![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() (هذا الذي ينفعك.. يا ابنتي )
بقلم : د . جاسم المطوع منذ ثمانين عاماً بدأ حياته في مدينة جدة ، يعمل في فرن يملكه لبيع الخبز (الصمّون) ويسمونه صامولي ، وكان الذي يُميزه بالعمل أن الأفران كلها عندما تعجن العجينة يدعسونها بأرجلهم! إلا أنه تميز عليهم بإحضار آلة العجين من إيطاليا ، فكان إنتاجه نظيفاً ، بالإضافة إلى أنه أولُ من صنع الخبر على شكل (صمون خبز طويل) ، وكثُر الناس عند فرنه ، فحسده من حوله ومن نافسه ، فوَشَوا عنه بأنه يضع الخمر بالعجين ليكون خبزه طيباً وحلواً ، إلا أنه اشتكى للأمير فيصل وقتها ، وكان يعرفه جيداً ، فقال : (من آذى فلان فقد آذاني )، وانتشر صيته وعمله وكثر ماله ، إلا أن البركة جاءت له من حبه للخير والتيسير على المشترين . تقول لي ابنته وهي تروي عن والدها ـ والذي يناهز المائة عام الآن شفاه الله ـ قصصاً كثيرة في حب هذا التاجر للخير والفقراء ، منها أنه أوصى عماله بالفرن بأنهم لا يطلبون من المشترين للخبز المالَ ، فإن أعطاهم المشتري المالَ أخذوه ، وإنْ لم يُعطهم لا يسألوه ، وسأله العمّال : لماذا نفعل ذلك ؟ فرد عليهم : لأنَّ فيهم الفقير وابنَ المطلقة والأرملة ، وهؤلاء ليس عندهم المال . كما كان فرنه وقتَ الحج تقفُ عنده القوافل ليزودها من غير ثمن ، ويقول: هؤلاء جاؤوا للحج والعمرة، وهم بضيافتنا ، فيكرمهم ويعطيهم الخبز والشاي ، وتزداد ثروته يوماً بعد يوم ، وكلما ازدادت اشترى عقاراً وأرضاً حتى أغناه الله تعالى ، وكان ينفق على والده ويكرمه ويعطيه. وعلى الرغم من كثرة ثروته إلا أنه ربَّى أولاده على العمل وعدم الكسل ، فإن ابنته ـ والتي تروي هذه الرواية ـ لديها موهبة عندما كانت صغيرة ، تعمل فيها حتى الفجر ، وكلما قام والدها للصلاة يراها سهرانة من أجل موهبتها ، فكان يردد عليها كل يوم: (هذا الذي ينفعك ) ، وتقول هي: وما كنت أشعر بقيمة كلامه ، ونحن نعيش في رخاء ، إلى أن كبرتُ وشاركتُ في مسابقات دولية بعملي ، وأخذتُ أربع جوائز عالمية ، وشعرتُ بعدها أن المال ليس هو كل شيء ، وأنَّ كلمة والدي صحيحة (هذا الذي ينفعك). ومن عجيبِ ما قالت أنه ـ ومنذ 10 سنوات ـ أُصيب والدها بجلطة ، وأصبح طريح الفراش ، وقال أبنائه لأمهم: إذا أردتِ أن نحضر له أحسنَ ممرض أو ممرضة ، يمرّضونه ويعتنون به ، فأبَتْ ذلك! وهي تحضر له الطعام وتطعمه ، وأولاده ينظفونه ويقلّبونه على الفراش ، منذ عشر سنوات وحتى لحظة كتابة هذا المقال ، وقد ابتكرت الأم خلطةً خاصةً للأعشاب ، تداوي فيها التقرحات التي في جسده ؛ بسبب طول مُكْثِه بالفراش وعدم حركته . نعم ، إنَّ الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ـ كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ـ، ومَنْ يسَّر على الناس يسَّر اللهُ عليه ، ومَنْ خدم ضيوف الرحمن أكرمه الله تعالى ، وكل هذه المعاني عشناها في هذه القصة ، ونحن ندعو لصاحبنا هذا ونقول له وهو على فراشه: شفاك الله ، وكلُّ ما عملته من خيرٍ فهو (هذا الذي ينفعك ) . -- د.جاسم محمد المطوع dr.jasem almutawa
|
![]() |
|
|
![]() |