![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل حياة ما وراء البرزخ... ما هي، وما أسرارها، وكيف سندخل هذا العالم العجيب؟ بسم الله الرَّحمن الرَّحيم.. السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أحببت أن أتأمَّل معكم لحظة الموت.. ولحظة عبور البرزخ إلى حياة ما بعد الموت، أو إلى حياةٍ يمكن أن أسميها حياة ما وراء البرزخ. هذا البرزخ ينتظر كلّ واحد منّا.. ما الذي يحدث عبر هذا البرزخ؟ وماذا يوجد وراءه؟ وما هي غَمَرات الموت التي تسبق مرحلة البرزخ؟ وما هي الأحداث، والحوارات، والتَّفاعلات التي تحدث في منطقة غَمَرات الموت، والبرزخ، وما وراء البرزخ؟ الحقيقة أحببت أن أعرض لكم تأمُّلي لبعض آيات القرآن، التي تتحدث عن لحظة الوفاة التي تحضر الإنسان.. وما هي الأحداث التي تنتظر كل واحد منا. في البداية لا يوجد شيء اسمه حياة البرزخ.. إنَّما حياة ما وراء البرزخ، لماذا؟ الله تبارك وتعالى يقول في سورة المؤمنون: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:100]، أي أنَّ البرزخ سيصبح وراءك بعد الموت.. (وَمِنْ وَرَائِهِمْ) [المؤمنون:100]، من خلفهم، (بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:100]، أيّ أنَّ الإنسان بعد أن يموت يعبر هذا البرزخ ويصبح في حياة ما وراء البرزخ (يصبح البرزخ وراءه)، ولا توجد حياة داخل البرزخ.. لأنَّ الله يقول: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ) [المؤمنون:100]، إذاً البرزخ يكون وراءك بعد الموت. هذا الموضوع حيَّر الكثير من الباحثين.. ما هو البرزخ؟ خير ما يفسّر القرآن هو القرآن.. لو تأمَّلنا في القرآن الكريم كلمة "برزخ" نجدها تكرّرت ثلاث مرّات فقط في القرآن كلّه. المرّة الأولى في قضيَّة موت الكافر: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:90-100]، هذه الآية الأولى تتحدَّث عن برزخ الموت. الآية الثَّانية: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان:53]، إذاً تتحدَّث عن البرزخ أيّ المنطقة الفاصلة بين الماء العذب والماء المالح. الآية الثَّالثة أيضاً تتحدث عن البحار: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرّحمن:19-20-21]، إذاً هذا حديث عن برزخ بين بحرين.. أحدهما عذب والآخر مالح، وأحياناً يوجد البرزخ بين البحار المالحة.. فنجد أنَّ الحياة في الماء المالح تختلف عن الحياة في الماء العذب بسبب اختلاف درجة الحرارة والملوحة والكثافة. إذاً البرزخ ما هو؟ هو حدٌّ فاصلٌ بين بيئتين مختلفتين، وبين حياتين مختلفتين.. الأسماك والكائنات التي تعيش في الماء العذب تختلف عن الكائنات التي تعيش في الماء المالح، لذلك دائماً البرزخ يفصل بين بيئتين متناقضتين أو مختلفتين وفيهما حياة. فعندما يصبّ النَّهر العذب في البحر المالح يتشكّل بينهما برزخ.. وهو خط فاصل أو جبهة فاصلة وهميّة لا نراها نحن.. ولكن هذه الجبهة، أو الخط الفاصل، أو الجدار الفاصل كما نسميه.. نجد أنّ الماء العذب هنا والماء المالح هنا.. أسماك تعيش في الماء العذب لا تستطيع أن تعيش في الماء المالح.. والأسماك التي تعيش في الماء المالح لا تستطيع أن تعيش في الماء العذب. إذاً نستطيع من خلال هذه الآية الكريمة أن نقول بأنَّ البرزخ هو فاصل، أو حدٌّ فاصل، أو جدار فاصل.. يفصل بين حياتين مختلفتين. في حالة برزخ الموت: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:100]، يمكن أن نقول إنَّ هذا البرزخ هو حدٌّ فاصل يفصل بين حياة في الدنيا.. وحياة ما بعد الموت، إذاً كما أنّه لدينا حياة في الدنيا.. يجب أن يكون لدينا حياة بعد الموت والبرزخ يفصل بينهما، ولكن هذه الحياة تختلف تماماً عن تلك الحياة.. كيف يكون ذلك؟ الحقيقة إذا تأمَّلنا آيات القرآن نجد بأنَّ الإنسان سوف يعيش حياتاً بعد الموت.. لا يوجد شيء اسمه حياة برزخ من دون أيّ حدث، أو من دون أي شيء، أو مجرد أن يغيب الإنسان في غيبوبة ثمَّ يُبعث يوم القيامة.. لا هناك حياة، وربما تكون حافلةً بالأحداث أكثر من الحياة الدنيا التي نعيشها الآن، ما هو الدَّليل على ذلك؟ الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) [البقرة:154]، إذاً هذه آية صريحة تؤكد أنَّ الذي يموت في سبيل الله هو حيٌّ يُرزق عند ربِّه.. يعيش حياةً حقيقيّة وليست حياة وهميَّة. هذا ما أكَّده نصٌّ قرآنيّ آخر.. قال الله تبارك وتعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران:169].. وكلمة "يُرْزَقُونَ" هنا لو تتبَّعنا الرِّزق في القرآن الكريم نجده تكرر 123 مرّة بمشتقاته.. وعادةً ما يأتي الرّزق مع الأشياء الماديّة الملموسة.. مثلاً: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة:57]، رزق ماديّ ملموس. (أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ) [النساء:39]، (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) [غافر:13]، أيّ المطر.. إذاً الرِّزق في القرآن الكريم يأتي مع الأشياء الماديّة الملموسة.. الثّمار، الأمطار، إلى آخره.. ــــــــــــ بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
|
![]() |
|
|
![]() |