![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() 69 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( المعاصي ) ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله الذي جعل الحمدَ مفتاحاً لذكره ، و سبباً للمزيد من فضله ، و دليلاً على آلائه و عظمتِه ، أمرُهُ قضاءٌ و حكمة ، و رضاه أمانٌ و رحمة ، يقضي بعلمه ، و يعفو بحلمه ، نحمدك اللهم على ما تأخذ و تعطي ، و على ما تعافي و تبتلي ، نحمدك اللهم على آلائك كما نحمدك على بلائك ، شرُّنا إليك صاعد ، و خيرك إلينا نازل ، نستعين بك ربنا على نفوسنا الأمارة بالسوء البطيئة عمَّا أُمرت به ، السِّريعة إلى ما نُهيت عنه ، و نستغفرك اللهم مما أحاط به علمك ، و أحصيته في كتابك ، علمٌ غيرُ قاصر ، و كتابٌ غير مغادر . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله صلوات الله و سلامه عليه ، وعلى آله الأتقياء البررة ، و على من سار على طريقهم و اقتفى أثرهم إلى يوم المعاد . أمـــا بعـــد : فأوصيكم ـ عباد الله ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ، فتقوى الله طريق النجاة و السلامة ، و سبيل الفوز و الكرامة ، بالتقوى تزداد النعم و تتنزل البركات ، و بها تُصرف النقم ، و تُستدفع الآفات . عباد الله : تأملوا في هذه الحياة ، مدبرٌ مقبلُها ، و مائلٌ معتدلُها ، كثيرة عِللُها ، إن أضحكت بزخرفها قليلاً ، فلقد أبكت أكدارها طويلاً ، تفكروا في حال من جمعها ثم منعها ، انتقلت إلى غيره ، و حمل إثمها و مغرمها ، فيا لحسرة من فرط في جنب الله ، و يا لندامة من اجترأ على محارم الله . أقوام غافلون جاءتهم المواعظ فاستَثقلوها ، و توالت عليهم النصائح فرفضوها ، توالت عليهم نعم الله فما شكروها ، ثم جاءهم ريب المنون فأصبحوا بأعمالهم مرتهنين ، و على ما قدمت أيديهم نادمين { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } [ الشعراء: 205 ـ 207 ] . عباد الله ، يا أمة محمد : ما حلَّ بتاريخ الأمم من شديد العقوبات، و لا أُخذوا من غِيَر بفظيع المثلات إلا بسبب التقصير في التوحيد و التقوى ، و إيثار الشهوات ، و غلبة الأهواء ، { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ الأعراف: 96 ] . إن كل نقص يصيب الناس في علومهم و أعمالهم ، و قلوبهم و أبدانهم و تدبيرهم و أحوالهم و أشيائهم و ممتلكاتهم ، سببه و الله الذنوب و المعاصي { وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ الشورى: 30 ] . { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الروم: 41 ] . إن ما تُبتلى به الديار من الحوادث و القواع ، و ما يصيب الأمم من الأمراض و الأوبئة ، ليس ذلك ـ لعمرو الله ـ من نقص في جود الباري جل شأنه ، و سعة رحمته ، كلا ثم كلا ، و لكن سبب ذلك كله إضاعة أمر الله ، و التقصير في جنب الله . المعاصي تفسد الديار العامرة ، و تسلب النعم الباطنة و الظاهرة ، كيف يطمع العبد في الحصول من ربه على ما يحب ، و هو مقصر فيما يحب ؟! ، ذنوب و معاصي ، إلى الله منها المشتكى ، و إليه وحده المفر ، و به سبحانه المعتصم اضطرابٌ عقدي ، و تحلّلٌ فكري ، و تدهورٌ أخلاقي ، جلبته قنوات فضائية و وسائل إعلامية و شبكات معلوماتية ، ربا و زنا ، و ضعفٌ في العفة و الحشمة ، فتنٌ و محن ، بألوانها و أوصافها ، ألوان من الجرائم و الفسوق ، و الشذوذ و الانحراف ، بل و إلحادٌ و كفر من خلال كثير من القنوات ، ثم تظالم بين العباد ، و أكلٌ للحقوق ، و غصب لأموال الناس بالباطل ، كيف ترجى العافية و السلامة و في الناس مقيمون على الغش ، و مصرون على الخيانات ، المكاسب الخبيثة تستدرج صاحبها حتى تمحقه محقًا ، و تنزع البركة منه نزعًا . عباد الله ، إن من البلاء أن لا يحس المذنب بالعقوبة ، و أشد منه أن يقع السرور بما هو بلاء و عقوبة ، فيفرح بالمال الحرام ، و يبتهج بالتمكن من الذنب ، و يصر بالاستكثار من المعاصي . ألا ترون المجاهرة بالمعاصي و إعلانها ، كيف تُرجى السلامة و العافية مع المجاهرة ، و قد قال نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرون )) . و إن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه فيقول : يا فلان قد عملت البارحة كذا و كذا ، و قد بات يستره ربه فيُصبح يكشف ستر الله عليه . و من المجاهرة أن يذكر الماجن مجونه ، و ينشر الفاسق فسقه ، في خمور و معازف و آلات من اللهو المحرم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |