![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين الفتوة نزلة من منازل السالك إلى الله لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار العلم والمعرفة ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . الفتوى أيها الأخوة الكرام ، مع موضوعٍ جديد من موضوعات : " سبل الوصول وعلامات القبول " ، والموضوع عنوانه : " الفتوة " ، فالفتوة منزلة من منازل السالك إلى الله ، حقيقتها الإحسان ، والإحسان نهاية العمل ، لقوله تعالى : } هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ { [ سورة الرحمن ] لقد منحك الله نعمة الإيجاد ، ومنحك نعمة الإمداد ، ومنحك نعمة الهدى والرشاد . أنت حسنةٌ من حسنات الله عز و جل فهل جزاء إحسان الله لك إلا أن تحسن إلى خلقه ؟ } هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ { الله عز وجل خلقنا لـ : } جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ { [ سورة آل عمران الآية : 133 ] الله عز وجل خلقنا ليسعدنا ، خلقنا ليرحمنا . } إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ { [ سورة هود الآية: 119 ] وكل الخلق مطلوبون لرحمة الله عز و جل ، فإذا كان ردّ فعلك على إحسان الله لك أن تحسن إلى عباده ، فهذه منزلة سماها العلماء منزلة الفتوة ، وهي بين التخلق وبين المروءة ، جُمعت مكارم الأخلاق كلها في المروءة . والبدايات إنما الحلم بالتحلم ، وإنما الكرم بالتكرم ، وإنما العلم بالتعلم ، فأن تتصنع الحلم هذا سبيل أن تكون حليماً ، أن تتصنع الكرم هذا طريق أن تكون كريماً ، أن تتعلم هذا طريق أن تكون عالماً . فالفتوة بين التخلق وبين المروءة التي جمعت فيها مكارم الأخلاق ، وإن مكارم الأخلاق مخزونةٌ عند الله تعالى ، فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً ، فالإيمان هو الخلق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان . من آمن بالله و شكره حقق الهدف من وجوده . أيها الأخوة ، مرةٍ ثانية وثالثة : الله عز وجل سخر لك هذا الكون لأنه حينما عرضت عليك الأمانة المخلوقات جميعاً أبوا أن يحملوها ، وأشفقوا منها ، وأنت أيها الإنسان قلت : أنا لها يا رب ، قبِلت حمل الأمانة ، فلما قبلت حمل الأمانة . } وَسَخَّرَ لَكُمْ { [ سورة الجاثية الآية: 13 ] سخر الله لك أيها الإنسان } مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ { [ سورة الجاثية الآية: 13 ] تسخير تعريفٍ وتسخير تكريم ، أراد من هذا الكون الذي سخره لك أن تعرفه ، وأراد من هذا الكون الذي سخره لك أن يكرمك به ، فردّ فعل التعريف أن تؤمن ، وردّ فعل التكريم أن تشكر ، إذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك ، قال تعالى : } مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ { [ سورة النساء الآية: 147 ] فحينما تشكر وحينما تؤمن تكون قد حققت الهدف الأكبر الذي خلقت من أجله. الفرق بين الفتوة و المروءة : أيها الأخوة ، قال بعض العلماء : الفتوة هي : الإحسان إلى الخلق ، وكف الأذى عنهم ، بل احتمال الأذى منهم ، الإحسان يعني الفتوة ، والفتوة تعني الإحسان ، كف الأذى ، بل احتمال الأذى ، بل الإحسان إلى الخلق . مرة ثانية : الإيمان حسن الخلق ، وذهب حسن الخلق بالخير كله ، وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل . أيها الأخوة ، قال بعض العلماء : الفرق بين مرتبة الفتوة وبين مرتبة المروءة أن المروءة أعمّ من الفتوة ، وكأن الفتوةتعني أن يتخلق الشباب بأخلاقٍ بطولية ، وكأن الفتوة تخص الشباب بادئ ذي الأمر . أيها الأخوة ، الفتوة بمعناها الدقيق استعمال ما يجمل ويحسن مما هو مختصٌ بالعبد ، وترك ما يدنسه ويشينه مما هو مختصٌ به ، فالموقف الكامل هو المروءة وهو ترك الموقف الناقص ، كأن مكارم الأخلاق جُمعت في المروءة ، وكأن مساوئ الأخلاق جُمعت في اللؤم ، فلان ذو مروءة أي فيه خير، فيه تواضع ، فيه كرم ، فيه شجاعة ، فيه وفاء ، فيه إنصاف ، جمعت مكارم الأخلاق في المروءة ، وجُمعت مساوئ الأخلاق في اللؤم ، لئيم ، على بخيل ،على جبان ، على منحرف ، على شهواني ، جُمعت مساوئ الأخلاق في كلمة واحدة هي : اللؤم . الإمام عليٌ رضي الله عنه يقول: والله والله مرتين ، لحفر بئرين بإبرتين ، وكنس أرض الحجاز في يومٍ عاصفٍ بريشتين ، ونقل بحرين زاخرين بمنخلين ، وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين ، أهون عليّ من طلب حاجةٍ من لئيمٍ لوفاء دين . سئل أحدهم ما الذل ؟ قال : أن يقف الكريم بباب اللئيم ثم يرده . ما من شيءٍ أحب إلى الله تعالى من شابٍ تائب . لذلك أيها الأخوة ، جُمعت مكارم الأخلاق كلها في كلمة واحدة هي المروءة وجمعت مساوئ الأخلاق كلها في كلمة واحدة هي اللؤم ، والفتوة بين التخلق وبين المروءة وكأن هذه المرتبة تخص الشباب لأن ريح الجنة في الشباب ، ولأن الله يباهي الملائكة بالشاب المؤمن . يقول : ( إنه ترَك شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجْلي ) وما من شيءٍ أحب إلى الله تعالى من شابٍ تائب .
|
#2
|
|||
|
|||
![]() أيها الأخوة ، حينما نقول : إنما الحلم بالتحلم ، أنت بالبدايات تتصنع الحلم ، موقف يؤلم ، تغلي من الداخل ، لكنك ضبطت أعصابك ، هذا تحلم ، لكن بعد حين تكون حليماً ، وكاد الحليم أن يكون نبياً ، والحلم سيد الأخلاق . إذاً تتحلم فتكون حليماً ، تتكرم فتكون كريماً ، تتعلم فتكون عالماً ، هذه مرتبة البدايات ، للتوضيح : إنسان تاب إلى الله ، من لوازم توبته أن يكف عن سماع الغناء ، لكن كان هناك أغان قبل أن يتوب يحبها كثيراً ، راكب في مركبة عامة وضعت هذه الأغنية لا شك أنه يطرب لها أشد الطرب ، لكن هو بحسب النصوص لم يستمع إنما سمع ، وفرقٌ كبير بين من استمع وبين من سمع ، فهو الآن حينما كف عن سماع الغناء ضبط هذه الشهوة ، لكن بعد حين يمقت هذه الأغنية ، هذه مرتبة أعلى . حينما تشتاق للمعصية ولا تفعلها خوفاً من الله هذه مرتبة في البدايات ، لكن بعد حين : ( ليس منَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ ) [ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة ] لكن بعد حين تشمئز من هذه الأغنية لأنها لا تليق بمؤمن ، والمعاني ساقطة والمعاني مثيرة ، وكأنها تدعو إلى معصية . عظمة الإسلام أنه أقرّ مكارم الأخلاق في الجاهلية . أيها الأخوة ، شيءٌ آخر : الإسلام عظمته أن مكارم الأخلاق في الجاهلية أقرها ، فقال عليه الصلاة و السلام : ( إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ ) [ أخرجه البزار والإمام أحمد عن أبي هريرة ] ففي الجاهلية كان هناك مروءة ، و كرم ، إنسان يركب فرسه في أيام الحر الشديدة رأى رجلاً ينتعل رمال الصحراء المحرقة ، أشفق عليه ، دعاه إلى ركوب الخيل وراءه ، ولم يكن يدري أن هذا أحد لصوص الخيل ، فما أن اعتلى هذا اللص وراء صاحب الخيل حتى دفعه نحو الأرض ، وعدا بالفرس لا يلوي على شيء ، فقال له صاحب الفرس : لقد وهبت لك هذه الفرس ، اطمئن ، ولن أسأل عنها بعد اليوم ، ولكن إياك أن يشيع هذا الخبر في الصحراء ، فإذا شاع هذا الخبر تذهب المروءة ، وبذهاب المروءة من الصحراء يذهب أجمل ما فيها . كان هناك قيم جاهلية ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول : ( أسلمتَ على ما أسلفتَ لك من الخيرِ ) [ أخرجه البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام ] وكان يقول : ( خيارُكم في الجاهليةِ ، خيارُكم في الإسلامِ إذا فقُهوا ) [ أحمد عن أبي هريرة ] الفطرة و الصِبغة : لابد من توضيح دقيقٍ جداً ، هناك فرقٌ كبير بين الفطرة وبين الصِبغة ، الفطرة أن تحب الخير وليس من الضروري أن تكون خيراً ، الفطرة أن تحب العدل وليس من الضروري أن تكون عادلاً ، الفطرة أن تحب الإحسان وليس من الضروري أن تكون محسناً، ً هذه الفطرة تحب مكارم الأخلاق ، محبة مكارم الأخلاق شيء وأن تكون ذا أخلاقٍ شيء آخر ، لكنك حينما تتصل بالله تصطبغ نفسك بكمال الله ، الآن دخلنا في الصبغة .... قال تعالى : } صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً { [ سورة البقرة الآية : 138 ] أما الفطرة فأن تحب مكارم الأخلاق ، لذلك : } فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا { [ سورة الروم الآية : 30 ] كل واحد حتى السيئ ، حتى اللص ، حينما يسرق مع رفاقه يقول أحدهم : وزع هذا بالعدل ، و لكن هذا مال مسروق ! أحياناً الإنسان يقول كلاماً عجيباً ، هو غارق في المعصية وعنده فطرة ، أحياناً تقول الراقصة : إن الله وفقني بهذه الرقصة ، شيء مضحك طبعاً !. الآن كما هو ملاحظ الشباب قوة كبيرة جداً ، الله عز وجل قال عنهم : } إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى { [ سورة الكهف ] كلمة فتوة تعني الشباب ، أنا لي رأي خاص ، أنا أرى أن الشباب في المجتمعات المعاصرة قنبلةٌ موقوتة ، هذا الشاب يحتاج إلى بيت ، يحتاج إلى زوجة ، يحتاج إلى فرصة عمل ، فإن لم توفر له هذه المطالب الأساسية الثلاث تطرف . |
#3
|
|||
|
|||
![]() هناك تطرفان : تطرف تفلت و تطرف تشدد ، تطرف التفلت يبدأ بإلغاء الدين وينتهي بالإباحية كما ترون وتسمعون ، أما تطرف التشدد فيبدأ بالتكفير وينتهي بالتفجير ، الشباب بين تطرفين ؛ تطرف تفلت و تطرف تشدد ، لأن من حقه أن يكون له بيت ، من حقه أن يكون له زوجة ، من حقه أن يكون له عمل يعيش منه . لذلك أيها الأخوة ، ما من عملٍ أعظم عند الله الآن من تأمين لشاب وشابة ، من تزويج شابٍ بشابة ، من تهيئة فرصة عمل لشابٍ أو شابة ، هذه مشكلة المشكلات ، ما لم تحل مشكلة الشباب ، لن يكون لنا مستقبل ، مستقبلنا في الشباب ، وريح الجنة في الشباب . } إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى { } قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ { هذه المرتبة في القرآن الكريم ، مرتبة الفتوة كأنها خاصة بالشباب ، أنا أقول أيها الأخوة : الشيوخ هم الماضي ، والكهول هم الحاضر، والشباب هم المستقبل ، لذلك الآن ليس هناك من نهضةٍ لأية أمة إلا وتعتمد على الشباب . الشباب قوةٌ كبيرة وهم قوام نهضة الأمة : هناك ملمح من السيرة والله يلفت النظر ، أن النبي الكريم يشكل جيشاً يضع على رأسه قائداً شاباً لا تزيد سنه عن سبعة عشر عاماً ، من جنود هذا الجيش ؟ أبو بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، يعني هل يعقل أن يمشي خليفة المسلمين مشياً وقائد الجيش أسامة على ناقة ؟ أسامة كتلةٌ من الأدب ، قال : يا خليفة رسول الله لتركبنّ أو لأمشينّ ، قال : والله لا ركبت ولا نزلت ، وما عليّ أن تغبر قدمي ساعة في سبيل الله ، خليفة المسلمين الصاحب الأول لسيد المرسلين يمشي ، وشابٌ في السابعة عشر من عمره عينه النبي قائداً للجيش . الآن شاب عندنا في السابعة عشر ، كان الشاب قديماً معه بضع تمرات والسيف إلى الجهاد ، الآن معه همبرغر ، وبيبسي إلى الملعب ، اختلف الوضع اختلافاً كلياً ، مستقبل هذه الأمة للشباب . لذلك سيدنا الصديق احتاج إلى عمر ليكون مساعده في إدارة البلاد ، وهذا عمر جندي عند أسامة ، فقال له : يا أسامة ! أتأذن لي بعمر ؟ ما هذا النظام التسلسلي ؟ هناك جيش ، و قائد ، القائد أسامة ، أحد الجنود عمر ، الخليفة أراد أن يستبقي عمراً إلى جانبه كي يعينه على إدارة البلاد ، فما قال له : ابقَ معي ، إذا قال له : ابقَ معي تجاوز القائد ، قال له : يا أسامة أتأذن لي بعمر ؟ هؤلاء أين تعلموا ؟ في أي جامعاتٍ درسوا ؟ من أي جامعاتٍ تخرجوا ؟ أي أعلى درجة بإدارة البلاد اتبع التسلسل . مرة حدثني مدير ثانوية معين في بلدة قال لي : جاء مدير التربية ، فأخذ معه أمين السر ، دون أن يسألني ، ثم قال لي : جاء مدير تربية ثان ، احتاج لأمين السر دخل واستأذنني ، قال لي هل تسمح لي به ؟ الموقف الثاني حضاري ، هناك مؤسسة على رأسها مدير ، وهذا موظف عند هذا المدير . أيها الأخوة ، ما عيّن النبي عليه الصلاة والسلام أسامة بن زيد في هذا المنصب إلا ليشعرنا أن الشباب قوةٌ كبيرة ، وأن الشباب قوام نهضة الأمة . أيها الأخوة ، ورد في الأثر : أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد ـ كتلة شهوات ضبطها ـ أحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء وحبي للكريم الفقير أشد ، وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاثٍ أشد ، وأبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد ، وأبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد [ورد في الأثر] من يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه : أخواننا الكرام ، ملخص الملخص أن الله عز وجل أودع فينا الشهوات ، وبإمكانك أن تتحرك بهذه الشهوات مئة وثمانين درجة ، الشرع سمح لك بمئة درجة ، بطولة المؤمن أنه يوقع حركته في هذه المنطقة التي سمح الله بها ، لذلك قال تعالى : } وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ { [ سورة القصص الآية : 50 ] المعنى المخالف عند علماء الأصول الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه ، كلنا نعلم إذا كان هناك عرس يوجد إطلاق أبواق السيارات ، ألا يستحيون ؟ لا ، هذا منهج الله عز وجل ، الزواج مشروع ، أما أي علاقة مع أنثى خارج الزواج ففضيحة ، لذلك قال تعالى : } بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ { [ سورة هود الآية : 86 ] الشرع سمح لك بحيز كبير جداً من الحلال ومنعك عن الحلال، كم نوع من الشراب الآن؟ والله هناك ألف نوع،كله مباح عدا الخمر ، سمح لك أن تشرب ما تشاء من عصائر الفواكه ، أما الخمر فمحرمة ، سمح لك بالمرأة كزوجة أولى وثانية وثالثة ورابعة ، لكن لا يوجد عشيقة بالإسلام . الفتوة هي الصفح عن عثرات الإخوان : قال بعض العلماء : الفتوة هي الصفح عن عثرات الإخوان . ما كنت مذ كنت إلا طوع أخواني ليست مؤاخذة الإخوان من شأني إذا خليليَّ لم تكثر جنايتــــه فأين موضع إحساني و غفراني ؟ من صفات الفتى الصفح عن عثرات الأصدقاء ، والصفح عن الزلات ، يقول لك : اتق شر من أحسنت إليه ، هذه ليست حديثاً هذه كلمة ، أما أنت حينما تحسن إليه وتنسى الله وتفاجأ بموقف غير أخلاقي منه فتحس بإحباط شديد ، أما لو أنك قدمت هذا العمل لله ، ولم يكن منه رد فعلٍ جميل فلا تعبأ به . لذلك قيل : اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهلهِ ، فإن أصبت أهلهُ فأنت أهله ، وإن لم تصب أهله فأنت أهله . الفتوة مرتبةٌ من مراتب السالكين إلى الله عز و جل : أيها الأخوة ، قال الإمام أحمد : الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى ، الإنسان أحياناً هناك أكلات لذيذة يحبها ، قال له الطبيب : هذه الأكلة تسبب لك أزمة قلبية فيتركها ، لذلك جاء الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- فقال : يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلةٍ تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فما أكفرك ، طبيب يقول لك : البيت المرتفع بعه فوراً واشترِ داراً أرضيةً من أجل قلبك ، تكون قد بذلت جهداً كبيراً في كسوته سنوات وسنوات تبيعه فوراً ، لأن الطبيب قال ذلك ، الله عز وجل يقول لك بستمئة صفحة بكتاب الله : } اتَّقِ اللَّهَ { [ سورة البقرة الآية : 206 ] افعل كذا ، افعل كذا ، يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلةٍ تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك ، أيكون وعيد الطبيب - وعيد الطبيب مرض- أشد عندك من وعيد الله ؟ - جهنم - فما أكفرك . أيها الأخوة الكرام ، ترك ما تهوى لما تخشى هذه من مراتب الفتوة ، والفتوة مرتبةٌ من مراتب السالكين إلى الله عز و جل ، وكأن هذه المرتبة تعني الشباب أكثر ما تعني ، وفي موضوعٍ قادمٍ إن شاء الله نتابع هذه التفصيلات . والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|
![]() |