المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
درس اليوم 26
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم زكاة الفطر والمقاصد السامية شرعت زكاة الفِطر في السنة الثانية من الهجرة مع فرض صيام رمضان، فقد روى البخاري وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ). كما روى أبو داود وابن ماجه أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ). ويبين الحديث الأول مقدار هذه الزكاة وهو صاع من غالب قوت البلد، وكان الغالب في أيام النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة هو التمر والشعير، ولذلك فأئمة العلماء على إخراجها طعاماً لا مالاً. ومن المقاصد السامية والحكم العظيمة لزكاة الفطر تحقيق مقصدين يعود أحدهما على المزكي والآخر على من يأخذون الزكاة. أما الأول: فهو تطهير الصائم مما عساه يكون قد وقع فيه مما يتنافى مع حكمة الصوم وأدبه، كالسباب والنظر المحرم والغيبة ونحو ذلك، وقليل من الناس من يسلم له صومه من كل المآخذ، فتكون زكاة الفطر بمثابة جبرٍ لهذا النقص، أو تكفير له إلى جانب المكفرات الأخرى من الاستغفار والذكر والصلاة وغيرها. وهي في الوقت نفسه برهان على أنه استفاد من دروس الجوع والعطش رحمة بالفقراء والمساكين الذين يعانون ذلك معظم دهرهم. فلا يجوز بعد ذلك أن يقسو قلبه وتجمد عاطفته عندما يرى غيره ممن لا يجد ما يسد به جوعته أو يطفئ ظمأه، يسأله شيئًا من فضل الله عليه. فمن قسا قلبه ولم يخرجها، على الرغم من يسرها، دلَّ على أنه لم يستفد من دروس الصيام رحمة. وأما المقصد الثاني لزكاة الفطر: فهو للمحتاجين إلى المعونة، وبخاصة في يوم العيد، كي يشعروا بالفرح والسرور، كما يفرح غيرهم من الناس، ولذلك كان من الأوقات المُتخيرة لإخراج زكاة الفطر صبيحة يوم العيد وقبل الاجتماع للصلاة، حتى يستقبل الجميع يومهم مسرورين، ولا يحتاج الفقراء إلى التطواف على أبواب الأغنياء ليعطوهم ما يشعرهم ببهجة هذا اليوم، وقد رُوي ذلك في حديث أخرجه البيهقي والدارقطني: ( أغنوهم عن طواف هذا اليوم ) ولهذا المقصد الذي يتصل بإشاعة الفرح والسرور والتخفيف عن البائسين كانت الزكاة مفروضة حتى على من لم يصم شهر رمضان لعُذر أو لغير عُذر، فإن كان قد قصَّر في واجب فلا يجوز أن يُقصر في واجب آخر، وإن كان قد حُرم من الفائدة الخاصة للصيام فلا يجوز أن يؤثر ذلك في واجبه الاجتماعي. ومما يؤكد ما تضمنته زكاة الفطر من المقاصد السامية العليا: أن الشريعة الإسلامية حققت بها توفير الطعام لجميع أفراد المجتمع في أيام العيد وربما ما بعدها، بما تعجز عنه جميع النظم والقوانين، فلو أرادت أي هيئة دولية اليوم أن توفر الطعام ولو في حده الأدنى ليوم واحد لجميع أفراد دولة واحدة لحدث إخفاق كبير، ولكن في الشريعة الإسلامية السمحة يتحقق ذلك للأمة كلها، حيث فرضت واجبات لا يسمح لأحد بخرقها: فالزكاة واجبة على جميع من فضل شيء من قوت يومه صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى، وتم تحديد وقت يتحقق معه وجود الطعام بين أيدي الفقراء والمساكين. ولأن الفرح والابتهاج في العيد لا يكتمل إلا بطعام وشراب فقد منعت الشريعة صيام أيام العيد. فسبحان من أكمل الدين وأتم النعمة ورضي الإسلام لنا دينا. وفق الله الجميع لما فيه الخير. وكل عام أنتم بخير. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
|
|