![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:الأخت الزميلة / منة الرحمن بيوت مطمئنة 11 - مطلقة على أبواب الثامنة عشرة : كنت صبية في السادسة من عمري ، لم تفارقني آثار الطفولة بعد فلم أكن أتردد عن اللعب بالماء في حديقة منزلنا , أما دميتي فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست سنوات لا أهنأ بنوم إلا بجانبها , ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة أو ألبسها فستاناً جديداً . وكنت وحيدة والدي ، فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودلالهما الزائد لا سيما ونحن أسرة ميسورة , كان دلالهما يؤخر نضوجي ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين , وهكذا مرت الأيام ، ملؤها اللهو والفرح والسرور حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي بالمفاجأة : لقد خطبك جارنا لابن ه، وهو كما تعلمين , صاحب أكبر شركة سيارات ستسافران إلى الخارج لقضاء شهر العسل ، وستسعدين بإذن الله ، وفي الغد سنذهب إلى السوق لنشتري ما تريدين وبكل عطف وحنان قالت : وفقك الله يا بنيتي ! لم أكن في الحقيقة أعرف معنى للزواج سوى ما شرحته لي أمي سفر ومغامرة وسعادة ، وخروج إلى السوق في كل يوم ! رأيت أنه شئ لا بأس به ، وما هي إلا أيام معدودة حتى أصبحت زوجة نعم زوجة , بعد احتفالات مهيبة ، وفساتين رائعة ، ومجوهرات ثمينة ، وفرقة غناء تناسب مقام أسرتي وأسرة زوجي . ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل ، ومرت الأيام سعيدة هنية ، حتى عدنا لأرض الوطن ، وهنا بدأت الحقائق تتساقط على رأسي واحدة تلو الأخرى اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما أخبرنا , وهو لا يعمل ؛ بل يعتمد في مصروفه على عطايا والده ، كما أنه لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد , ورحت في ربيع عمري أتعرض لنسمات حارقة من قسوة زوجي وفظاظته ، حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي ، وازددت بؤساً وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل . لم يكن يهمني أن زوجي لم يكمل تعليمه أو أنه لا يعمل , ولكن لم أعد أحتمل قسوته المفرطة ، وعدم تورعه عن ضربي وإهانتي لأتفه الأسباب ! عدا عن سهره الدائم خارج المنزل وعدم إحساسي بالأمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة كرهت حياتي برمتها ، ولم يعد أمامي سوى طلب الطلاق ، والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجني دون سؤال عن أخلاق الزوج ودينه ، ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه بقدر ما سألت عن قيمة صداقي والهدايا والعطايا , وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلاح الزوج وتقواه وورعه ، وليس عن منصبه وجاهه وماله , إذ أن من يخشى الله فسوف يتقيه ، ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته . وها أنا اليوم أعيش بعد طلاقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي كما شهدت عهد شقائي , وأحمل وساماً يحرق فؤادي, وساماً تشقى به كل مطلقة ، إنه الطلاق أنا الطفلة البريئة المدللة ، غدوت اليوم مطلقة ، أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة ، وأعاب بما ليس لي فيه ذنب ولا خطيئة ، هذا الوسام الذي وسمني به والداي عندما زوجاني وأنا لست أهلاً للزواج ، من رجل يحمل المال فقط ! مطلقة كلمة ترميني في دهاليز الآلام والحزن . ولكن بالرغم من ذلك كله لن أيأس ، وسأبدأ حياتي من جديد ، وأكمل دراستي وسألتحق بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر ، ولن أقبل إلا بمن يحفظ القرآن كاملا .
|
![]() |
|
|
![]() |