صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-16-2025, 03:05 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,428
افتراضي درس اليوم 6308

من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
مَجَمَّة

لقد حثَّ الشرع المؤمنين بألا يَستَسلِموا لأحزانِهم، وأن يحاوِلوا دَفْعَها عنهم قَدْرَ

المستطاعِ، أو تخفيفَها على الأقَلِّ؛ وذلك لنتائجها السلبية على العبد، وجعله ينقطع

عن السير إلى الله، ولأنها تُنهِك القلب، قال تعالى:

﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]،

وكذلك نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الحزن في مواضع عدة في القرآن،

فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ ﴾ [لقمان: 23].



ثمَّ إنَّ حزن المؤمن من أحبِّ الأمور إلى الشيطان؛ لما يحدث للبعض من ابتعاد عن

طاعة الله سبحانه وتعالى، وقد يدفعه إلى ارتكاب المعاصي والذنوب- والعياذ بالله-

قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المجادلة: 10].



ويُرشدنا الله سبحانه إلى التوكل عليه وحده، والسعي نحو الأعمال الصالحة،

ونفى سبحانه عن المؤمنين الخوف والحزن في الدنيا والآخرة، فقال تعالى:

﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *

لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

[يونس: 62 - 64].



ونذكر ههنا بعض الأسباب المعينة- بإذن الله- على طرد الحزن والوهن،

وتقويةِ النَّفسِ والقَلبِ على تحمُّلِ المصيبةِ أو الألم:

1- تَقوية الإيمانِ وزيادته؛ فالإيمانُ جَذوةٌ تَتَّقِدُ في قَلبِ المُؤمِنِ،

فتَطرُدُ مِنه الوَهَنَ، وتَشُدُّ مِن عَزمِه وعَزيمَتِه.



2- الزُّهد في الدُّنيا وعَدَم التَّعَلُّقِ بها.



3- الاستِعداد للمَوتِ بالعَمَلِ الصَّالحِ.



4- عَدَم استِعجالِ النَّصرِ والتَّمكينِ، والصَّبر على الابتِلاءِ،

واليقين بنَصْرِ اللهِ وإعزازِه لجُنْدِه، وتَمكينِه لأوليائِه.



5- طَرد الخَوفِ مِن القلبِ، والتَّحَلِّي بالشَّجاعةِ.



6- تَوجُّه المُسلمِ إلى اللهِ بالدُّعاءِ والاستِغفارِ حتَّى يُقَوِّيَه ويرفعَ عنه الوَهَنَ.



وقد ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَضمَّنُ صُورةً مِنَ صُورِ الطِّبِّ

النَّبويِّ، وهو وصْفُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِلتَّلبينةِ، وإخبارُه أنَّها مَجَمَّةٌ لِفؤادِ المريضِ،

وأنَّها تُذهِبُ بَعضَ الحُزنِ، والمَجمَّةُ: الرَّاحةُ؛ أي: إنَّها تُريحَ قلْبَ المريضِ، وتُذهِبُ

عنه الحُزنَ، فعَنْ عَائِشَةَ- زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أنَّهَا كَانَتْ إذَا مَاتَ المَيِّتُ

مِن أَهْلِها فَاجْتَمع لِذلكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ ببُرْمَةٍ مِن تَلْبِينَةٍ

فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ منها، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ

اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: « التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْنِ »؛

رواه مسلم.

ففؤادُ الحزينِ يَضعُفُ باستيلاءِ اليُبسِ على أعضائِه وعلى مَعِدتِه خاصةً؛ لتقليلِ الغِذاءِ،

وهذا الغِذاءُ يرَطِّبُها ويُقَوِّيها، وكذلك المريض كثيرًا ما يجتَمِعُ في مَعِدَتِه خَلطٌ مراريٌّ

أو بَلغميٌّ أو صديديٌّ، وهذا الحَساءُ يجلو ذلك عن المعِدَةِ.



ومن الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لطرد الحزن،

قوله لأبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه:

((ألا أُعلِّمُكَ كلامًا إذا قلتَه أذهَب اللهُ تعالى همَّكَ، وقضى عنكَ دَينَكَ؟ قُلْ إذا أصبَحتَ

وإذا أمسَيتَ: اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ،

وأعوذُ بكَ منَ الجُبْنِ والبُخْلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ))؛ حديث صحيح.



وقال صلى الله عليه وسلم: « ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال: اللهمَّ إني عبدُك ابنُ

عبدِك ابنُ أمَتِك، ناصيَتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو

لك، سميتَ به نفسَك، أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك، أو أنزلته في كتابِك، أو استأثرتَ به في

علمِ الغيبِ عندَك، أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حُزني، وذهابَ

هَمِّي، إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه، وأبدله مكانه فَرَجًا »، قال: فقيل يا رسولَ اللهِ، ألا

نتعلمُها؟ فقال: « بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها »؛ إسناده صحيح.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات