صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2013, 07:39 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي الحج.. مدرسة! نوال العيد

الحج.. مدرسة!
نوال العيد
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣




يختلف الباحثون في تحديد مفهوم القيم
بحسب اختلاف المرجعية الفكرية لكل منهم،
ويتفقون على أن القيم مجموعة من الأحكام المعيارية
المتصلة بمضامين واقعية وسلوكية تتشربها نفس المرء، ويعيها فكره،

ولا شك في أن قيم المسلم تنبع عن أصلين متينين:

كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،

ويكتنز الحج كثيراً من القيم التي يتربى عليها أفراده في الأيام المعدودة

من خلال ما يؤديه الحاج من أركان وواجبات ومستحبات،

وما ينكف عنه من محظورات.




ومدرسة الحج تزخر بكثير من القيم لأفرادها

الحجيج المنضمين في أروقتها،
إذ إن هذه العبادة رمت إلى قيمة الوحدة
التي تبلورت لدى الحاج عبر سلوكياته

وممارسته في المناسك والشعائر كافة،



يمدها الإيمان بدفقاته،
وتربيها شعائر الزمان والمكان والملبس في نفس الحاج،

لأن الحجاج وقفوا على صعيد عرفات مع ما بينهم من اختلاف الألسنة والألوان
يبتغون فضل ربهم ورضوانه، لبسوا زياً واحداً،
ووقفوا في مكان واحد، والتزموا بمكان واحد،

ويعبدون رباً واحداً، ويقتفون سنة نبي واحد،


وهذه هي الوحدة التي لم يرَ الكون وحدة تماثلها أو تباريها،
ولكن هل فَقِه الحاج هذا المقصد من خلال نسكه؟



ولو فقهه لما بقيت نزاعات ولا طائفية،

ولولى زمان العنصرية والإقليمية، ولانتشر التعاون والتآزر،

وتصافت القلوب واجتمعت كاجتماع الأبدان على صعيد عرفات.


لقد ربى الحج أفراده على السلام بدءاً من إهلالهم وانتهاء بطوافهم الوداع
قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ

فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)،

لقد جعل الله بيته مثابة للناس وأمناً

من دخله سلم من الأذى حتى لو كان حيواناً أو جماداً،

فلا قول نهي ولا عمل بغي ولا فسوق ولا جدال

ولا صيد ولا تنفير ولا قطع شجر ولا أخذ لقطة،
ولكن العجيب أن ينكف الحاج عن تنفير الصيد وقطع الشجر
ولا ينكف عن إيذاء الحجيج وفد الله الذين هم من شعائر الله

وقد نهى الله عن إحلالهم فقال

(لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي

ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام).

وما السبب في عدم اجتناب البعض الشجار والعراك
ورفع الأصوات وكأنه في حلبة صراع أثناء نسكه

وقبل مغادرته المشاعر؟




وأما قيمة التكريم فقد سعى إليها الحج في فرضيته
إذ إنه عبادة مشروطة بالاستطاعة المادية والمعنوية،
وفي هذا تأكيد على تكريم المسلم في كل أمره في إقامته وظعنه،
وفي حياته وبعد مماته،



وليت هذه القيمة تنعكس على بعض الحجيج
الذين لم يدركوا هذا المقصد السامي حين يستغلون موسم الحج

للاقتيات على صدقات المسلمين وأموال المستضعفين،
واللهث وراء الزهيد في ظاهرة مؤذية تعكس أداء الركن الخامس
بلا استشعار معانيه.




وفي الحج يتجلى استشعار موقف القيامة وعرصات اليوم الآخر،
لأن اجتماع ملايين البشر على بقعة صغيرة بلباس واحد
مزدحمين يذكر المؤمن بالمثول أمام الله ليس معه إلا رحمة ربه
وما قدمه بين يديه من عمل،



والمتأمل لمطلع سورة الحج يرى تذكير الله للمسلم بالموقف،
وفي هذا شحذ لهمة الحجيج على ضرورة التوبة والندم،
وعدم الاستمرار على التفريط بعد أن عاش المسلم أجمل لحظات عمره الإيمانية،

وتنفس نسماتها الروحانية، وتطلع إلى ميلاد جديد
«خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».




إن الحج مختبر ووعاء يعكس رقي العالم الإسلامي أو انحطاطه،

لأن من خاض تجربة الحج يخرج أنه لا منظم لسلك الحجيج
مثل تنظيم أفكار الحجاج أنفسهم مهما بذلت الدولة

والسلطات من جهد مشكور،



وأن الحاج إذا لم يعِ مقاصد الحج وقيمه
فلا في شك أننا سنرى سلوكيات مؤذية
نربأ بآمين بيت الله عنها في أثناء نسكهم وبعده،
مما يؤكد ضرورة اعتماد مادة مقاصد العبادات في مناهج التعليم،

وضرورة تبني وزارة الشؤون الإسلامية
بالتعاون مع وزارة الحج والوزارات الأخرى كافة
مشروعاً توعوياً بكل اللغات يهدف إلى تربية فكر الحاج،

وتفقيهه بمقاصد الحج وقيمه،
فيرجع بعد أن أنهى حجه بقيم حضارية تؤثر في مسيرة حياته وسلوكه.





سلم الله حجاج بيته وأعادهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
إضاءة: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة
فقال: «يكفر الله به السنة التي قبلها والتي بعدها».

د- نوال العيد

* داعية، وأكاديمية سعودية.




راق لي كثيرا


هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات