صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2011, 10:59 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي عدو الحرية, وطبائع لا تتبدل (سلسلة التغيير الواعي 2)




تحدثت في المقال السابق عن تعريف الأستبداد الفكري و متى
ينشأ و أثره على المجتمع , و في هذا المقال أتابع البحث حول
نفس الموضوع و لكن من زوايا مختلفة.

::بين الحرية الفكرية و الأستبداد الفكري ::
جاء الإسلام ليرفض الأستبداد بكل أشكاله فالإسلام هو دين
الحرية بكل أشكالها – و قد جعل لهذه الحرية ضوابط تسقيم بها
حياة كل الناس – و لعل أوجز كلمة تبرهن على هذه الحقيقة ما
جاء في كتاب الله سبحانه و تعالى
(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة: ٢٥٦
, ذلك أن الإسلام جاء لينير العقول و يحررها من الظلمات إلى
النور , و يريد الأستبداد أن يطمس هذا النور و أن يخيم الظلام
في العقول.
فإذا كان أمر الدين و الذي سيترتب عليه الخلود في جنة – نسأل
الله أن يرزقنا أياها – أو نار-نعوذ بالله منها- لا إكراه فيه ,
و قد تُرك هذا الأمر لإختيار الناس(و هدينه النجدين ) البلد: ١٠
فمن باب أولى أن لا يكون الإكراه فيما سواه من أمور ما لم يتعدى
الحرية الفكرية للأخرين.
إن أخطر ما في ظاهرة الأستبداد هي أننا لا نرى الأشياء على
حقيقتها و بالتالي فإننا لا نعطيها حقها الحقيقي , ولكن نرى
الأشياء بعيون غيرنا, فالقول ما قالوا , و الحكم ما حكموا ,
و الفهم ما فهموا و الرأي في النهاية رأيهم.
و لم يربي الإسلام أجياله على الأستبداد بل رباهم على الحرية
و علمهم القوة في الحق و علمهم أداب الأختلاف و أداب
المحاورة حين يختلف الرأي , و هذا يتجلى في حديث
رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما جاءه من يقول
يا رسول الله : إني أصوم ولا أفطر , و قال الأخر إني لا أتزوج
النساء و قال ثالثهم إني أقوم و لا أنام , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
في أدب المعلم و حكمة المربي : أما أنا فأصوم و أفطر,
و أتزوج النساء ,و أقوم و أنام , فمن رغب عن سنتي فليس مني,
فهو يعلم أنهم ما فعلوا ذلك إلا طمعا في الأجر فأرشدهم
صلى الله عليه و سلم إلى الطريق الصحيح في تحصيل الأجر دون أن يُعنفهم.
و من مظاهر الحرية التي شرعها الإسلام و التي ترفض الأستبداد
الفكري هو الأمر بالمعروف ” بمعروف ” و النهي عن المنكر ”
بمعروف” , و قد قال عمر بن الخطاب ” من رأى منكم في
إعوجاجا فليقومني “.
و من مظاهر الحرية التي تنافي الأستبداد السمع و الطاعة فيما
لا معصية فيه , و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم :
” السمع و الطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب و كره مالم
يؤمر بمعصية , فإذا أُمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة
” متفق عليه.
إن الإسلام نظام يقوم على الطاعة المبصرة الواعية الناصحة
بينما يقوم الأستبداد الفكري على الطاعة العمياء التي لا تبصر
و لا تنصح و تنفذ مكرهة أو غير مكرهة.
::خصائص المستبد فكريا ::
و المستبد فكريا هو إنسان صاحب رؤية مشوهة قاصرة,
و يمكن أن تظهر خصائص الشخص المستبد فكريا بعدة أمور:

1- التكبر: يشعر المستبد فكريا أنه من يملك حق التفكير دون
سواه , و أنه ليس من حق أي شخص أخر أن يفكر مهما بلغ من
العلم و الحلم و الحكمة, و ينظر إلى من حوله على أنهم هم الذين
ينبغي عليهم السعي وراء تنفيذ أفكاره دون إبدأ الرأي أو أي
وجهة نظر قد تكون مخالفة لفكرته أو تضيف لها بعض المُكمِلات.

2- الأستخفاف: أيضا يستخف و يُحقر أي فكرة مهما كانت
صحيحة , فعين المُستَبدِ عين عمياء لا تُبصر بعين الحق
و إنما تُبصر بعين الهوى و ما تمليه النفس , و يزيد استخفاف
المُستَبد كلما زاد استعظام من حوله له و استحقارهم لذواتهم.

3- الجبروت و العناد: فهو لا يقبل المناقشة و يرفض الرأي
الأخر , و يعتقد إعتقادا جازما بصحة ما ذهب إليه , و هو على
إستعداد تام لأن يُلحق الأذى و الضرر بمن يقابله بفكرة مضادة
أو مُكَمِلةً لفكرته بأشكال قد تختلف مع مكانة المُستَبد فكريا.

4- الفسق: لا يتورع المستبد فكريا أن يقوم بأي عمل غير لائق
لإثبات صحة ما ذهب إليه كأن يكذب أو يُزور أو يُحرض … إلخ.

5- الفساد: بعد ما ذكرنا من خصائص المستبد فكريا , فإن أرضية
المستبد فكريا تصبح أرضا خصبةً لتفسد و تتعدى الحدود
المشروعة من أجل أن يثبت أن فكرته مازالات فكرة صحيحة.

6- الضلال: و هو النتيجة الحتمية للفكر الشخصاني ذو البعد
الفردي الذي لا يرى إلا في حدوده ضيقة, فالمستبد فكريا هو في
الحقيقة جاهل جهلا مركبا حيث أنه مخطئ , و أنه يظن نفسه
على الصواب وهو في الحقيقة مجانب للصواب.

7- الضعف :وفوق كل ما سبق فهو إنسان ضعيف يفتقد لكثير
من المهارات و يعاني من كثير من المشكلات ما يجعله غير قادرٍ
على أن يُظهر ما في فكرته من مواطن قوة , و أن يعترف
بمواطن الضعف أو القصور فيعمل على ترميمها بنفسه
أو يطلب المساعدة ممن هم أكثر منه خبرة و علما.

8- و هذه هي الخصائص البارزة و يلحق بها أيضا أمراض فتاكة
مثل مرض العُجب , و الأنانية , و الحسد , و البغض , و الكُرُه ,
و حب الأنتقام… إلخ
إن وجود صفة من هذه الصفات في شخص ما كفيل أن يجره إلى
باقي الصفات بالتتابع فيقع في دائرة المستبدين فكريا,
و في قراءة لصفحات التاريخ نجد أمثلة كثيرة للمستبدين فكريا
تجمعهم هذه الصفات و يجمعهم المآل , فهي صفات متلازمة
مترابطة تطلب كل واحدة منها الأخرى حتى تجتمع.
لذلك فإنه من الواجب أن نحترم الرأي الأخر و أن نعمل على
مقارعة الحُجة بالحُجة في حدود أداب الأختلاف ,
و أن نفهم قانون الأختلاف البشري حتى لا نقع شراك
الأستبداد الفكري.
و مازال للحديث صلة…

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات