![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() مفهوم الرزق الجزء الأول يظن كثيرٌ أن مسألة الرزق أو الحصول على المال هي مسألة رياضية بحتة، وأن الحصول على الرزق مقدر بجهد الإنسان في الأعمال، ومرهون بقوته، ومرهون بدهائه وذكائه، وشدة مكره، وبعلمه الواسع، فإن ازدادت هذه الصفات في الإنسان زاد رزقه وتوسع سلطانه، وإن نقصت نقص رزقه وضاق عيشه، ويظن كثير أن الإنسان هو الذي يرزق نفسه وأبناءه وزوجه، وهو الذي يقوم بعملية الرزق في حصوله على أسباب العيش من مأكل ومشرب وملبس وكماليات وترفيه له ولأبنائه، فإن لم يفعل فستنقطع عنهم أسباب الرزق حتماً وقد يموتون جوعاً، وأن الإنسان إذا لم يوفر لأبنائه بعض الأموال ويدخرها لهم لما بعد موته أو لمستقبلهم فمصيرهم مهدد بالخطر، ويظن الأبناء والزوجة أنه لولا أبيهم هذا أو أمهم لكان مصيرهم إلى الفناء لأن الرزق مرهون بوجود أبيهم أو أمهم، ويظن بعضهم أن لولا هذه الوظيفة أو تلك، أو لولا هذا الحاكم أو ذاك لمنع عنهم الرزق، ويظن الناس أن هناك قرى فقيرة وأخرى غنية هي وشعوبها، وذلك لأنه لم يفتح الله لهم آباراً من البترول أو كنوزاً من ثروات الأرض، وأن الله هو المتسبب في ذلك أن أعطى بعضهم، ومنع عن البعض الآخر . ![]() هذه المفاهيم فيها كثير من الخلل، وهي لا تطابق حقيقة الرزق وتوزيعه بين الخلق، فهل إن سرق أحدهم مال آخر، يقول هذا الآخر أن الله لم يقدر له هذا الرزق؟، ولو أن أحدهم قطع إمداد الماء عن أحد البيوت قالوا أن الله لم يرد أن يرزق هؤلاء بالماء؟ ولو أن الحكام كما يفعلون اليوم يطبقون النظام الاقتصادي الرأسمالي على شعوبهم فيتسبب ذلك في فقر خمس وتسعين بالمائة منهم، ويغتني خمسة بالمائة من أعدادهم لأن أموال البلاد قد انحازت لهم، فيتدنى مستوى معيشتهم وتنضب أقواتهم، فيقولون أن الله لم يرزقهم؟ وكتب الرزق الوفير فقط لهؤلاء الشرذمة الخمسة القليلين؟، وإن قامت أمريكا وأحلافها بالسيطرة على نظام التجارة العالمي وتسببت كما هو حاصل في فقر بلدان كثيرة وتدنى مستوى عيشهم، نقول أن الله لم يرزق هؤلاء وكتب عليهم الفقر؟ أو نقول أن دول العالم الثالث خلقوا من طينة رديئة غير طينة الأوروبيين أو الأمريكان، ولذلك أصابهم الفقر لغبائهم أو مستواهم الفكري المتخلف؟ ولذلك قدر الله عليهم أرزاقاً قليلة؟ ![]() ![]() الجانب الأول: هو الجانب الذي جعله الله في سنة الكون، أنّ للإنسان ما سعى من العمل والعلم ليتحصل به على رزقه، فيحتطب ويتحصل باحتطابه على الحطب، ويغرف من الماء فيتحصل من خلال غرفه على الماء، ويقوم بالتجارة والبيع والشراء فيحصل من خلال بيعه على الكسب، وكل ما زاد فنه وعلمه في البيع والشراء وخبرته كلما زاد كسبه. للإنسان في هذه الأفعال جهده الذي يبذله في سبيل الكسب الذي يرجوه، إلا أن الكسب ومقدار الكسب وعدده، ومقدار الاستفادة منه، فهو بيد الله سبحانه وتعالى، فقد يكسب الإنسان اليوم قليلاً وبجهد كبير، وقد يكسب غداً كثيراً وبجهد أقل، وقد لا يكسب شيئاً، فهذا بيد الله سبحانه وتعالى وفي دائرة تصرفه، حتى ولو بذل الإنسان ما بذل، إلا أن ذلك لا يمنع من إجتهاد الإنسان أن يقوم بدراسات وبعلوم تفيده في زيادة دخله ومقدار مكسبه، وسيحصل له حتماً أن يزيد مقدار كسبه ولكن بإذن الله تعالى، وفي دائرة تصرفه سبحانه وتعالى . ![]() هذه الدائرة هي التي أخضع الله الإنسان فيها لسنة الكون ليطلب رزقه بنفسه، إضافة إلى تدبيره سبحانه وتعالى في الكسب والانتفاع، فكان الله سبب رزق الإنسان، وكانت أعمال الإنسان وتجاراته وسعيه مجرد حالات يحصل من خلالها الرزق له من عند الله سبحانه وتعالى . قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة 212 :(والله يرزق من يشاء بغير حساب) وقال تعالى في سورة آل عمران 37: (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) وقال تعالى في سورة البقرة 60: (كلوا واشربوا من رزق الله)
|
![]() |
|
|
![]() |