![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نور لمسات بيانية من سورة الجمعة الدكتور فاضل السامرائي سأل سائل عن قوله تعالى : } وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { [الجمعة] لم قدمت التجارة على اللهو أولاً ؟ فقال : { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا} و أخرها عنه بعد فقال : { خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ } و الجواب والله أعلم أن سبب تقديم التجارة على اللهو في قوله : }وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا{ أنها كانت سبب الانفضاض ذلك أنه قدمت عير المدينة و كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة ، و كان من عرقهم أن يدخل بالطبل و الدفوف و المعازف عمد قدومها فانفض الناس إليها و لم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً فأنزل الله قوله : } وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً ......{ فقدمها لأنها كانت سبب الانفضاض وليس اللهو ، و إنما كان اللهو و الضرب بالدفوف بسببها فقدمها لذلك . و لهذا أفرد الضمير في (إليها) و لم يقل (إليهما) لأنهم في الحقيقة إنما انفضوا إلى التجارة و كان قد مسهم شيء من غلاء الأسعار . و أما تقديم اللهو عليها فيما بعد في قوله : }قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ { فذلك لأن اللهو أعم من التجارة ، فليس كل الناس يشتغلون في التجارة ولكن أكثرهم يلهون . فالفقراء و الأغنياء يلهون ، فكان اللهو أعم فقدمه لذلك إذ كان حكماً عاماً فقدم التجارة في الحكم الخاص لأنها في حادثة معينة وقدم اللهو في الحكم العام لأنه أعم . ولأنها مناسبة لقوله : } وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { فالتجارة من أسباب الرزق و ليس اللهو فوضعها بجنبه و لأن العادة أنك إذا فاضلت بين أمور فإنك تبدأ بالأدنى ، ثم تترقى فتقول : ( فلان خير من فلان و من فلان أيضاً ) ، و ذلك كأن تقول : ( البحتري أفضل من أبي فراس ، و من أبي تمام ومن المتنبي أيضاً ) فإنك إذا بدأت بالأفضل انتفت الحاجة إلى ذكر من هو أدنى ، فبدأ باللهو لأنه ظاهر المذمة ثم ترقى إلى التجارة التي فيها كسب و منفعة . وكرر { مِّنَ } مع اللهو ومع التجارة فقال : }خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ{ ليؤذن باستقلال الأفضلية لكل واحد منهما لئلا يتصور أن الذم إنما هو لاجتماع التجارة واللهو ، فإن انفراد اللهو أو التجارة خرج من الذم ، فأراد أآن يبين ذم كل منهما على جهة الاستقلال لئلا يتهاون في تقديم ما يرضي الله و تفضيله . ونحو ذلك ، أن تقول : ( الأناة خير من التهور والعجلة) فإن ذلك قد يفهم أنها خير من اجتماعهما ، ذلك لأن اجتماعهما أسوأ من انفرادهما فإن الذي يجمع التهور والعجلة أسوأ من اتصف بإحدى الخلتين . فإن قلت : ( الأناة خير من التهور ومن العجلة) أفاد استقلال كل صفة عن الأخرى ، و أنها خير من أية صفة منهما ، فإن اجتمعتا كان ذلك أسوأ . فجاء بـ { مِّنَ }ليؤذن باستقلال كل من اللهو و التجارة وأنه ليس المقصود ذم الجميع بين الأمرين بل ذم وتنقيص كل واحد منهما ، بالنسبة إلى ما عند الله . جاء في ( روح المعاني ) : " واختبر ضمير التجارة دون اللهو، لأنها الأهم المقصود، فإن المراد ما استقبلوا به العير من الدف و نحوه . أو لأن الانفضاض للتجارة مع الحاجة إليها و الانتفاع بها إذا كان مذموماً ، فما ظنك بالانفضاض إلى اللهو وهو مذموم في نفسه . { خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَة } و تقديم اللهو ليس من تقديم العدم على الملكة كما توهم ، بل لأنه أقوى مذمة فناسب تقديمه في مقام الذم . وقال ابن عطية : قدمت التجارة على اللهو في الرؤية لأنها أهم وأخرت مع التفضيل ، لتقع النفس أولاً على الأبين . و قال الطيبي : قدم ما كان مؤخراً و كرر الجار ، لإرادة الإطلاق في كل واحد و استقلاله فيما قصد منه ، ليخالف السابق في اتحاد المعنى ، لأن ذلك في قصة مخصوصة. المصادر : [1] انظر البحر المحيط 8/268، روح المعاني 28/104 [2] روح المعاني 28/105-106 |
|
|
![]() |