صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-14-2010, 11:29 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي (هذا الذي ينفعك.. يا ابنتي )

(هذا الذي ينفعك.. يا ابنتي )

بقلم : د . جاسم المطوع

منذ ثمانين عاماً بدأ حياته في مدينة جدة ، يعمل في فرن
يملكه لبيع الخبز (الصمّون) ويسمونه صامولي ، وكان الذي
يُميزه بالعمل أن الأفران كلها عندما تعجن العجينة يدعسونها
بأرجلهم! إلا أنه تميز عليهم بإحضار آلة العجين من إيطاليا ،
فكان إنتاجه نظيفاً ، بالإضافة إلى أنه أولُ من صنع الخبر
على شكل (صمون خبز طويل) ، وكثُر الناس عند فرنه ،
فحسده من حوله ومن نافسه ، فوَشَوا عنه بأنه يضع الخمر
بالعجين ليكون خبزه طيباً وحلواً ، إلا أنه اشتكى للأمير فيصل
وقتها ، وكان يعرفه جيداً ، فقال : (من آذى فلان فقد آذاني
)، وانتشر صيته وعمله وكثر ماله ، إلا أن البركة جاءت له
من حبه للخير والتيسير على المشترين .

تقول لي ابنته وهي تروي عن والدها ـ والذي يناهز المائة عام
الآن شفاه الله ـ قصصاً كثيرة في حب هذا التاجر للخير والفقراء
، منها أنه أوصى عماله بالفرن بأنهم لا يطلبون من المشترين
للخبز المالَ ، فإن أعطاهم المشتري المالَ أخذوه ، وإنْ لم يُعطهم
لا يسألوه ، وسأله العمّال : لماذا نفعل ذلك ؟ فرد عليهم :
لأنَّ فيهم الفقير وابنَ المطلقة والأرملة ، وهؤلاء ليس عندهم
المال .
كما كان فرنه وقتَ الحج تقفُ عنده القوافل ليزودها من غير ثمن
، ويقول: هؤلاء جاؤوا للحج والعمرة، وهم بضيافتنا ، فيكرمهم
ويعطيهم الخبز والشاي ، وتزداد ثروته يوماً بعد يوم ، وكلما
ازدادت اشترى عقاراً وأرضاً حتى أغناه الله تعالى ، وكان ينفق
على والده ويكرمه ويعطيه.
وعلى الرغم من كثرة ثروته إلا أنه ربَّى أولاده على العمل وعدم
الكسل ، فإن ابنته ـ والتي تروي هذه الرواية ـ لديها موهبة
عندما كانت صغيرة ، تعمل فيها حتى الفجر ، وكلما قام والدها
للصلاة يراها سهرانة من أجل موهبتها ، فكان يردد عليها كل
يوم: (هذا الذي ينفعك ) ، وتقول هي: وما كنت أشعر بقيمة
كلامه ، ونحن نعيش في رخاء ، إلى أن كبرتُ وشاركتُ في
مسابقات دولية بعملي ، وأخذتُ أربع جوائز عالمية ، وشعرتُ
بعدها أن المال ليس هو كل شيء ، وأنَّ كلمة والدي صحيحة
(هذا الذي ينفعك).
ومن عجيبِ ما قالت أنه ـ ومنذ 10 سنوات ـ أُصيب والدها بجلطة
، وأصبح طريح الفراش ، وقال أبنائه لأمهم: إذا أردتِ أن نحضر
له أحسنَ ممرض أو ممرضة ، يمرّضونه ويعتنون به ، فأبَتْ
ذلك! وهي تحضر له الطعام وتطعمه ، وأولاده ينظفونه ويقلّبونه
على الفراش ، منذ عشر سنوات وحتى لحظة كتابة هذا المقال ،
وقد ابتكرت الأم خلطةً خاصةً للأعشاب ، تداوي فيها التقرحات
التي في جسده ؛ بسبب طول مُكْثِه بالفراش وعدم حركته
.
نعم ، إنَّ الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ـ
كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ـ، ومَنْ يسَّر على الناس
يسَّر اللهُ عليه ، ومَنْ خدم ضيوف الرحمن أكرمه الله تعالى ، وكل
هذه المعاني عشناها في هذه القصة ، ونحن ندعو لصاحبنا هذا
ونقول له وهو على فراشه: شفاك الله ، وكلُّ ما عملته من خيرٍ
فهو (هذا الذي ينفعك ) .


--
د.جاسم محمد المطوع
dr.jasem almutawa

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات