![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم معنى اسم الله الحميد (06) وَفِي المُسْنَدِ وَصَحِيحِ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَالَ: "أَلِظُّوا بِيَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ" يَعْنِى: الْزَمُوهَا وَتَعَلَّقُوا بِهَا، فَالجَلَالُ وَالإِكْرَامُ هُوَ الحَمْدُ وَالمَجْدُ، وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ: { فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [النمل: 40]، وَقَوْلُهُ: { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [النساء: 149]، وَقَوْلُهُ: { وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الممتحنة: 7]، وَقَوْلُهُ: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } [البروج: 14، 15]، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي القُرْآنِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ الحَمِيدُ المَجِيدُ، وَحَمْدُهُ وَمَجْدُهُ يَقْتَضِيَانِ آثَارَهُمَا؛ وَمِنْ آثَارِهِمَا: مَغْفِرَةُ الزَّلَّاتِ، وَإِقَالَةُ العَثَرَاتِ، وَالعَفْوُ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَالمُسَامَحَةُ عَلَى الجِنَايَاتِ، مَعَ كَمَالِ القُدْرَةِ عَلَى اسْتِيفَاءِ الحَقِّ، وَالعِلْمِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ بِالجِنَايَةِ وَمِقْدَارِ عُقُوبَتِهَا، فَحِلْمُهُ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَعَفْوُهُ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَمَغْفِرَتُهُ عَنْ كَمَالِ عِزَّتِهِ وَحِكْمَتِهِ، كَمَا قَالَ المَسِيحُ صلى الله عليه وسلم: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [المائدة: 118]، أَيْ: فَمَغْفِرَتُكَ عَنْ كَمَالِ قُدْرَتِكَ وَحِكْمَتِكَ، لَسْتَ كَمَنْ يَغْفِرُ عَجْزًا وَيُسَامِحُ جَهْلًا بِقَدْرِ الحَقِّ، بَلْ أَنْتَ عَلِيمٌ بِحَقِّكَ، قَادِرٌ عَلَى اسْتِيفَائِهِ، حَكِيمٌ فِي الأَخْذِ بِهِ. فَمَنْ تَأَمَّلَ سَرَيَانَ آثَارِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ فِي العَالَمِ، وَفِي الأَمْرِ، تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ مَصْدَرَ قَضَاءِ هَذِهِ الجِنَايَاتِ مِنَ العَبِيدِ، وَتَقْدِيرُهَا: هُوَ مِنْ كَمَالِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَالأَفْعَالِ، وَغَايَاتُهَا أَيْضًا: مُقْتَضَى حَمْدِهِ وَمَجْدِهِ، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى رُبُوبِيَّتِهِ وَإِلَهِيَّتِهِ. فَلَهُ فِي كُلِّ مَا قَضَاهُ وَقَدَّرَهُ الحِكْمَةُ البَالِغَةُ، وَالآيَاتُ البَاهِرَةُ، وَالتَّعَرُّفَاتُ إِلَى عِبَادِهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَاسْتِدْعَاء مَحَبَّتِهِم لَهُ، وَذِكْرِهِم لَهُ، وَشُكْرِهِم لَهُ، وَتَعَبُّدِهِم لَهُ بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى، إِذْ كُلُّ اسْمٍ لَهُ تَعَبُّدٌ مُخْتَصٌّ بِهِ، عِلْمًا وَمَعْرِفَةً وَحَالًا؟، وَأَكْمَلُ النَّاسِ عُبُودِيَّةً المُتَعَبِّدُ بِجَمِيعِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ التِي يَطَّلِعُ عَلَيْهَا البَشَرُ، فَلَا تَحْجُبُهُ عُبُودِيَّةُ اسْمٍ عَنْ عُبُودِيَّةِ اسْمٍ آخَرَ، كَمَنْ يَحْجُبُهُ التَّعَبُّدُ بِاسْمِهِ القَدِيرِ عَنِ التَّعَبُّدِ بِاسْمِهِ الحَلِيمِ الرَّحِيمِ، أَوْ يَحْجُبُهُ عُبُودِيَّةُ اسْمِهِ المُعْطِي عَنْ عُبُودِيَّةِ اسْمِهِ المَانِعِ، أَوْ عُبُودِيَّةِ اسْمِهِ الرَّحِيمِ وَالعَفُوِّ وَالغَفُورِ عَنِ اسْمِهِ المُنْتَقِمِ، أَوِ التَّعَبُّدُ بِأَسْمَاءِ التَوَدُّدِ وَالبِرِّ وَاللُّطْفِ وَالإِحْسَانِ عَنْ أَسْمَاءِ العَدْلِ وَالجَبَرُوتِ وَالعَظَمَةِ وَالكِبْرِيَاءِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الكُمَّلِ مِنَ السَّائِرِينَ إِلَى اللهِ، وَهِيَ طَرِيقَةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ قَلْبِ القُرْآنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180]، وَالدُّعَاءُ بِهَا يَتَنَاوَلُ دَعَاءَ المَسْأَلَةِ، وَدُعَاءَ الثَّنَاءِ، وَدُعَاءَ التَّعَبُّدِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يَدْعُو عِبَادَهُ إِلَى أَنْ يَعْرِفُوهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَيُثْنُوا عَلَيْهِ بِهَا، وَيَأْخُذُوا بِحَظِّهِم مِنْ عُبُودِيَّتِهَا. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
|
|
![]() |