صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-15-2013, 07:00 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي الأسلوب القرآني الفريد

الأخت / الملــــكة نور

الأسلوب القرآني الفريد
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بقلم أ. د . مصطفى مُسلم
ويطلق الأسلوب في اللغة على الطريق الممتد ،
ويقال للسطر من النخيل أسلوب ، والأسلوب الطريق والوجه والمذهب ،
والأسلوب الفن ، يقال : أخذ فلان في أساليب من القول ، أي أفانين منه .
و في اصطلاح البلاغيين :
هو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير بها عن المعاني قصد الإيضاح
والتأثير، أو هو العبارات اللفظية المنسّقة لأداء المعاني .
فالأسلوب القرآني :
هو طريقته التي انفرد بها في تأليف كلامه واختيار ألفاظه [1] ،
ولقد تواضع العلماء قديماً وحديثاً على أن للقرآن أسلوباً خاصاً به
مغايراً لأساليب العرب في الكتابة والخطابة والتأليف .
و كان العرب الفصحاء يدركون هذا التمايز في الأسلوب القرآني
عن غيره من الأساليب ،
روى مسلم في صحيحة [2]
( أن أُنَيساً أخا أبي ذر قال لأبي ذر: لقيتُ رجلاً بمكة على دينك ،
يزعُمُ أن الله أرسله ، قلتُ : فما يقول الناس ، قال : يقولون شاعر ، كاهن ،
ساحر ـ و كان أنيس أحد الشعراء ـ
قال أنيس : لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ،
ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر،
و الله إنه لصادق و إنهم لكاذبون ) .
و لقد أبرز العلماء ميزات للأسلوب القرآني اختص بها من بين سائر الكلام،
فمن هذه الميزات :
أولاً : المرونة والمطاوعة في التأويل :
نجد في الأسلوب القرآني مرونة في التأويل ومطاوعة على التقليب
بحيث لا يدانيه أسلوب من الأساليب ،
وهذه المرونة في التأويل لا تحتمل الآراء المتصادمة أو المتناقضة
وإنما مرونة تجعله واسع الدلالة سعة المورد الذي تزدحم عليه الوفود
ثم تصدر عنه وهي ريّانة راضية .
فالأسلوب القرآني يشفي قلوب العامة ويكفي الخاصة ،
فظاهره القريب يهدي الجماهير و سواد الناس ويملأ فراغ نفوسهم بالترغيب
والترهيب والجمال الأخاذ في تعابيره ومشاهده ،
وباطنه العميق يشبع نهم الفلاسفة إلى مزيد من الحكمة والفكرة ،
يحل العقد الكبرى عندهم من مبدأ الكون ومنتهاه ونظامه
ودقة صنعه وإبداعه .
و هذه المرونة من أسباب خلود القرآن
فإن الأساليب العربية طوال أربعة عشر قرناً
قد عراها كثير من التغير والتلوين اللفظي والذهني،
ومع ذلك فإن القرآن بقي خالداً بأسلوبه المتميّز
وبخصائصه الفريدة يتجدّد مع العصور
وظل رائع الأثر على ترامي الأجيال إلى هذه الأيام
وإلى أن يرث الله الأرض و من عليها .
إن الأسلوب القرآني
لم يستغلق فهمه على العرب الذين نزل القرآن بين ظهرانيهم
ولم يكن لهم إلا الفطرة السليمة الذوّاقة للجمال وفهمه وتفاعل معه
من جاء بعد ذلك من أهل العلوم والأفكار ،
وفهمه زعماء الفرق المختلفة على ضروب من التأويل ،
و قد أثبتت العلوم الحديثة المتطورة كثيراً من حقائقه
التي كانت مخفيّة عن السابقين ، و في علم الله ما يكون من بعد .
و المعهود من كلام الناس لا يحتمل كل ذلك ولا بعضه
بل كلما كان نصاً في معناه كان أدنى إلى البلاغة ،
و كيفما قلبته رأيته وجهاً واحداً و صفةً واحدة
لأن الفصاحة لا تكون في الكلام إلا إبانة ،
و هذه لا تفصح إلا بالمعنى المتعين ،
و هذا المعنى محصور في غرضه الباعث عليه .
لقد فهم علماء السلف رضوان الله عليهم
الآيات الكريمة :
{ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ }
[ سورة القيامة : 3 ] ،
{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا }
[ النازعات : 30 ] ،
غير ما فهمه العلماء المتأخرين بعد تطور العلوم الطبية والفلكية
و لم يبعد عن الصواب
من قال :
[ الزمن خير مفسر للقرآن ]
وما ذاك إلا لأن القرآن كتاب الإنسانية الخالدة
الذي لا يستطيع جيل من الأجيال
استفراغ ما فيه من كنوز العلوم و الحكم والحقائق .
ثانياً : اعتماد الأسلوب القرآني الطريقة التصويرية في التعبير :
من السمات البارزة للأسلوب القرآني
هو اعتماده الطريقة التصويرية للتعبير عن المعاني والأفكار
التي يريد إيضاحها ، وساء كانت معاني ذهنية مجردة ، أو قصصاً غابرة ،
أو مشاهد ليوم القيامة وغيرها من المجالات .
إن الأسلوب القرآني يحمل تاليه إلى أجواء الصور
وكأنه ينظر في تفصيلات الصورة المجسّمة أمامه ،
وكأن المشهد يجري أمامه حيّاً متحرّكاً ، ولا شكل أن الفكرة
أو المعنى الذي يراد إيضاحه يكون أقرب إلى الفهم و أوضح في الذهن
مما لو نقل المعنى مجرّداً من تلك الصور الحية ،
و يكفي لبيان هذه الميزة أن نتصور هذه المعاني كلها في صورها التجريدية
ثم نقارنها بالصورة التي وضعها فيها القرآن الكريم ،
فمثلاً :
أ‌- معنى النفور الشديد من دعوة الإيمان :
إذا أردنا أن نتصور هذا المعنى مجرّداً في الذهن يمكن أن نقول :
إنهم ينفردن أشد النفرة من دعوة الإيمان
فيتملّى الذهن وحده معنى النفور في برودة و سكون ،
ولنمعن النظر في الأسلوب القرآني
وهو يصوّر لنا هذا المعنى في هذه الصور الغريبة
{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِمُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنقَسْوَرَةٍ }
[ المدثر: 49 ـ 51 ]
فتشترك مع الذهن
حاسة النظر وملكة الخيال وانفعال السخرية وشعور الجمال :
السخرية من هؤلاء الذين يفرون كما تفر حمر الوحش من الأسد
لا لشيء إلا لأنهم يدعون إلى الإيمان ،
والجمال الذي يرتسم في حركة الصورة
حينما يتملاّها الخيال في إطار من الطبيعة تشرد فيه الحمر تيبعها قسورة ،
فالتعبير هنا يحرك مشاعر القارئ
وتنفعل نفسه مع الصورة التي نُقلت إليه وفي ثناياها الاستهزاء بالمعرضين
لقد شبه الله تعالى فرار الكافرين عن تذكرة النبي صلى الله عليه وسلم
كفرار حمر الوحش من الأسد لا لشيء إلا لأنهم يدُعون إلى الإيمان،
أنظر أخي إلى جمالية هذا التشبيه الرائع
الذي لا يصدر إلا عن إله عالم بخبايا النفس الإنسانية
طبعاً هذا التشبيه له عدة مدلولات منها شدة فرارهم من النبي ،
و سخرية من سلوكم الغير مبرر .
ب‌- ومعنى عجز الآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله !
يمكن أن يؤدي في عدة تعبيرات ذهنية مجردّة ،
كأن ، يقول إن ما تعبدون من دون الله لأعجز عن خلق أحقر الأشياء
فيصل المعنى إلى الذهن مجرَّداً باهتاً .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات