![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم شرح اسم الباطن (07) 2- التَّعَبُّدُ للهِ باسْمَيهِ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ: المَقْصُودُ أَنَّ التَّعَبُّدَ باسْمِهِ (الظَّاهِرِ) يَجْمَعُ القَلْبَ عَلَى المَعْبُودِ، ويَجْعَلُ لَهُ رَبًّا يَقْصدُهُ وصَمَدًا يَصْمُدُ إليهِ في حَوائِجِهِ، ومَلْجَأً يَلْجَأُ إليهِ، فإذَا اسْتَقَرَّ ذَلِكَ في قَلْبِهِ وَعَرَفَ رَبَّهُ باسْمِهِ (الظَّاهِرِ) اسْتَقَامَتْ لَهُ عُبُودِيَّتُهُ، وصَارَ لَهُ مَعْقِلٌ ومَوْئِلٌ يَلْجَأُ إليهِ ويَهْرُبُ إليهِ ويَفِرُّ كُلَّ وَقْتٍ إليهِ. وأَمَّا تَعَبُّدُهُ باسْمِهِ (البَاطِنِ) فَأَمْرٌ يَضِيقُ نِطَاقُ التَّعْبِيرِ عَنْ حَقِيقَتِهِ، ويَكَلُّ اللِّسَانُ عَنْ وَصْفِهِ، وتَصْطَلِمُ} الإشَارَةُ إليهِ، وتَجْفُو العِبَارَةُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ مَعْرِفَةً بَرِيئَةً مِنْ شَوَائِبِ التَّعْطِيلِ، مُخْلَّصَةً مِنْ فَرْثِ التَّشْبِيهِ، مُنَزَّهَةً عَنْ رِجْسِ الحُلُولِ والاتِّحَادِ، وعِبَارَةً مُؤدِّيَةً للمَعْنَى كَاشِفَةً عَنْهُ، وذَوْقًا صَحِيحًا سَلِيمًا مِنْ أَذْوَاقِ أَهْلِ الانْحِرَافِ، فَمَنْ رُزِقَ هَذَا فَهِمَ مَعْنَى اسْمِهِ (البَاطِنِ) وَوَضَحَ لَهُ التَّعَبُّدُ بِهِ. وسُبْحَانَ اللهِ كَم زَلَّتْ في هَذَا المَقَامِ أَقْدَامٌ، وضَلَّتْ فِيهِ أَفْهَامٌ، وتَكَلَّمَ فِيهِ الزِّنْدِيقُ بِلِسَانِ الصِّدِّيقِ، واشْتَبَهَ فِيهِ إخْوَانُ النَّصَارَى بالحُنَفَاءِ المُخْلِصِينَ، لنُبُوِّ الأَفْهَامِ عَنْهُ، وعِزَّةِ تَخَلُّصِ الحَقِّ مِنَ البَاطِلِ فِيهِ، والْتِبَاسِ مَا في الذِّهْنِ بِمَا في الخَارِجِ إلَّا عَلَى مَنْ رَزَقَهُ اللهُ بَصِيرَةً في الحَقِّ، ونُورًا يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ الهُدَى والضَّلَالِ، وفُرْقَانًا يُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ، ورُزِقَ مَعَ ذَلِكَ اطِّلَاعًا عَلَى أَسْبَابِ الخَطَأِ وتَفَرُّقِ الطُّرِقِ ومَثَارِ الغَلَطِ، وكَانَ لَهُ بَصِيرَةٌ في الحَقِّ والبَاطِلِ، وذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، واللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ. وبَابُ هَذِهِ المَعْرِفَةِ والتَّعَبُّدِ إِحَاطَةُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ بِالعَالَمِ وعَظَمَتِهِ، وأَنَّ العَوَالِمَ كُلَّها في قَبْضَتِهِ، وأَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ والأَرْضِينَ السَّبْعَ في يَدِهِ كَخَرْدَلَةٍ في يَدِ العَبْدِ، قَالَ تَعَالَى: { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ } [الإسراء: 60]، وقَالَ: { وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ } [البروج: 20]، ولِهَذَا يَقْرِنُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ هَذَينِ الاسْمَينِ الدَّالَّينِ عَلَى هَذَينِ المَعْنَيينِ: اسْمِ العُلُوِّ الدَّالِّ عَلَى أَنَّهُ (الظَّاهِرُ) وأَنَّهُ لَا شَيْءَ فَوْقَهُ، واسْمِ العَظَمَةِ الدَّالِّ عَلَى الإحَاطَةِ، وأَنَّهُ لَا شَيْءَ دُونَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255]، [الشورى: 4]، وقَالَ تَعَالَى: { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [سبأ: 23]، وقَالَ: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 115]، وهُوَ تَبَارَكَ وتَعَالَى كَمَا أَنَّهُ العَالِي عَلَى خَلْقِهِ بِذَاتِهِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، فَهُوَ (البَاطِنُ) بِذَاتِهِ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ، بَلْ ظَهَرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَكَانَ فَوْقَهُ، وَبَطَنَ فَكَانَ أَقْرَبَ إلى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ لإحَاطَةِ العَامَّةِ. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |