![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم من مشكاة النبوة عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : )المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير. احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان(. هذا الحديث من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم- ، ويمثل - بما يتضمنه من المعاني والدلالات- منهجاً سلوكياً مبنياً على قاعدة اعتقادية واضحة وراسخة ، هذه القاعدة هي الإيمان بالقدر إيماناً صحيحاً بعيداً عن الاتكالية التي يهوي فيها كثير من المسلمين نتيجة الفهم الخاطئ لعقيدة القضاء والقدر ، مما يفتح الطريق لأعداء الإسلام لرميه بكل الصفات المُنَفِّرة ، ولوصم المسلمين كلهم بأنهم سلبيون واتكاليون وغير جديرين بأخذ زمام المبادرة في أي شيء ، ولاتخاذ هذه الشبهة فاتحة وخاتمة يفتتحون ويختتمون بها هجومهم على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة . يبدأ الحديث بتقرير حقيقة . لا ينبغي أن يعتريها الغموض ، ولا أن يحيط بها الشك وهي حقيقة التطلع إلى العلو ، والارتفاع عن الضعة والضعف ، والمجاهدة والمكابدة من أجل التخلص من كل ما يربط الإنسان بالأرض ، حقيقة القوة . )المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير( هكذا على الوجه الذي يستغرق كل معاني القوة وكل معاني الخيرية ، دون استثناء ، فلا يشار في الحديث إلى نوع معين من معاني القوة ، ولا يحدد لها محتوى محدد تنحصر فيه ، كي لا تنجرف الشخصية إلى تقديس نوع بعينه من أنواع القوى ، فالمطلوب من المؤمن أن يكون قوياً في كل شيء ما وسعه ذلك . قوة في البدن ، وقوة في الحق, وهذه القوة المفضلة المحبوبة من الله ليست غاية بحد ذاتها ، وإنما هي وسيلة لغاية أسمى ، فالمؤمن القوي أقدر على نشر الحق وتعريف الناس به ، سواء في قوة حجته أو قوة شخصيته وسلوكه , والقوة التي يشيد بها النبي صلى الله عليه وسلم- ويجعلها مناط التفضيل هي القوة المنبعثة من الإيمان ، والمؤسسة على القاعدة التي تعصمها من الشطط والتهور ؛ فتشيع الأمن في النفوس والاطمئنان في المجتمعات وليست القوة التي تنطلق من عقالها لتهلك الحرث والنسل ، وتبث الرعب ، وتركب مراكب التدمير لتعبد الناس لها . وهكذا يحدد الرسول الكريم للمؤمن الغاية والهدف ، ويسلحه بالوسيلة ، ويرسم له مجال العمل : قلب متصل بالله ومتجه إليه ,وجهد إيجابي يتطلع إلى الأحسن دائماً ، وأعمال تستمد فاعليتها عن تسديد الله لها ، ونفس راضية تقابل المصاعب بالصبر والثبات ، وسد لكل ذرائع الشيطان التي يسهل تسلله منها . فلله ما أَسَدَّ هذا الكلام ، وما أسمى هذا التوجيه ، ولسنا ندري -والله- بأي جانبيه نحن أشد إعجاباً : بوجازته وجمال سبكه ؟ أم بما احتواه من كريم المعنى وجليل المحتوى ؟ ! فصلى الله وسلم على قائله ، وجمعنا به ، وسقانا من حوضه . أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
![]() |
|
|
![]() |