![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() حب الرئاسة من علامات القلب المريض وهي شهوة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحب الظهور ، وهي التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئس الفاطمة ) وقوله :« نعم المرضعة » وذلك أولها لأن معها المال والجاه والسلطة وقوله :« بئس الفاطمة » أي : آخرها لأن معه القتل والعزل في الدنيا والحسرة والتبعات يوم القيامة ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عواقب الرئاسة ومراحلها الثلاث في قوله : ( إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي : أولها ملامة ، وثانيها ندامة ، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل ) والرئاسة التي نقصدها هنا ليست دنيوية فحسب بل قد تكون دينية كذلك لمن يتبوأ مراكز الإرشاد والتوجيه والنصح والتربية ، ولو كان يدفع إلى التطلع للرئاسة القيام بالواجب وتحمل التبعة الثقيلة في وقت لا يسد الثغرة فيه من هو أفضل بذلا وعملا لكان الأمر محمودا ، أما إذا كان الدافع : رغبة جامحة في الزعامة ونفرة من قبول التوجيه من غيره واستئثار بمركز الأمر والنهي ؛ فيا خطورة ما أصاب من مرض.وقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام من ابتلي بهذا المرض وردَّه ولم يقبله ، واسمعوا ما رواه الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من يخالفك ؛ أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال : ( الأمر لله يضعه حيث يشاء ) قال : فقال له : ( أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بك ) بل قال صلى الله عليه وسلم لرجلين سألاه الإمارة : ( إنا لا نولّي هذا مَنْ سأله ، ولا من حرص عليه ) يسن بذلك أحد قوانين الإدارة الإيمانية ويميِّزها عن إدارة اليوم الحديثة ، ويمدح صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من الدعاة ، الذين ليس يعنيهم ويشغل فكرهم سوى رضا الله سبحانه وتعالى بارزين كانوا أو مستترين ، في المقدمة أو في المؤخِّرة ، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يُشفَّع ) وتأمل أنه ذكر هنا الساقة والحراسة وكلاهما ليس من أماكن الصدارة أو مراكز القيادة ، فكأنه أراد ترسيخ معنى الجندية ومعالجة حب الرئاسة في قلوب السامعين معالجة جذرية ، فلا يذكر الرئاسة ولو بكلمة لتغيب حتى حروفها عن عينك وتتوارى عن قلبك. يا ذئاب!! قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه ) والذئبان الجائعان هما : الحرص على المال والحرص على الشرف ، وإذا أُرسِلت الذئب في الغنم فماذا تفعل؟! فكذلك يفعل الحرص على المال والحرص على الجاه والشرف في الدين ، إنها تلتهم دين المرء وتفترس إيمانه. قال ابن رجب : " فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حرص المرء على المال والشرف إفساد لدينه ليس بأقل من إفساد الذئبين لهذه الغنم ، بل إما أن يكون مساويا وإما أكثر ، يشير أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف في الدنيا إلا القليل ، كما أنه لا يسلم من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل ، فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا " . وحب الرئاسة والسعي لها شهوة خفية في النفس ، وكثير من الناس قد يزهد في الطعام والشراب والثياب لكن الزهد في الرئاسة عنده نجم سماوي لا يُدرك. قال سفيان الثوري رحمه الله : " ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة ، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى " وقال يوسف بن أسباط : " الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا " ، ولذلك كان السلف رحمهم الله يحذرون من يحبون منها ، فقد كتب سفيان إلى صاحبه عباد بن عباد رسالة فيها : " إياك وحب الرئاسة ، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة ، فتفقَّد نفسك واعمل بنية ". واتهم أيوب السختياني كل محب للرئاسة بالكذب فقال : " ما صدق عبد قط فأحب الشهرة " ونفى عنه التقوى بشر بن الحارث فقال : " ما اتقى الله من أحب الشهرة " ووصفه بعدم الفلاح يحيى بن معاذ حين قال : " لا يفلح من شممت منه رائحة الرياسة ". وما أحسن وصف شدّاد بن أوس رضي الله عنه لحب الرئاسة بالشهوة الخفية حين قال محذرا : يا بقايا العرب ... إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء ، والشهوة الخفية. قيل لأبي داود السجستاني : ما الشهوة الخفية؟ قال : حب الرئاسة. قال ابن تيمية معقبا : " فهي خفية ، تخفى عن الناس ، وكثيرا ما تخفى على صاحبها " . أمارة حب الإمارة لكنها وإن كانت خفية ، ومهما توارت وأتقنت فن التستر والهرب ، فقد أذن الله لنا أن نفضحها عن طريق علاماتها حتى لا يعود لمبتلى عذر في ترك التداوي وهجر التسامي ، ومن العلامات : ما ذكره الفضيل بن عياض : " ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى ، وتتبع عيوب الناس ، وكره أن يُذكر أحد بخير " . |
|
|
![]() |