و حظوظها ، لا لأجل الله و إبتغاء مرضاته و الأمل فيما عنده ، إن من عدم التوفيق أن يعمل العبد ليرضي نفسه ، و يبتغي حُظوظ دنياه ، يصوم و يتصدق و يتزهد و يتورع لما يرجو من الدنيا و غاياتها . الإخلاص ـ حفظك الله ـ أن يستوي حال الظاهر و الباطن ، عبدُ الله المخلص يعمل عمله لله سواء رآه الناس أم لم يروه ، و سواء كان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن ، فليس له توجهٌ إلا لله ، و ليس له طمع إلا في جنة الله ، و ليس له غاية إلا في رضوان الله ، ليس له هرب إلى من سخط الله ، و ليس له حذر إلا من عذاب الله . المخلص لن يزيد عمله لأجل الحظوظ العاجلة ، و لا ينقص بنقصها ، إن كان في الساقة كان في الساقة ، و إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، إذا حضر لم يعرف ، و إذا غاب لم يُفقد . أيها المسلمون : إن موضوع النيات و معالجاتها موضوعٌ خطير دقيق ، هو أساس القبول و الرد ، و هو سبيل الفوز و الخسران ، يقول سفيان الثوري رحمه الله : " ما عالجت شيئًا أشدَّ من نيتي ، فإنها تنقلب عليَّ " ، فالله الله في أنفسكم عباد الله ، إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب و إخلاصها . الإخلاص ـ بإذن الله ـ يورث القوة في الحق و الصبر و المثابرة و المداومة ، بالإخلاص يتضاعف فضل الله ، و يعظم أجره و ثوابه ، بل الإخلاص يجعل المباحات طاعات و عبادات و قربات ، و من ثمَّ تكون حياة العبد كلها لله ، [ الأنعام : 162 ، 163 ] . أيها الإخوة : و يقترن بالإخلاص تحري الطيبات ، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا ، و الطيب ما طيَّبه الشرع ، لا ما طيَّبه الذوق ، و الطيب توصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ، فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلألْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ المائدة : 100] . و من صفات نبينا محمد و المؤمن طيبٌ كله ؛ قلبه و لسانه و جسده ، فقلبه طيب لما وقر فيه من الإيمان ، و لسانه طيب لما يقوم به من الذكر، و جسده طيب لما تقوم به الجوارح من كل عمل صالح . و من أعظم ما يحصل به طيب العمل طيب المطعم ، و حل المأكل ، فالعمل الصالح لا يزكو إلا بأكل الحلال ، و قد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ، فقال آمرًا رسله عليهم السلام : [ المؤمنون: 51 ] ، و قال آمرًا عباده المؤمنين : [ البقرة : 172 ] . يقول بعض السلف : " لو قمت مقام السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك " ، و كل لحم نبت بالحرام فالنار أولى به . و لا تنس ـ رعاك الله ـ و أنت تتحرى الأعمال الصالحة ، لا تنس المداومة عليها ، و في الخبر الصحيح من حديث أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت : سئل رسول الله (( أدومها و إن قل )) ، و قد كان عمله عليه الصلاة و السلام ديمَة ، و يقترن بالمداومة تحري القصد و الإعتدال و التوسط ، و مراعاة الحقوق و الواجبات ، و الموازنة بين المسؤوليات ، فإن لنفسك عليك حقًا ، و لزوجك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حق حقه ، فلا ينبغي للعبد أن يجتهد في جانب ليفرط في جوانب ، (( فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)) ، و ((إن الله لا يمل حتى تملوا، واكلفوا من العمل ما تطيقون)) . أيها الإخوة : هذا هو العمل الصالح ، و هذه هي مقتضياته و متطلباته ، و مع هذا فإن العبد محل التقصير، و محط الخطايا ، و كل ابن آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون ، الموفَّقون للعمل الصالح ذوو القلوب المخلصة ، و التوحيد الخالص ، و هِمَمٍ جادة ، موفون بتكاليف الشرع ، بعيدون عن الغفلة و الأثرة ، يسلكون مسالك الإيثار ، يرجون رحمة الله ، [ الإسراء : 57 ] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ [ المؤمنون: 57 ـ 61 ] . نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |