![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:الأخت / الملكة نــور نداءات المؤمنين يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم ( الجزء الأول ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ } [ البقرة : 254 ] لابدّ من مقدمة ، هؤلاء البشر الستة آلاف مليون ، أو هؤلاء البشر من آدم إلى يوم القيامة مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات ، لكنهم جميعاً عند الله صنفان لا ثالث لهما ، صنف عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وصنف غفل عن الله وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، ولن تجد صنفاً ثالثاً ، قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } [ الليل : 1 - 4 ] 1 ـ صنف عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة : متنوع مليون اتجاه لكنهم جميعاً يصبون في خانتين، دقق : { فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } [ الليل : 5 , 6 ] بنى حياته على العطاء ، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء ، يعيش ليعطي من كل شيء ، من علمه ، من ماله ، من جاهه ، من وقته ، من خبرته ، من عضلاته : { فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى } [ الليل : 5 ] واتقى أن يعصي الله ، يعني استقامة وعمل صالح : { وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } من بنى حياته على العطاء ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة الترتيب يبدو معكوساً هو صدق بالحسنى ، صدق أنه مخلوق للجنة ، وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، الاستقامة سلبية والعمل الصالح إيجابي ، الاستقامة ما غششت ، ما أكلت مالاً حراماً ، ما اغتبت ، ما أسأت ، ما كذبت ، سلبية ، أعطى من وقته ، من ماله ، من علمه ، من خبرته ، من جاهه : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [ الليل : 5 - 7 ] هذا أول صنف ، هذا الصنف في جميع البلاد موجود ، أعطى واتقى وصدق بالحسنى ، أي صدق بالحسنى فاتقى أن يعصي الله ، فبنى حياته على العطاء ، يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى ، اتقى لأنه صدق بالحسنى ، الرد الإلهي لكل واحد منا : { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [ الليل : 7 ] سوف يسوق له ربنا كل شيء لصالحه ، لصالح سعادته ، لصالح سلامته ، لصالح فوزه ، لصالح دخوله الجنة : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [ الليل : 5 - 7 ] 2ـ صنف غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فشقي وهلك في الدنيا والآخرة : الصنف الثاني : { وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } [ الليل : 9 ] آمن بالدنيا ، الجنة والنار في الدنيا ، الغني في جنة والفقير في جنة ، فاستغنى أن يطيع الله ، لا يوجد حاجة يطيعه ، وبنى حياته على الأخذ صدقوا لن تجد على سطح الأرض في الستة آلاف مليون صنفاً ثالثاً : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى* إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [ الليل : 1 - 10 ] من أراد الدنيا و سعى لها كذب بالحسنى و النار مثوى له : هو لماذا كذب بالحسنى ؟ لأنه أراد الدنيا ، ما هو الشيء الذي هو مادة الشهوات تشتري سيارة وبيتاً وتتزوج أجمل امرأة وتسكن بأحلى قصر ؟ المال، اسمع الآية : { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } [ الليل : 11 ] في القبر، ترك إنسان مئات الملايين صديق المتوفى رأى ابن المتوفى قال إلى أين أنت ذاهب ؟ قال له ذاهب لأشرب الخمر على روح أبي . ترك مالاً والابن جاهل : { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } [ الليل : 11 ] في القبر ، بيته الفخم ، أمواله الطائلة ، الأموال المنقولة وغير المنقولة ، مركبته الفارهة ، مقتنياته الثمينة ، التحف النفيسة ، خصوصياته ، يؤخذ منه كله . كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك : لذلك جاءت الآية الكريمة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } [ البقرة : 256 ] يا من آمنتم بالآخرة ، يا من آمنتم بجنة عرضها السماوات والأرض ، يا من آمنتم أنكم مخلوقون للجنة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا َ } [ البقرة : 254 ] وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، نحن من خطأنا الفادح نتوهم أن الدين صلاة وصوم وحج وزكاة انتهى الأمر، والله و أبالغ الدين خمسمئة ألف بند ، منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، في بيتك ، في طعامك ، في شرابك ، في نومك ، في مزاحك ، في غضبك ، في رضاك ، في أن تأخذ حقك ممن اعتدى عليك : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [ الشورى : 40 ] يقول لك سأكيل له الصاع عشرة أصواع بخلاف القرآن ، فيا أيها الأخوة ، كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، طبعاً عند علماء الأصول ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك. الأمر في القرآن الكريم إما أمر ندب أو أمر إباحة أو أمر تهديد : إذا الله عز وجل قال : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] هذه لام الأمر ، هل يعقل أن يأمرنا الله أن نكفر ؟ هذا اسمه أمر تهديد، إذا قال تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف : 31 ] كلوا واشربوا ، لست جائعاً هذا أمر إباحة، إذا قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ } [ النور : 32 ] ما معه يتزوج هذا أمر ندب ، هناك أمر ندب ، أمر إباحة ، أمر تهديد. على كل إنسان أن يبني حياته على العطاء لا على الأخذ أما كل أمر إن فقد القرينة التي تدل على عكس الأمر فهو أمر يقتضي الوجوب : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ َ } [ البقرة : 254 ] مطلقة ، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، أنت متفوق بالرياضيات لك ابن أخ ضعيف بالرياضيات أنفق من اختصاصك لخدمة ابن أخيك هذا إنفاق ، فلان صديقك وعنده إنسان مظلوم ولك مكانة عنده اذهب إليه ، أنا أنفق من جاهي من صداقتي لهذا الإنسان , ابن حياتك على العطاء. الأقوياء قمم أهل الدنيا و الأنبياء قمم أهل الآخرة : الآن أقول هذا الهرم البشري الستة آلاف مليون يقع على رأسهم زمرتان ، أقوياء وأنبياء ، قمم أهل الدنيا الأقوياء ، وقمم أهل الآخرة الأنبياء ، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، ماذا ترك النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال يا رب : ( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، و َمَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ) . أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان عَنْ أَنَسٍ صححه الالبانى كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته ، صغيرة جداً ، أعطى ولم يأخذ ، والأقوياء الفراعنة أخذوا من الناس كل شيء ، أخذوا جهدهم ، أخذوا وقتهم ، هذه الأهرامات مبنية بعرق شعب بائس مسحوق فقير مضطهد ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، والأنبياء ملكوا القلوب ، اذهب إلى المدينة المنورة قف أمام المقام الشريف كم إنسان يبكي أمامه ؟ ما التقوا معه ، ما أخذوا منه شيئاً ، ملكوا القلوب بكمالهم ، سيدنا الصديق له جارة يقدم لها بعض الخدمات يحلب لها الشياه ، فلما أصبح خليفة المسلمين دخل الألم على هذه الجارة لأن هذه الخدمة في ظنها توقفت ، في صبيحة يوم استلام الخلافة طرق باب الجارة صاحبة البيت قالت لابنتها : افتحي الباب يا بنيتي ، ثم سألتها من الطارق ؟ قالت جاء حالب الشاة يا أماه ، قالت إنه أمير المؤمنين . هكذا ربى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه ، اشتهى اللحم سيدنا عمر قال قرقر أيها البطن أو لا تقرقر والله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين ، ربى أصحابه ليكونوا أعلاماً في الأرض هذا الدين يا أخوان ، الدين تواضع ، الدين عطاء ، الدين خدمة ، فلذلك : الأنبياء ملكوا القلوب ، والأقوياء ملكوا الرقاب ، الأنبياء عاشوا للناس ، حياتهم لخدمة البشر ، والأقوياء عاش الناس لهم . والحمد لله رب العالمين
|
![]() |
|
|
![]() |