![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم ماذا يعني بلوغك شهر رمضان ؟ الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وبعد : فها قد بلغت شهر رمضان ، وهاهي أيامه تتصرَّم ، فماذا يعني بلوغك هذا الشهر ؟. إن لذلك من المعاني والدلالات الشيء الكثير . إنها حياةٌ جديدة ، بكل دلالات ومعاني الحياة الجديدة . فرمضان فرصة لتزكية النفس والترفع بها عن أوضارها المكبِّلِة لها ، لتنطلق إلى آفاقٍ رحبة في عالم السعادة والأُنس والطمأنينة ، إنه عالم الصِّلات الكريمة والوَلاية الجليلة من ربِّ العالمين. لقد كان شهر رمضان خطاً فاصلاً ومنطلقاً عظيماً للتحول في حياة كثير من الناس ، بل في حياة الإنسانية جمعاء . وإنما كان ذلك بما جعل في شهر رمضان من الخصائص والمزايا الكونية والشرعية ، والتي جاء بيانها في القرآن والسنة ، فالله يجعل بحكمته للأزمنة والأمكنة من المزايا والخصائص ما لا تدركه العقول ، ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) [القصص : 68] فاختص الله شهر رمضان بمزايا وخيرات ليست فيما سواه من الشهور . وجعل الله من مزايا رمضان تلك الخيرات الوفيرة والبركات الجليلة التي شهدتها وتشهدها أيامه ولياليه . فكما أن في رمضان كان تنَزُّل الفرقان : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) [البقرة : 185] . وكما أن في رمضان كان يوم الفرقان : ( إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) [الأنفال : 41]. فرمضان أيضاً فرصةٌ لأن يكون فرقاناً في حياة كل مسلم ومسلمة ، ذلك أن حكمة فرض الصيام تحصيل التقوى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة : 183]. والتقوى سبيلٌ لنيل الفرقان ، قال الله تعالى : ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )[الأنفال : 29]. لقد هيأ الله أسباباً كونيةً حافزةً على بدء حياة جديدة في رمضان ، ولذلك فإن المخلوقات الأخرى تشعر بالتصريفات الكونية والتغيرات الملكوتية التي تكون في رمضان ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ; إذا دخل رمضان فُتِّحت أبواب السماء ، و غُلِّقت أبواب جهنم ، و سُلْسِلَت الشياطين ، ولمسلم : ; فُتِّحت أبواب الرحمة; وله أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ; إذا جاء رمضان فُتِّحَت أبوابُ الجنة ، و أُغلقت أبواب النار ، و صُفِّدت الشياطين ; . و للترمذي و ابن ماجه عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :; إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين و مَرَدَةُ الجن ، وغُلِّقَت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، و فُتِّحَت أبواب الجنة ، فلم يغلق منها باب ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أَقْبِل، و يا باغي الشَّرِّ أَقْصِرْ ، و لله عُتَقَاءُ من النار ، و ذلك كُلَّ ليلة;. فهذه التصريفات الإلهية في بعض أرجاء الكون مثل فتح أبواب الجنة ، وغلق أبواب النار ، وتصفيد الشياطين ، ومنعهم من التسلط على المؤمنين ، إنَّ كُلَّ ذلك وما يتبعه من تَنَزُّل الملائكة في ليالي رمضان ، وخاصةً ليلة القدر ، بأعدادٍ لا يَنْزِلون بمثلها في غيرها ، إن ذلك ليدفع المؤمن لأن يكون مهيئاً لنيل بركات ربه جل وعلا ، وألا ينقضي رمضان إلا وقد كتب في الفائزين المفلحين . قال بعض أهل العلم : فائدة فتح أبواب السماء توقيف الملائكة على استحماد فعل الصائمين ، وأنه من الله بمنزلةٍ عظيمة ، ومن فوائد ذلك : أنه إذا علم المكلَّف بهذا التصريف بإخبار الصادق المصدوق زاد في نشاطه وتلقى العبادات بأريحية وقبولٍ ومسابقة . وقال بعضهم : في تصفيد الشياطين في رمضان إشارة إلى رفع عذر المكلف ، كأنه يقال له : قد كُفَّت الشياطين عنك ، فلا تتعلل بهم في ترك الطاعة ولا فعل المعصية . وهكذا الأسباب الشرعية المقتضية للمنافسة في فعل الخيرات والاستباق بالطاعات ، فإن في شهر رمضان من الفرص ما هو عظيم وجليل ، حيث تجتمع فيه أصول عبادات الإسلام من التوحيد والصلاة والزكاة والصيام وزيارة البيت العتيق . فالمسلم الموحد لله السالم من رجز الشرك أنعم الله عليه بمزيد من الصلوات الواصلة له بربِّه جل وعلا ، وهي صلاة التراويح وقيام رمضان ، ووعد من حافظ عليها بمغفرة ذنوبه كلها ، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ، حياةٌ جديدة . وفي هذه الصلاة الوتر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حُمْرِ النَّعم ، وهي الوتر ، فجَعَلَها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ; رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث خارجة بن حذافة العدوي رضي الله عنه . وفي رمضان من أبواب تزكية النفس بالمال ما هو معلوم ومشهود ، والأسوة في ذلك سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ، فَلَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة . وفي رمضان الصيام ، الذي هو من أحب الأعمال وأزكاها عند الله ، وفيه تدريب للنفس على ترك محبوباتها ومشتهياتها من أَجْلِ أَحَبِّ محبوب ، الله رب العالمين ، فبالصيام تظهر أمانة العبد مع ربه وحبه ومراقبته له جل وعلا . وبالصيام المخلَص لله تتحقق الحياة الجديدة : ; من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ; متفقٌ عليه . وفي رمضان من زيارة البيت العتيق ، وتجديد الشوق إليه ما يجعل المسلم مُتَلَهِّفاً لهذه الزيارة العظيمة ، حتى إنه عليه الصلاة والسلام قال لامرأةٍ سمعها تتحسَّر على عدم حجها معه حجة الوداع ، قال مطيباً خاطرها : ; إذا جاء رمضان فاعتمري ، فإن عمرةً فيه تعدل حجة ; أو قال : حجةً معي ; رواه البخاري ومسلم . وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ; مَنْ أتى هذا البيت فلم يرفُث ولم يَفْسُق رجع كما ولدته أمه وهذا عام فيشمل من أتى البيت حاجاً أو معتمراً . إنها حياةٌ جديدة . وهكذا أنواع العبادات والقُرُبَات التي تهيأت لها النفوس ، حتى إن المجتمعات الإسلامية لتظهر في نمط واحد وكأنها باتجاهاتها تلك على قلبٍ واحد ، بما يُلْمِحُ إلى لُحْمَتِها ووحدتها إن هي أرادت ذلك. فإذا استشعرنا كل هذه المحفزات وكل تلك الأساليب من المرغبات التي تتعدى محيط الإنسان وإدراكه إلى عوالم أخرى لا يحيط بها ، ثم يوجد من بين المسلمين من لا يرفع بذلك رأساً ولا يقتطف حظَّه من تلك الغنائم ، فهو الخاسر الذي وصل إلى حالةٍ من الإعراض والتشبث بالآثام والتباعد عن الفضائل والحسنات بما يجعله شبه ميئوس منه ، جراء إعراضه ، إلا أن يتداركه الله بفضل منه ورحمة. ولأهمية هذا التصور فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابةَ يوماً وبين لهم فيه بياناً شافياً ، فعن كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ; احضُروا المنبر ; فحَضَرْنا ، فلما ارتقى درجةً قال : ; آمين ; فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : ; آمين ; ، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال :; آمين ; ، فلما نزل قلنا : يارسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه ؟! قال : ; إنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام عَرَضَ لي فقال : بُعْداً لمن أدرك رمضان فلم يُغْفَر له ، قلت : آمين ، فلما رقيت الثانية قال : بُعْداً لمن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك ، قلت : آمين ، فلما رقيت الثالثة قال : بُعْداً لمن أدرك أبواه الكبرَ عنده أو أحدُهما فلم يُدخلاه الجنة ، قلت :; آمين ; . رواه الحاكم وصححه ابن حبان . وبعد : فإن بلوغ شهر رمضان يعتبر في نظر الموفقين حياةً جديدة ، جعلني وإياكم من السعداء في الدارين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
|
|
![]() |