![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور فاتقوا الله وأجملوا الطلب فاتقوا الله وأجملوا الطلب جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ) أخرجه ابن ماجه في الكفارات 2\725 (2144). بين مصالح الدنيا و الآخرة , و نعيمها ولذاتها إنما ينال بتقوى الله. وراحة القلب والبدن, و ترك الاهتمام و الحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء في طلب الدنيا , إنما ينال بالإجمال في الطلب , فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة و نعيمها , و من أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا و همومها , فالله المستعان . قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في ذا الخلق من يسمع كم واثق بالعيش أهلكته وجامع فرقت ما يجمع (فائدة) جمع النبي صلى الله عليه وسلم في تعوذه بين المآثم و المغرم , فان المآثم يوجب خسارة الآخرة , و المغرم يوجب خسارة الدنيا. (فائدة) قال الله تعالى : { وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا } العنكبوت 69 علق سبحانه الهداية بالجهاد , فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا , و أفرض الجهاد جهاد النفس , و جهاد الهوى , و جهاد الشيطان , و جهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته , و من ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد . قال الجنيد : و الذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص , و لا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا , فمن نصر عليها نصر على عدوه, ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه . العداوة بين الخير والشر ألقى الله سبحانه العداوة بين الشيطان و بين الملك , و العداوة بين العقل و بين الهوى , و العداوة بين النفس الأمارة و بين القلب . و ابتلى العبد بذلك وجمع له بين هؤلاء , و أمد كل حزب بجنود و أعوان , فلا تزال الحرب سجالا ودولا بين الفريقين , إلى أن يستولي أحدهما على الآخر, و يكون الآخر مقهورا معه . فإذا كانت النوبة للقلب والعقل والملك فهناك السرور والنعيم و اللذة و البهجة والفرح قرة العين وطيب الحياة و انشراح الصدر و الفوز بالغنائم . و إذا كانت النوبة للنفس والهوى والشيطان فهنالك الغموم والهموم والأحزان وأنواع المكاره و ضيق الصدرة حبس الملك . فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فأنزله عن سرير ملكه وأسره وحبسه وحال بينه وبين خزائنه وذخائره وخدمه وصيّرها له, ومع هذا فلا يتحرك الملك لطلب ثأره , ولا يستغيث بمن يغيثه , و لا يستنجد بمن ينجده . وفوق هذا الملك ملك قاهر لا يقهر, وغالب لا يغلب , و عزيز لا يذل , فأرسل إليه : إن استنصرتني نصرتك, وان استغثت بي أغثتك , و ان التجأت إلي أخذت بثأرك, وان هربت إلي وأويت إلي سلطتك على عدوك جعلته تحت أسرك . فان قال هذا الملك المأسور : قد شد عدوي وثاقي و أحكم رباطي , و استوثق مني بالقيود , و منعني من النهوض إليك , و الفرار إليك , و المسير إلى بابك , فان أرسلت جندا من عندك يحل وثاقي , و يفك قيودي , و يخرجني من حبسه , أمكنني أن أوافي بابك , و إلا لم يمكنني مفارقة محبسي , و لا كسر قيودي . فان قال ذلك احتجاجا على ذلك السلطان , و دفعا لرسالته , و رضا بما هو فيه عند عدوّه , خلاه السلطان الأعظم و حاله و ولاه ما تولى . و إن قال ذلك افتقارا إليه , و إظهارا لعجزه و ذله , و أنه أضعف وأعجز من أن يسير إليه بنفسه , و يخرج من حبس عدوه , و يتخلص منه بحوله وقوته , و أن من تمام نعمة ذلك عليه , كما أرسل إليه هذه الرسالة , أن يمده من جنده و مماليكه بمن يعينه على الخلاص , و يكسر باب محبسه , و يفك قيوده . فان فعل به ذلك فقد أتم أنعامه عليه , و إن تخلى عنه , فلم يظلمه , و لا منعه حقا هو له , وأن رحمته وحكمته اقتضى منعه و تخليته في محبسه, ولا سيما إذا علم أن الحبس حبية , وأن هذا العدو الذي حبسه مملوك من مماليكه , وعبد من عبيده , ناصيته بيده لا يتصرف إلا بإذنه و مشيئته , فهو غير ملتفت إليه, و لا خائف منه , ولا معتقد أن له شيئا من الأمر, و لا بيده نفع و لا ضر , بل هو ناظر إلى مالكه , و متولي أمره ومن ناصيته بيده , و قد أفرده بالخوف و الرجاء , و التضرّع إليه و الالتجاء , و الرغبة و الرهبة , فهناك تأتيه جيوش النصر و الظفر . أعلى الهمم في طلب العلم, طلب علم الكتاب و السنة , و الفهم عن الله و رسوله نفس المراد , وعلم حدود المنزل . وأخّس هموه طلاب العلم , قصر همته على تتبع شواذ المسائل , و ما لم ينزل , و لا هو واقع , أو كانت همته معرفة الاختلاف , و تتبع أقوال الناس , و ليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال . و قلّ أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه . و أعلى الهمم في باب الإرادة أن تكون الهمة متعلقة بمحبة الله والوقوف مع مراده الديني الأمري . و أسفلها أن تكون الهمة واقفة مع مراد صاحبها من الله , فهو إنما يعبد لمراده منه لا لمراد الله منه , فالأول يريد الله و يريد مراده , و الثاني : يريد من الله وهو فارغ عن إرادته . علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم و يدعونهم إلى النار بأفعالهم , فكلما قالت أقوالهم للناس : هلموا : قالت أفعالهم : لا تسمعوا منهم . فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له, فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطّاع طرق . إذا كان الله وحده حظك ومرادك فالفضل كله تابع لك يزدلف إليك , أي أنواعه تبدأ به , وإذا كان حظك ما تنال منه , فالفضل موقوف عنك لأنه بيده تابع له , فعل من أفعاله, فإذا حصل لك , حصل لك الفضل بطريق الضمن و التبع , و إذا كان الفضل مقصودك , لم يحصل الله بطريق الضمن و التبع , فان كنت قد عرفته, وأنست به , ثم سقطت إلى طلب الفضل , حرمك إياه عقوبة لك ففاتك الله وفاتك الفضل .
|
![]() |
|
|
![]() |