![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله الفائدتان 114 & 115 [114] نظرات في الجمال و قابلهم الفريق الثاني فقالوا : قد ذم الله سبحانه و تعالى جمال الصور , و تمام القامة و الخلقة , فقال عن المنافقين : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ } المنافقون4 , و قال : {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً } مريم74, أي أموالا و مناظر . قال الحسن: هو الصور تفسير ابن كثير 3\134. و في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم ) كتاب البر و الصلة 4\1986. قالوا : و معلوم أنه لم ينف نظر الإدراك , و إنما نفى نظر المحبة قالوا : و قد حرّم علينا لباس الحرير و الذهب و آنية الذهب و الفضة , و ذلك من أعظم جمال الدنيا , و قال : { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } طه 131, و في الحديث ( البذاذة من الإيمان ) النهاية في غريب الحديث 1\110 . و قد ذم الله المسرفين . و السرف كما يكون في الطعام والشراب يكون في اللباس . و فصل النزاع أن يال : الجمال في الصورة و اللباس و الهيئة ثلاثة أنواع : منه ما يحمد , و منه ما يذم , و منه ما لا يتعلق به مدح و لا ذم . فالمحمود منه ما كان لله , و أعان على طاعة الله, و تنفيذ أوامره , و الاستجابة له, كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يتجمّل للوفود . وهو نظير آلة الحرب للقتال و لباس الحرير في الحرب و الخيلاء فيه . فان ذلك محمود إذا تضمّن إعلاء كلمة الله, و نصر دينه , وغيظ عدوّه . و المذموم منه ما كان للدنيا والرئاسة و الفخر والخيلاء و التوسل إلى الشهوات , و أن يكون هو غاية العبد و أقصى مطلبه . فان كثيرا من النفوس ليس لها همّة في سوى ذلك و أما ما لا يحمد و لا يذم فهو ما خلا عن هذين القصدين , و تجرّد عن الوصفين ..والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين: فأوله معرفة , و آخره سلوك . فيعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء , و يعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال و الأعمال و الأخلاق . فيحب من عبده أن يحمل لسانه بالصدق , وقلبه بالإخلاص و المحبة و الإنابة و التوكل , و جوارحه بالطاعة , و بدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه , و تطهيره له من الأنجاس والأحداث و الأوساخ والشعور المكروهة و الختان وتقليم الأظافر, فيعرفه بصفات الجمال الذي هو وصفه, و يعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه, فجمع الحديث قاعدتين : المعرفة و السلوك . [115] صدق العبد مع ربه ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره مع صدق العزيمة , فيصدقه في عزمه و في فعله , قال تعالى : { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } محمد 21, فسعادته في صدق العزيمة و صدق الفعل , فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد و لا تلوّم . فإذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل , و هو استفراغ الوسع و بذل الجهد فيه , و أن لا يتخلّف عنه بشيء من ظاهره و باطنه , فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة و الهمّة , و صدق الفعل يمنعه من الكسل و الفتور . و من صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره . و هذا الصدق معنى يلتئم من صحّة الإخلاص و صدق التوكّل , فأصدق الناس من صحّ إخلاصه و توكّله .
|
![]() |
|
|
![]() |