![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور الأمثال في القرآن جزء خامس الأمثال في القرآن للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . قال تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } أي إنسان ما لم يطلب العلم بل انشغل عنه هبط عن مستوى إنسانيته : أيها الأخوة الكرام الآية اليوم : قال تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [ سورة الفرقان : 44 ] أيها الأخوة الكرام ، هناك جماد و نبات و حيوان و إنسان ، الجماد يشغل حيزاً في الفراغ ، له وزن ، وله ثلاثة أبعاد ، أما النبات يشغل حيزاً في الفراغ ، وله وزن ، وله ثلاثة أبعاد ، لكنه ينمو ، الحيوان شيء يشغل حيزاً في الفراغ ، وله ثلاثة أبعاد ، وينمو كالنبات ، لكنه يتحرك ، الإنسان كائن يشغل حيزاً في الفراغ ، وله وزن ، وله ثلاثة أبعاد ، وينمو كالنبات ، ويتحرك كبقية المخلوقات ، لكنه يفكر ، أودع في الإنسان قوة إدراكية ، بهذه القوة الإدراكية يتميز عن بقية المخلوقات ، هذه القوة الإدراكية حاجتها العلم ، فأي إنسان ما لم يطلب العلم بل انشغل بطعامه ، وشرابه ، ومتعته ، هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ، انشغل بطعامه ، وشرابه ، ومتعته ، دون أن يستخدم عقله لمعرفة سرّ وجوده وغاية وجوده ، لماذا هو في الدنيا ؟ من الذي خلقه ؟ لماذا خلقه ؟ ماذا بعد الموت ؟ هل الحياة هي الدنيا ولا حياة بعدها أم أن هناك حياة أخرى إلى الأبد ؟ هذه الأسئلة الكبيرة إن لم يهتم بها ، ولم يبحث عنها ، ولم يعرف لماذا خلق ، ومن أي المخلوقات هو فهو خاسر . الإنسان هو المخلوق المكرم و المكلف وعلة وجوده في الدنيا أن يعبد الله : الإنسان هو المخلوق الأول : { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ } [ الأحزاب : 72 ] هو المخلوق المكرم : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } [ الإسراء : 70 ] والإنسان هو المخلوق المكلف ، لقال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] علة وجودك في الدنيا أن تعبد الله العلة الوحيدة ، عفواً طالب دخل مدرسة ، قد يختار مقعداً مريحاً ، أو جانب النافذة ، أو إلى الجهة التي فيها شمس ، وقد يأتي بشطيرة معه ، أما أن ينسى أنه جاء إلى المدرسة من أجل أن يدرس ، هذا أحمق ، يمكن أن يكون معك شطيرة تأكلها ، يمكن أن يكون معك كتاب ودفتر ، يمكن أن تختار مطعماً مريحاً ، هذا كله ممكن ، لكن تنسى الدراسة كلها ، معنى ذلك أنك تنكرت لعلة وجودك في هذه المدرسة . من يفعل فعلاً يتناقض مع وحي الله فهو لم يصدق كلام الله : أيها الأخوة الكرام ، مرة ثانية أقول : سيدنا سعد بن أبي وقاص قال : [ ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس من هذه الثلاثة ما سمعت حديثاً من رسول الله حتى علمت أنه حق من الله تعالى ]. أحياناً يكتب خبر لا يزيد عن عشر كلمات ، هناك مشروع لتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات إلى خمسين بالمئة ، اليوم التالي كل سيارة ينزل سعرها مئتي ألف ، خمس كلمات في الجريدة ، صار اضطراب بالأسعار معنى ذلك أن هذا الإنسان صدق ما في الجريدة ، كيف بإنسان لا يصدق ما في القرآن الكريم ؟ أذكر مرة إنسان كنت أمشي في الطريق استوقفني واستنصحني ، أنه خطب ابنته شاب وسيم ، من أرقى العائلات ، بيت من الطراز الأول ، مركبة ، معمل ، كل شيء كما يتمنى أي أب يزوج ابنته قال لي : لكن لا يوجد به دين أبداً، أنا ماذا أقول له ؟ قلت له : أنت حينما تقرأ القرآن الكريم وتنتهي من قراءته ماذا تقول ؟ صدق الله عز وجل ، فإذا قرأت قوله تعالى : { وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } [ البقرة : 221 ] معنى هذا يجب أن تبحث عن المؤمن ، لكن الذي وقع أنه زوجه إياها ، وبعد سبعة عشر يوماً من زواجهما كانا في نزهة في أحد مصايف دمشق فتح باب السيارة وركلها برجله ، وعاد إلى الشام وحده ، ما صدق كلام الله عز وجل . أيها الأخوة الكرام ، كلام دقيق أنت حينما تفعل فعلاً يتناقض مع وحي الله أنت ما صدقت كلام الله ، لذلك تقول أنت بالعيد : الله أكبر إذا أطعت مخلوقاً وعصيت خالقاً ما قلت الله أكبر ولا مرة ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، إنسان عنده صناعة غذائية ، إذا أضاف مادة مسرطنة لكي يجعل لون هذه البضاعة أبيض ، السعر يزداد ، فهذا الذي يغش غذاء المسلمين من أجل مبلغ من المال لو يوم العيد قال مليون مرة الله أكبر ، صدق ولا أبالغ ما قال هذه الكلمة ولا مرة لأنه رأى أن هذا المبلغ الذي يأتيه من ربح عن طريق الغش أكبر عنده من الله . على الإنسان أن يُعمل عقله في هذا الكون أو يتأمل فالمؤدى واحد : لا تجامل نفسك ، كن صريحاً ، أنت حينما تطيع إنساناً وتعصي خالقاً ، أنت حينما تؤذي الناس من أجل الربح ، أنت حينما تكون مدرساً وتعطي أسئلة من أصعب ما يكون حتى الطلاب معظمهم يأخذون الصفر ، من أجل درس خصوصي ، أنت حينما تقنع الموكل أن الدعوى ناجحة ، وتعلم علم اليقين أنها لا يمكن أن تنجح ، وتبتز أمواله لسنوات طويلة ، بأي حرفة ، بأي مهنة ، بأي مورد رزق ، إذا كان هناك غش ، أو كذب ، صدق ولا أبالغ ما قلت الله أكبر ولا مرة ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، الإسلام مع مضي الأيام يصبح طقوساً وليس عبادات ، يصبح تقاليد ، يصبح عادات ، يصبح فلكلوراً ، الإسلام منهج ، لذلك الشخصية المؤمنة شخصية فذة فيها مرتبة علمية ، مرتبة أخلاقية، ومرتبة جمالية : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ } [ الفرقان : 44 ] إما أن تفكر ، أن تتأمل ، أن تعمل عقلك في هذا الكون ، فتكتشف الحقائق ، أو أن تستمع إلى علم جاهز ، المؤدى واحد ، إن استمعت إلى علم جاهز يسمعون إن أعملت عقلك في هذا الكون يعقلون . الإنسان مكلف فإن لم يلبِ تكليفه شقي إلى أبد الآبدين : قال تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [ سورة الفرقان : 44 ] الأنعام لهم حجم ، وثلاثة أبعاد ، ووزن ، ويشغلون حيزاً في الفراغ ، وينمون ، ويتحركون ، لكن لا يفكرون ، لأن الإنسان أودع الله فيه قوة إدراكية ، فإن لم يستخدم هذه القوة صار كالأنعام بل هو أضل ، لأن هذا الإنسان مكلف فإن لم يلبِ تكليفه شقي إلى أبد الآبدين ، أما الأنعام فليست مكلفة ، أي إذا وضعت دابة على حشيش تأكل طوال النهار ، لا تعرف هذا الحشيش لصاحبها أم لجار صاحبها ، ليست مكلفة ، فليس عندها أخطاء لأنها غير مكلفة ، أما الإنسان فمكلف حينما ينحرف ويأخذ ما ليس له ، فضلاً عن أنه هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ، هو محاسب وسوف يحاسب حساباً عسيراً: { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [ سورة الفرقان : 44 ] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |