المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
تعبتُ من خدمة والديَّ
من: الإبنة / إسراء المنياوى
تعبتُ من خدمة والديَّ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم على هذا الموقع القيِّم، وجَعَلَه في ميزان حسناتكم. أنا سيدة متقدِّمة في السن، ووالداي طاعنان في السن، فأبي بلغ التسعين وكُف بصرُه، وأمي بلغت الثمانين، وأصبحتْ عاجزةً عن فِعْل شيءٍ، استَعَنَّا بالخادمات للقيام بمهام المنزل، وأصبحتُ أقَسِّم العمل بيني وبين أختي، ولكن هناك أمور لا يحب أبي أن تقومَ بها الخادمات، ويُصر على أن نقومَ بها بأنفسنا، ومع المشقة الكبيرة التي نلاقيها إلا أننا نطيعه ونقوم بها. في المقابل إخوتنا الذكور لا يحرِّكون ساكنًا، وكأنَّ هذا مِن واجبنا نحن البنات فقط؛ وأبي كذلك يرى أنَّ هذا مِن واجب البنات فقط، فإمَّا الرِّضا والطاعة، وإما الغضب علينا ليوم الدين! يزداد الضغطُ علينا مع مرور الأيام لكِبَر والدِي، وحدَّة طباعِه، حتى إنَّ الخادمات تركْنَ العمل في المنزل؛ بسبب معاملته لهنَّ، وأصبحتُ أتحمل كلَّ شيء وحدي، مع تقصيري في حقِّ أولادي وزوجي وبيتي! زوجي يتحمل والحمد لله، ويراعي ما أنا فيه، ويُساعدني وأولادي كذلك، لكني تعبتُ، ولم أعدْ أستطيع التحمُّل؛ فقد تعرضتُ لحالة إرهاق شديدة، ولزمت الفراش مدة؛ نظرًا للضغط الشديد الذي أعيشه؛ فنصحني الطبيبُ بالابتعاد عنْ كلِّ أسباب الإرهاق! أبي غير مقدِّر أنني كبرتُ، ومرضتُ، وإنْ أخبرتُه، يُكذِّبني، ويدَّعي أنني أتملَّص مِن واجبي تجاهه، ولكني لم أعد أقدر على المواصلة، في المقابل أصبح زوجي يتذمر؛ نظرًا لتأثير هذا على صحتي! فماذا أفعل؟ هل لو انقطعتُ عنهما أصبح عاقَّةً ومقَصِّرةً؟ دلوني؛ جزاكم الله عنَّا كل خير. أرجو الدعاء لبناتي بالأزواج الصالحين، والذرية الصالحة؛ وخاصة الدعاء لابنتي البكر بالزوج الصالح، والذرية الطيبة الصالحة، عاجلًا غير أجل. بارك الله فيكم، ورزقكم الفردوس الأعلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فجزاكِ اللهُ خيرَ ما جَزَى ابنةً عن والديها - أنتِ وأختك - واللهَ أسألُ أن يجعله في ميزان حسناتكما، وأن يُصلِح به ذريتكما، وأن يرزق بناتِكِ بأزواج صالحين، آمين. وبعدُ: فما ذكرتِهِ من بِرِّك بوالدَيْكِ مما يبعث في النفس الأملَ من الأبناء تجاهَ الآباء، وأن الدنيا ما زالتْ بخيرٍ، وأن في الزوايا خبايا، وفي الناس بقايا. ولْتعلمي - رعاكِ الله - أنَّ مِن رحمة الله بنا أنه لا يُكلِّفنا إلا ما في وُسعنا؛ كما قال الله - تعالى -: { لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: 286]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( ما نهيتُكم عنه، فاجتنِبوه، وما أمرتُكم به، فأْتُوا منه ما استطعتُم )؛ متفق عليه. فالله - تعالى - كلَّف عباده بشريعةٍ مبنيةٍ على الرحمة، والإحسان، ومع هذا إذا طَرَأَ عذْرٌ؛ حَصَلَ التخفيفُ، والتسهيل؛ إما بإسقاطه عن المكلَّف، أو إسقاط بعضه؛ كما في التخفيف عن المريض، والمسافر، وغيرهما، ولمَّا كان برُّ الوالدين مِن جملة التكاليف الشرعية، فإنه - أيضًا - مقيدٌ بقاعدة الإتيان بما في الوسع، وما تعجزين عنه يسقطُ عنكِ، ويتعيَّنُ على بقية إخوانك الإتيانُ به، ولكن لا يعني هذا أن تنقطعي عنهما، وإنما يجبُ عليكِ أن تصليهما، وتساعديهما بما تقدرين عليه، كما يجب عليك توجيهُ النُّصح لبقية إخوانكِ؛ ليتَحمَّلوا مسؤوليتهم تجاهَ والديهم، وأعلميهم بعظيم الجُرم الشرعي في التقصير مع الوالدين، وأنه أمرٌ شنيعٌ في الإسلام، ولا يليق بالمسلم؛ لما فيه من الوعيد الشديد، وأن شأن الرحم عظيمٌ عند الله - تعالى؛ فقد نوَّه الشرعُ بمكانتها، وأمَر بصلتها، وعدم قطيعتها، وتوعَّد مَن قَطَعَهَا باللعن، وهذا في عمومِ الرَّحِمِ، فإذا كانت هذه الرحمُ أحدَ الأبوَيْنِ؛ فالأمرُ أشدُّ، والإثمُ أعظمُ، والإساءةُ أشدُّ؛ وخاصة وهما كبيرانِ مريضانِ، وحذِّريهم من أن يُصيبَهم اللهُ من أليم عقابه في الدنيا والآخرة. ولْتصبري على الأذى، وقابِلي الإساءة بالإحسان، عسى الله أن يشرحَ صدورهم، ويكونوا عَونًا لوالديهم، وليس أقلَّ مِن أن يستأجروا مَن يقومُ على خدمة الوالدين؛ ما دمتِ عاجزةً عن القيام بشؤونهما. منقول للفائدة |
|
|