![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() من أصيب بأمراض نتيجة معصية هل تكون له كفارة ؟ وهل إذا تاب أُجر عليها ؟ السؤال: كنت أمارس العادة السرية منذ 11 سنة ، بحيث سبَّبت لي مجموعة من الأمراض ، والآن - والحمد لله - تُبت إلى الله ، فهل استمرار الآلام التي أشعر بها ، مأجور عليها ؟ . الجواب : الحمد لله 1. الخير للمسلم العاصي أن تعجَّل له عقوبته في الدنيا بما يصيبه به ربه تعالى من أمراض ومصائب في ماله أو بدنه ، وهذا خير له من تأخير ذلك لعقوبته بها في الآخرة . عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب ، فإذا أراد الله بعبده الخير : عجَّل له العقوبة في الدنيا ، إما بماله أو بأهله أو بنفسه أو بأحد ممن يتصل به . المهم : أن تعجل له العقوبة ؛ لأن العقوبات تكفِّر السيئات ، فإذا تعجلت العقوبة وكفَّر الله بها عن العبد : فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب قد طهرته المصائب والبلايا حتى إنه ليشدد على الإنسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه حتى يخرج من الدنيا نقيّاً من الذنوب ، وهذه نعمة ؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة . لكن إذا أراد الله بعبده الشر : أمهل له واستدرجه وأدرَّ عليه النِّعَم ودفع عنه النقَم حتى يبطر ويفرح فرحاً مذموما بما أنعم الله به عليه ، وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته ، فيعاقَب بها في الآخرة ، نسأل الله العافية . فإذا رأيت شخصاً يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدرَّ عليه النعَم : فاعلم أن الله إنما أراد به شرّاً ؛ لأن الله أخَّر عنه العقوبة حتى يوافي بها يوم القيامة . " شرح رياض الصالحين " ( 1 / 258 ، 259 ) . ومن هنا قال الحسن البصري رحمه الله : " لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك ، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك - أي : هلاكك – " . 2. ومن فوائد إصابة المذنب بالمصائب أنها تذكره بربه تعالى ، فربما تُحدث له توبة ورجوعا إلى ربه تعالى ، وربَّما تجعل منه عبداً صالحاً طائعاً يعوِّض ما فاته من حياته بالأعمال الصالحة . قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم/ 41 . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : أي : استعلن الفساد في البر والبحر أي : فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها ، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك ، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها . هذه المذكورة ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ) أي : ليعلموا أنه المجازي على الأعمال ، فعجَّل لهم نموذجاً من جزاء أعمالهم في الدنيا . ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) عن أعمالهم التي أثَّرت لهم من الفساد ما أثرت ، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم ، فسبحان من أنعم ببلائه ، وتفضل بعقوبته ؛ وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة . " تفسير السعدي " ( ص 643 ) . 3. واعلم – أخي السائل – أن إصابتك بتلك الأمراض ، إن لم يصاحبها تسخط على الله تعالى وعلى قدَره : فإنها تكون مكفِّرة لما فعلته من ذنوب . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) بَلَغَتْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوْ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ) . رواه مسلم ( 2574 ) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ) . رواه البخاري ( 5318 ) ومسلم ( 2573 ) - واللفظ له - . ولفظ البخاري : ( إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) . 4. والصحيح من أقوال العلماء أن المصائب على العبد المذنب هي ـ بمجردها ـ عقوبات ، تكفر السيئات ولا ترفع الدرجات ولا يُثاب عليها ؛ لأن الثواب ورفعة الدرجة إنما تكون على الأعمال والطاعات لا على فعل الرب تعالى المجرد ، فإن صبر واحتسب : أٌجر على فعله ، الذي هو الصبر والاحتساب ، أو الرضا بقضاء الله وقدره إن ترقى إلى ذلك ؛ لا على مجرد مصيبته التي أصابته – إلا أن تكون المصيبة بسبب طاعة كما سيأتي - ، وهذا قول أجلة مِن الصحابة كأبي عبيدة وابن مسعود رضي الله عنهما ، وأجلة من العلماء المحققين كابن تيمية وابن القيم رحمهما الله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : والدلائل على أن المصائب كفارات : كثيرة ، إذا صبر عليها : أثيب على صبره ، فالثواب والجزاء إنما يكون على العمل وهو الصبر ، وأما نفس المصيبة : فهي من فعل الله لا من فعل العبد ، وهي من جزاء الله للعبد على ذنبه وتكفيره ذنبه بها ، وفي المسند " أنهم دخلوا على أبى عبيدة بن الجراح وهو مريض ، فذكروا أنه يؤجر على مرضه ، فقال : " ما لي من الأجر ولا مثل هذه ، ولكن المصائب حِطَّة " ؛ فبيَّن لهم أبو عبيدة رضى الله عنه أن نفس المرض لا يؤجر عليه ، بل يكفر به عن خطاياه . " مجموع فتاوى ابن تيمية " ( 30 / 363 ) . وقال ابن القيم – رحمه الله - : وذكر عن أبي معمر الازدى قال : كنَّا إذا سمعنا من ابن مسعود شيئاً نكرهه سكتنا ، حتى يفسره لنا ، فقال لنا ذات يوم : " ألا إن السقم لا يكتب له أجر ، فساءنا ذلك وكبر علينا " فقال : " ولكن يكفر به الخطيئة " ، فسرَّنا ذلك وأعجَبَنا . وهذا مِن كمال علمه وفقهه رضي الله عنه ؛ فإن الأجر إنما يكون على الأعمال الاختيارية وما تولَّد منها ، كما ذكر الله سبحانه النوعين في آخر سورة " التوبة " في قوله في المباشر من الإنفاق وقطع الوادي ( إِلاَّ كُتِبَ لَهُم )%
|
![]() |
|
|
![]() |