| 
			 | 
			
			 | 
		
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
			
  | 
			
			
			
	
		 تسجيل دخول اداري فقط  | 
		
![]()  | 
	
	
| انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 24 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشهـــــرة لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله بنعمته أهتدى المهتدون ، و بعدله ضل الضالون ،  أحمده سبحانه و أشكره حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون ،  و أتوب إليه وأستغفره ، سبحانه عما يصفون ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لا يسئل عما يفعل و العباد يُسألون ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله الصادق المأمون،  اللهم صل و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ،  و من هم بهديه مستمسكون . أمّــــــا بعــــــد :  فأوصيكم ـ أيها الناسُ ـ و نفسي بتقوى الله سبحانه ،  و عدَمِ الإغترار بهذه الدنيا ؛ فإنها حُلوةٌ خضِرةٌ غرَّارَة ، قلَّ من تعلَّق بها فَسَلِمَ ،  و مَا مدَّ أحَدٌ عينَيه إلى مَتاعِها إلاَّ و أشرأبَّتْ نفسُهُ و قارَبَ الفِتنَةَ ، أو حام حولَ حِمَاها ،  السعيدُ مَن جعلها مطيةً للآخِرة ، فصارَت له دارَ ممرٍّ لا داَر مقرّ ، <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gif width=14 height=14> وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ  وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif width=14 height=14> [طه: 131]. أيُّها الناسُ ، طَبعُ الإنسانِ الجهول أنّه ميَّالٌ إلى حبِّ المحمدَة و نيل الشهرة  و إنتشار الصِّيت و السمعة ، و نفسُه توَّاقةٌ إلى أن يُشارَ إليه بِالبَنان ،  أو أن يكونَ هو حديثَ المجالِس ، أو أن يُسمَع قولُهُ ، أو يُكتب قولُهُ .  و الواقع أنَّ مَن هذه حالُهُ فإنّه لا يحبّ أن يكونَ على هامِش الاهتمام ،  أو في مؤخِّرة الركب ، أو في دائرة الرِّضا بالدُّون .  و مثل هذا الطبعِ يُعَدّ أمرًا جبلِّيًّا إلى حدٍّ ما ؛ لا يُعاب مطلقًا ، و لا يُحمَد مطلقًا ؛  لأنَّ الإطلاق في كلا الأمرين مُوقِعٌ في خللٍ غيرِ محمود ؛  إذ أن صاحبَه سيظلُّ مُتأرجِحًا بين إِفراطٍ و تَفريط ،  و القاعدةُ المنصِفة تشير إلى أن خيرَ الأمور هو الوَسَط ،  و أنّ كلا طرَفَي قصدِ الأمور ذميم . و مِن هذا المنطَلَق ـ عبادَ الله ـ جاءَتِ الشريعةُ الغرَّاءُ بالدَّعوةِ إلى كلِّ خيرٍ ،  و إلى كلِّ ما يُوصِلُ إلى هذَا الخير ، و جاءَت بالنَّهي عن كلِّ شرٍّ ،  و عن كلِّ ما يوصل إلى هذَا الشر ؛ فأصبَحَ الحلال بيِّنًا و الحرام بيِّنا ،  غيرَ أنّ بينهما أمورًا مشتبهات ، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام ؛  كالرّاعي يرعى حول الحمى يُوشِكُ أن يرتع فيه . و إنَّ مما حُذِّر منه في الشرع المطهَّر و جاء التحذير من مغبَّته هو حبّ الشهرةِ و الظهور ،  الداعِي النفس المريضة إلى تعلُّق القلبِ بتأسيسِ بنيان السّمعةِ على شفا جرفٍ هار ،  و قديماً قيل " حب الظهور قصم الظهور"  إذ من خصائص الشهرةِ أنها تؤزُّ المرء إلى المغامَرة أزًّا ،  و يُدَعَّى إلى تبريرِ كلِّ وسيلة مُوصِلة إليها دعًّا ، و هنا مكمَنُ الخطر و محلُّ الداء . حبُّ الشهرةِ – ياعباد الله - مظِنَّةُ الانحراف ، و طريق الشّذوذ عن الجماعَة ،  و سُلَّمُ الإعجابِ بالنفس و الإعتداد بالرأي ، إضافةً إلى اقتفاءِ غرائبِ الأمورِ ،  و عدمِ الأخذ بالنصح و الرجوع إلى الحق .  الشهرة سربالُ الهوَى و غربال حبِّ المخالفة ، من اشتَهَر تعرَّض للفتنة ،  و من تعرَّض للفتنة لم يسلم من عواقبها . حبُّ الشهرةِ مرضٌ عُضال يورِث الأنانيّةَ  و حبَّ الذات و الإعجابَ الذي يقضي على معرفةِ عيوب النفس . نرى الشخصَ قد علا و حلّق في جوِّ الشهرة ، و جاز فيها مسارحَ النظَر ،  ثم انحَدر بعد هذا و تدهوَر و عفا رسمُهُ ، فصار أثرًا بعد عين ، و خبرًا بعد ذات .  و قد يُساقُ المرء فرحاً إلى الثناء و الشهرة و تخليد الذكر ،  فإذا أخَذ مأخذَه لم يكَد يخطو خطوَةً حتى تتعثَّر أقدامه ، و يزل في مهاوي الردى ؛  لأنَّ طالبَ الشهرة أسيرٌ لخوفٍ لا ينقطع و إشفاقٍ لا يهدأ ،  قلِقٌ مُتلفِّتٌ تُقيةَ صَيدِ صائد أو انتقاد متربص ،  و ربما ماتَ في طلبِ الشّهرة و لم ينَل منها شيئًا يقرِّبه إلى الله جل و علا .  قال ابن عبد البر :  " الإعجابُ آفةُ الأحباب ، و من أُعجِب برأيه ضلَّ ، و من استغنى بعقلِه زلَّ " . معاشر الأحبة : إنَّ من أشدِّ العوائق عن كمالِ الانصياع للحق و لزوم الجماعة  و البعد عمَّا حرّم الله حبَّ الشهرة و الصِّيت ؛ لأنّه متى لامَسَت الشهرة قلبَ المرء  بزخرفها حجَبَتْه عن نورِ الجماعة و الثباتِ على الطريق المستقيم  و الرجوع إلى الصواب عند الزلَل ، مهما كانت الشهواتُ المتاحة أمامه .  و القارئون للتاريخ سيجِدون كمًّا كبيرًا من ضحايَا حبِّ الشهرة دوَّن التأريخ عِبرتهم ،  و صاروا مثلاً لكل مُتَّعِظ . يقول ابن خلدون في مقدّمته المشهورة :  " قلَّما صادَقَتِ الشهرة و الصّيت موضِعها في أحدٍ من الناسِ ،  فكثيرٌ ممن اشتهَر بالشّرّ و هو بخلافه ، و كثيرٌ ممّن تجاوَزت عنه الشهرةُ و هو أحقُّ بها ،  و قد تُصادِفُ موضِعَها و تكون طبقًا على صاحبها .  و إنّ أثَرَ الناس في إشهارِ شَخصٍ ما يدخُلُه الذهولُ و التعصُّب و الوَهم  و التشيُّع للمَشهور ، بل يدخله التصنُّع و التّقرُّب لأصحابِ الشهرة بالثناءِ  و المدح و تحسين الأحوال و إشاعة الذكر بذلك . و النفوس مُولَعةٌ بحبّ الثناء ،  و الناسُ متطاوِلون إلى الدنيا و أسبابها ، فتَختَلُّ الشهرة عن أسبابها الحقيقيّة ،  فتكون غيرَ مطابقة للمشتهر بها " انتهى معنى كلامه . عبادَ الله ، إن خطورةَ طالبِ الشهرة و عاشقِها ليست من الأخطار القاصِرة  على نفس المشتهِر فحسب ، بل إنها مِنَ المخاطر المتعدّيَة إلى غيره ،  و الخطرُ المتعدِّي أولَى بالرّفع و الدّفع من الخَطَر القاصر ؛ لئلا يتضرَّر به الآخرون ؛  إذ أن عاشق الشهرة لو تُرِك له المجال فسيُفسِد في الآخرين مِن حيث يشعُر أو لا يشعر ؛  لأنّ شهرته حجَبَت عنِ الناس الفرزَ و التنقيَة في باب التلقِّي عنه ،  و شهرتُه ستوجِد له أتباعًا و أَشياعًا من قبل الأغرار من الناس و دهماء المجتمعات .  و قد أشار ابن قتيبةَ يرحمه الله إلى مثل هذا بقوله :  " و الناسُ أسراب طيرٍ، يتبعُ بعضهم بعضًا ،  و لو ظهَر لهم من يدَّعِي النبوةَ مع معرِفَتهم بأنّ رسول الله <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> خاتم الأنبياء  أو ظهر لهم يدَّعِي الربوبيّةَ لوَجَد على ذلك أتباعًا و أشياعًا " انتهى كلامُه . و مع هذا كلِّه – يا إخوة الإيمان - فإنَّ حبَّ الشهرة داءٌ مُنصِفٌ يفتِكُ بصحابِه  قبل أن يفتِك بغَيره ؛ فما أحبَّ أحدٌ الشهرةَ و الرياسةَ إلا حَسَدَ و بغَى  و تتبَّعَ عيوبَ الناس و كرِه أن يُذكَر أحدٌ بخير ، لا  ينظُر إلا إلى رضا الناس ،  و من تتبَّع رضا الناس فقد تتبَّع سراباً . و لنأخُذ الحكمة ممن جرَّبَها و خاضَ غِمارها رغمًا عنه ، فعرَفها و عرَف خطَرَها ،  و حذَّر منها مع أنَّ شهرتَه كانت شهرةَ حقّ و ثبات على الدين .  فها هو الإمامُ أحمد رحمه الله إمامُ أهل السنّة يقول :  " مَن بُلِي بالشهرةِ لم يأمَن أن يفتِنوه ، إني لأُفكِّرُ في بدء أمري ؛  طلبتُ الحديث و أنا ابن ستّ عشرة سنة " . ثم إن الشهرة ـ عباد الله ـ قد تكون بالشذوذ و المخالفة للحقِّ كما أسلَفنا ،  و قد تكون أيضًا في قول الحقّ و إظهاره ، فمن قال الحقَّ ليشتهر به فهو مُراءٍ  و واقعٌ في أتُّونِ الشرك الخفيِّ الذي حذَّر منه النبي <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> .  و الواجب على المرء أن يقولَ الحقَّ و لا يتراءى به ؛ لأنه ربما أعجَبَته نفسُه ،  و أحبَّ الظهورَ فيُعاقَب ، فكم من رجلٍ نطَق بالحقّ و أمر بالمعروف فيُسلَّط عليه  من يؤذيه لسوءِ قصدِه و حبِّه للشهرة و الرياسة الدينيّة ؛  و هذا داءٌ خفيٌّ سارٍ في النفوس . فإذَا كان هذا فيمَن قالَ الحقَّ لينالَ الشهرة ؛ و جمع محمدةً واحِدة وهي قولُ الحق ،  و مذمَّةً واحدة و هي حب الشهرة ،  فكيف إذَن بمن جمع مذمَّتَين : قول الباطل من أجل الشهرة ،  عافانا الله و إياكم من الفتن . أيها المسلمون :  إنّ طالبَ الشهرة و التصدُّر بالباطل تُرضيه الكلمة  التي فيها تعظيمُه و إن كانت باطلاً ، و تُغضِبُه الكلِمة التي فيها ذمُّه و إن كانَت حقًّا ،  و المؤمِن تُرضِيه كلِمة الحقّ له و عليه ، و تُغضِبه كلِمة الباطل له و عليه ؛  لأنّ الله يحبّ الحق و الصدق و العدل ، و يُبغِض الكذب و الظلم . و حسبُنا في ذلك وصيّة الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة و التسليم ،  فقد قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم  :  (( إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا و هوًى متبعًا و إعجابَ كلّ ذي رأي برأيه  فعليك بخاصّة نفسك ، و دَع عنك العوام ))  رواه أبو داود و الترمذي .  و يا لله ! ما أصدَقَ كَلام المصطفى <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> إذ يقول :  (( حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه ))  رواه البخاري . ألا فاتقوا الله عباد الله ، و ابتعدوا عن كل مايرديكم،  وأخلصوا لله في أقوالكم و أعمالكم ، اعملوا لأخراكم ، والتمسوا رضا مولاكم ،  و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر . بارك الله لي و لكم في القرآنِ و السنّة ،  و نفعني و إياكم بما فيهما من الآياتِ و الذّكر و الحكمة ،  قد قلتُ ما قلتُ ، إن صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،  و أستغفر الله إنّه كان غفارًا . الحمد لله رب العالمين ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ،  و فضله على كثير ممن خلق بالإنعام و التكريم ،  أحمده سبحانه وأشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و هو الشكور الحليم ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الخلاق العليم .  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله شهد له ربه بقوله :  { وإنك لعلى خلق عظيم }،  صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين ساروا على النهج القويم ،  و الصراط المستقيم و سلم تسليماً كثيرا . و أمــــا بعــــــد :  فيا أيُّها الناسُ ، إنّنا حينما نتحدَّث عن الشهرة و مخاطِرها  فإنَّ الداعي إلى هذا الحديثِ ما بلغته أمةُ الإسلام في هذا العصر من ظهورٍ إعلاميٍّ  منقطِع النظير ، و أنَّ المرءَ قد تبلُغ شهرتُه الآفاقَ و هو قابعٌ في بيتِه ،  و ذلك عبر و سائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة . و إذا كان تحذيرُ السلف ـ رحمهم الله ـ من عاقبة هذا الباب  بناءً على ما شاهَدوه في أزمانهم المتواضعة ، ففي زماننا هذا من باب أولَى .  و إذا كانَ المشهورُ في زمانهم يؤثِّر في المئاتِ أو الآلاف من الناس  فالمشهور في هذا الزمَن يؤثِّر في الملايين و المليارات . الشهرةُ و حبُّها بابٌ واسعٌ ليس مقتَصرًا على فئةٍ بعَينها ؛  فقد تكون في الحاكم و العالم و قد تكون في الوزير و الغني و المفكر  و ربما وصلت إلى الكاتب و ممتهن الفنّ و الصحفي ، و غيرهم كثير و كثير ،  فكَم من شخصٍ أراقَ الدماء و بَطَشَ و ظلم لأجل التصدّر و الشهرة ،  و كم من غنيٍّ عبَّ من الربا عباً ليشتهر غِناه ،  و كم مِن عالمٍ أو داعٍ كبا و زلَّ و انقلبت حاله أو راءى و سمَّع لأجل الشهرة ،  و كم من صحَفيٍّ قال باطلا و أخفى حقًّا و أشعل نارًا للفتنة لأجل الشهرة ،  و كم من ممثّلٍ و ممثِّلةٍ ارتكب الحرامَ و أشاع الفاحشة لأجل الشهرة . إنه ما جاء نهيُ النبي <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> عن لباسِ الشهرة إلاّ ليُضفِي لأمّة الإسلام روح الوسط و الاعتدال  و نيل الأمور من أبوابها المتاحةِ دونَ نهَمٍ أو تكالبٍ على محرَّم ؛  فقد قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  ((من لبس ثوب شهرةٍ في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلّةٍ يوم القيامة))  رواه أحمد و أبو داود و غيرهما .  و ما تواطأ السلف ـ رحمهم الله ـ  على ذم الشهرةِ و التحذير من مغبَّتها إلا لمزالقها ، يقول الثوري يرحمه الله :  " إيّاك و الشهرةَ؛ فما أتيتُ أحدًا إلا و قد نهى عن الشهرة "،  و استمعوا رحمكم الله إلى هذا الموقف العجيب ،  قال الثوري يرحمه الله : خرجتُ حاجًّا أنا و شيبان الراعي مشياً على الأقدام ،  فلمّا صِرنا ببعضِ الطريق إذا نحن بأسدٍ قد عارَضَنا ، فصاحَ به شيبان ،  فذل الأسد و ضرَب بذنبه مثل الكلب ، فأخذ شيبان بأذنه فعَرَكَها ،  فقلت : ما هذه الشهرةُ ؟ قال : و أيُّ شُهرةٍ ترى يا ثوري ؟ !  و الله لولا كراهية الشهرةِ ما حملتُ زادي إلى مكّة إلا على ظهر هذا الأسد . و بعد ـ ياعباد الله ـ فمن أشهَرَه صِدقُهُ و تقاه و ثباته على الحقّ  و قول الحق فهذا ممدوح ، و هو من عاجلِ بشرَى المؤمن مع عدَم أمنِ الفتنة عليه .  فقد ذكر ابن كثير وابن الجوزيّ و غيرهما أنّ الإمام أحمد سُمِع في مرض موته  و هو يقول : لا بعد حتى أموت ، لا بعد حتى أموت ، فلما أفاق سُئل عن ذلك ،  فقال : عَرَضَ لي الشيطان و هو عاضٌّ على أصبعه يقول :  لقد فُتَّنِي يا أحمَد ، لقد فُتَّنِي يا أحمد ـ أي : لم أستطِع غوايتك ـ ،  فقلت له : لا حتى أموت ، حتى أموت . ألا فاتقوا الله عباد الله ، و أحذروا من الانزلاق في مهاوي حب الشهرة و الظهور ،  فذلك مزلق خطير ، و شر مستطير ، فكيف بمن يحبها و يسعى لها  و يبذُلُ كلَّ وسيلةٍ لينالها ؟ ! نسأل الله لنا و لكم الهداية و الرشاد . هذا ، و صلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية ،  محمد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،  و ثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِهِ ، و أيَّهَ بكم أيها المؤمنون ، فقال جل وعلا : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ] اللهم صلِّ و سلِّم و زِد وبارِك على عبدك و رسولك محمدٍ  صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ،  و أرضَ اللّهمّ عن خلفائه الأربعة : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،  و عن سائر صحابة نبيّك محمد  ،  و عن التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،  و عنَّا معهم بعفوك و جُودِك و كرمك يا أرحم الراحمين . اللهم أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و اخذُلِ الشّرك و المشركين ،  اللّهمّ انصر دينك و كتابك و سنّة نبيّك و عبادَك المؤمنين... ثم باقى الدعاء  
 
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت 
  | 
![]()  | 
	
	
		
  | 
	
		
  | 
			
			![]()  |