من:الابن المهندس / المعتصم الياس
مناجاة(02)
ضلت في معرفة ذاتك العقول، وتاهت في بدائع صنعك الأفكار، وتعددت في
البحث عنك السبل، ولك يريد الوصل إليك حتى الذين يجحدونك، وما كلهم
بالواصلين إلا من أنرت قلوبهم بنور معرفتك، وشرحت صدورهم بنفحات
عنايتك؛ وكتبت لهم النجاة بقديم قدرك، وشرفتهم بالانتساب إليك لعلمك
باستحقاقهم لذلك، فمن يهدي من أضللته؟ ومن يضلل من هديته؟ والكل منك
وإليك، والأمر موقوف عليك، فاجعلنا برحمتك من المهتدين. واكتبنا بكرمك
مع الواصلين، ولا تخزنا يوم الدين، ولا تجعلنا من الذين ضلّ سعيهم في
الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.