![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين القواعد الذهبية في أدب الخلاف ( 2 - 2 ) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد : فقد ذكرنا في المقال السابق قواعد عامة في الخلاف . ونتكلم في مقالنا هذا عن الآداب الواجب أتباعها للخروج من الخلاف وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف : أولا : الآداب التي يجب أتباعها للخروج من الخلاف هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق . 1- التثبت من قول المخالف : أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف ، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه ، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها ، أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل ، وحذف الكلام عن سياقه ، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم ، وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [ الحجرات : 6 ] وقال تعالى : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء : 36 ] وقد وقفت بنفسي - أنا كاتب هذه السطور- على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل ، وعدم التثبت فيه ، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه . 2- تحديد محل التنازع والخلاف : كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين ، ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم ، ولذلك يجب أولا : قبل الدخول في نقاش أو جدال تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف ، ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه ، وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني ، وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى لزال الإشكال بسنهما . ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا . 3-لا تتهم النيات : مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته ، افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة ، افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه . لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية ، وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه ، وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده ، وقد يبادلك مثل هذا الشعور ، فينقلب النقاش عداوة ، والرغبة في الوصول إلى الحق رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه . 4- أخلص النية لله : اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى ، وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون ، ورأب الصدع بينهم ، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين . وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد ؛ قال تعالى : { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ } [ الزمر : 2 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) [ متفق عليه ] 5-ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك : يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده ، وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه ، وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده ؛ لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس . 6- اتهم رأيك : يجب على المسلم المناظر ، وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه ، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه ، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر ، ويلوح له . 7- قبول الحق من المخالف حق وفضيلة : إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة ، فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه ، ولا يجوز له رد الحق ؛ لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم : ( فلا تماروا في القرآن , فإن مراء في القرآن كفر ) [ رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ] والمماراة هنا معناها : المجادلة ، ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه ، وليس تكذيبا للمخالف . ورد الحق كبرا من العظائم ، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) [ رواه مسلم ] وبطر الحق رده. 8-اسمع قبل أن تُجيب : من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد ، وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع . 9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك : يجب على كل مختلفين أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته فإن هذا أولى درجات الإنصاف . |
|
|
![]() |