![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() 64 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حرية الكلمة ) الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ 64 - خطبتى الجمعة بعنوان ( حرية الكلمة ) الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ، أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى . أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ، و تمت كلمته صدقًا و عدلاً : { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى } [ طه : 7 ] . و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ، فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ، و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ، و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا . أمـــا بعـــد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ، و اسلكوا طريق العارفين ، و امتطوا مراكب المتّقين ، كونوا على وجل من هجوم الأجل ، و لا تُطغِكم الدنيا ، و لا يلكم الأمل . استعدّوا ـ وفقكم الله ـ بتقوى الله و صالح العمل ، ما أثقلَ رقادَ الغافلين ، و ما أغلظ قلوبَ المستكبرين ، الأيام تمرّ مرّ السحاب ، و الأعمار آخذة في الذهاب ، و الأعمال محفوظة في كتاب ، و الموعد يوم الحساب ، فاحذروا ـ رحمني الله و إياكم ـ حسرة النادمين و صفقةَ الخاسرين ، { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ } [ الزمر : 56 ] . أيّها المسلمون ، أخصّ خصائصِ الإنسان أنّه وحدَه المخلوق الناطق ، الإنسان ينفرِد بالنطق ، و يتميّز بصوتِ الكلمة ، و الكلمة هي لَبوس المعنى و قالَبُه ، و الإنسان هو المخلوق الفريد القادِر على التعبير عمّا بداخله من عواطفَ و انفعالاتٍ و أشجان و مقاصدَ و رغبات و إرادات ، يعبِّر عنها بالقولِ و بالكتابة ، باللّسان و بالقلم و بالمشاعر ، { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [ البلد : 8-10 ] ، بل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يطلِق الحرّيّاتِ و يكبِتها بعدلٍ و بظلم ، ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! ) . و الرابط بين الإنسان و الإنسانِ هو الحوار و تبادلُ الكلام ، و من تكلَّم وحدَه أو خاطب نفسَه عُدّ من الحمقى و ناقصِي العقول ، إن لم يكن من المجانين و فاقدِي الأهليّة . و المرء حين يتكلَّم لا يكلِّم نفسه، و لا يتكلَّم من أجلِ نفسه، و لكنه يتكلَّم ليسمِعَ الآخرين و يسمَع منه الآخرون ، يتكلّم ثم ينصِت ، أو يتكلّم بعد أن ينصت . إنَّ الناس تتبادَل الكلام فيما بينها للبناءِ و التفاهم ، و ليس للمواجهة و التصادُم . من أجلِ هذا كلِّه ـ أيها المسلمون ـ فإنَّ الكلمة هي عنوان العقلِ و ترجمَان النفس و برهان الفؤادِ ، فالكلمةُ لها مكانتُها ، بل لها أثرُها و خطرُها . و من أجلِ هذا فيجب أن تكونَ لها حرّيّتُها ، كما يجِب أن تضبط حرّيّتها ؛ فالحرية مسؤوليةٌ . عبادَ الله ، ليس من المبالغة إذا قيل : إنَّ الحياة البشرية بناؤها على الكلمةِ ، { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا } [ البقرة : 31 ] ، بسم الله الرحمن الرحيم ، { الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } [ الرحمن : 1- 4 ] ، و آدمُ تلقى من ربِّه كلمات فتاب عليه ، و ابتَلى إبراهيمَ ربّه بكلمات فأتمهنّ ، { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء : 164 ] ، و عيسى عليه السلام رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روحٌ منه ، ومحمّد صلى الله و سلم و بارك عليه أوتي جوامعَ الكَلِم و اختُصِر له الكلام اختصارًا ، و ما نطَق عن الهوى ، { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [ النجم : 4 ] . بل إنَّ دين الإسلام الذي جاء به محمّدٌ صلى الله عليه و سلم قام على الكلمةِ و أسِّس عليها ، بسم الله الرحمن الرحيم ، { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق :1 -5 ] ، بسم الله الرحمن الرحيم ، { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } [ القلم : 1 ] . الإسلام استَقبَلَ الكلِمةَ من السماء بأمانة ، و أرسَلها إلى الناس بالحقّ . الرسالة و الدعوةُ و التبليغ كلُّ ذلك بالكلِمة ، { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [ النجم : 2-4 ] . و السِّفر العظيم الذي تنزَّل على قلبِ محمد صلى الله عليه و سلم هو كلام الله عز وجل و كتابُه ، و هو القرآن الكريم ، كتابٌ عزيز ، { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [ فصلت : 42 ] . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |