![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور الأمثال في القرآن جزء تاسع الأمثال في القرآن للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . قال تعالى : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ } [ الروم : 28 ] الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً إنما أوجدها بشر ضعاف العقول : لا زلنا أيها الأخوة في آيات الأمثال ، والآية اليوم : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الروم : 28 ] أيها الأخوة ، في حياة الناس ، في حياة المجتمعات ، في حياة الإنسان ، في أي مكان ، هناك موظف ، وهناك شريك ، والفرق بينهما كبير جداً ، الموظف ينبغي أن يأتمر بما أمرت ، وأن ينتهي عما عنه نهيت ، الموظف بإمكانك أن تبقيه ، أو أن تفصله ، الموظف بإمكانك أن ترفع أجرته ، أو ألا تستجيب له ، لكن هذا الموظف لا يستطيع بيع الشركة ، ولا رصد صفقة ، ولا عقد شراكة ، هذا موظف لكن الشريك يحاسبك ، الشريك يطلب الحسابات ، الشريك مخير أن يفصلك أو ينهي هذه الشركة ، أنت وازن بين موظف وبين شريك ، المسافة كبيرة جداً بينهما ، فهل يعقل أن تعزو لله شركاء يتصرفون في ملكه كما يشاؤون ؟ هل ترضى هذا لنفسك ؟. الله عز وجل يقول : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ } [ الروم : 28 ] من حياتكم اليومية ، من مجتمعاتكم ، من عاداتكم وتقاليدكم ، من طبيعة حياتكم ، الشريك يخاف شريكه ، لأن الشريك يحاسب ، يطالبك بالحسابات ، يطالبك بالوثائق ، يطالبك بالدوام ، يطالبك بأشياء كثيرة ، أما الموظف فليس له الحق أن يلغي صفقة ، ولا أن يعقد صفقة ، ولا أن يبيع محل الشركة اى مقرها التجاري هذا مقرها التجاري ، هل يعقل لموظف أن تعطيه صلاحية إدارة الشركة أو عقد صفقات أو رفض صفقات أو بيع المقر ؟ مستحيل . فكيف ترضون أنتم يا عبادي أن تنسبوا لشركاء توهمتم أنتم وجودهم ، هم ليسوا موجودين ، وتعطونهم صلاحية الرزق ، والخير ، والشر ، هذا الذي فعله الإنسان ، فعله أنه عبد آلهة من دون الله . { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [ الزمر : 3 ] لذلك الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً ، إنما أوجدها بشر ضعاف العقول ، توهموها آلهة وهي ليست كذلك . الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده إلا بعد أن طمأنه : لذلك الآية : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ } [ الروم : 28 ] يعني هذا المثل ، وهذه آية المثل تعني شيئاً واحداً أنه لا إله إلا الله ، لا متصرف في الكون إلا الله ، لا معطي إلا الله ، لا مانع إلا الله ، لا معز إلا الله ، لا مذل إلا الله ، لا رافع إلا الله ، لا خافض إلا الله ، هذا هو الدين ، الدين كله توحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد . أنت حينما تتوهم أن الله أسلمك إلى جهة أرضية ، كيف تعبده؟ أسلمك إلى طاغية أو إلى قوي ، أسلمك إليه ، وهذا الطاغية لا يعرف الله أبداً ، أمرك بمعصية الله ، فإذا توهمت أن مصيرك بيد هذا الطاغية أو هذا القوي أنت نقضت إيمانك كله . { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ } [ هود : 123 ] ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك ، أنت حينما تؤمن بدءاً من صحتك ؛ عمل القلب ، الشريان التاجي ، عمل الكليتين ، فشل كلوي ، مرض عضال ، يجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، والله الأمراض العضالة شهد الله معظم الناس يتمنون الموت لأنها تحيل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق . بطولة الإنسان أن يوحد لأن الدين هو التوحيد : لذلك حينما تعزو ما أنت فيه إليك وتنسى الله ، وقعت في الشرك الخفي إذا كنت تدعي أنك مؤمن ، لكن البطولة أن توحد ، لأن الدين هو التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، ألا ترى مع الله أحداً ، ألا ترى يداً تعمل وحدها ، ألا ترى أن الأقوياء بيدهم الأمر ، الأمر ليس بيدهم ، { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ } { وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [ هود : 123 ] ولكن من هم الأقوياء ؟ هنا السؤال ، الأقوياء هم عصي بيد الله ، سيدنا هود ذكر هذا المعنى بدقة بالغة ، أو ذُكر في القرآن على لسان سيدنا هود ، قال : { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ هود : 55 , 56 ] شأنك أيها الإنسان كشأن إنسان ضعيف أمام وحوش كاسرة ، إلا أن هذه الوحوش كلها مربوطة بأزمة متينة لا تنقطع ، بيد جهة عليمة ، حكيمة ، رحيمة ، عادلة ، فأنت أيها الإنسان الضعيف علاقتك مع هذه الوحوش أو علاقتك مع من يملك ناصيتها ؟ ضعاف الإيمان علاقتهم مع الوحوش ، المؤمنون علاقتهم مع من يملكون الوحوش . { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ هود : 55 , 56 ] وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، أنت حينما ترى أن حياتك ، وصحتك ، ورزقك ، وأهلك ، وأولادك ، وعلاقاتك ، بيد الله عليك أن تعبده . سيدنا النبي الكريم، أردف معاذ بن جبل وراءه ، قال : ( يا معاذ ما حق الله على عباده ؟ ـ كان متأدباً ـ قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ، ثم أجابه ، قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ، وألا يشركوا به شيئاً ) ثم سأله : يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ، ثم أجابه ، والآن دققوا في هذا الجواب قال: يا معاذ حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم . هذا الكلام لنا جميعاً ، يجب أن تطمئن ، يجب أن يمتلئ قلبك رضاً ، وأمناً ، أنه مادمت على حق ، لا تخف { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [ هود : 123 ] من يعمل عملاً يبتغي به وجه إنسان وينسى الواحد الديان فقد وقع في الشرك : لذلك أيها الأخوة ، الإنسان حينما يؤله غير الله لا يقول أن هذا إله ، لا ، لا أحد يقولها ، أما حينما يتوهم أن مصيره بيده ، حياته بيده ، رزقه بيده ، هذا الوهم شرك خفي من هنا قال عليه الصلاة والسلام : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي ، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ، وأعمالاً لغير الله ) البزار عن عبد الرحمن بن غنم حينما تعمل عملاً صالحاً تبتغي به إنساناً وتنسى الواحد الديان ، وقعت في الشرك . أيها الأخوة ، ما في مرض يسري في المؤمنين من دون أن يشعروا كالشرك الخفي ، الدليل : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } [ يوسف : 106 ] أنت حينما ترضي زوجتك وتعصي ربك مشرك
|
![]() |
|
|
![]() |