المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
كثرة الكلام
الأخت / بنت الحرمين الشريفين كثرة الكلام من علامات القلب القاسى قال عطاء بن أبي رباح إنمن قبلكم كانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهيعن منكر أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتذكرون أن عليكمحافظين كراما كاتبين ، عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلالديه رقيب عتيد ، أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفة التي أملى صدر نهاره وليسفيها شيء من أمر آخرته إن من القلوب القاسية من لا يصلحمعه إلا مثل هذه اللهجة القاسية ، وإن كثرة الكلام بالباطل لا تعالج إلابقوة كلام الحق ، لكن عبد الله بن المبارك كان أخف لهجة حين خاطب من كانقلبه بين القساوة والحياة قائلا : وإذا ما هممت بالنطق في الباطل فاجعل مكانه تسبيحا فاغتنام السكوت أفضل من خوض وإن كنت في الحديث فصيحا إن كثرة الكلام هي علامة واضحة على قسوة القلب لكن كثرة الكلام كذلك من أسهل الطرق الموصلة إليه ، لذا قال بشر بن الحارث خصلتان تقسيان القلب : كثرة الكلام وكثرة الأكل وأخطر من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدِّقون) و « الثرثارون » أي الذين يُكثرون الكلام تكلفا وتشدقا ، و « المتفيهقون» هم مدَّعو الفقه الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم تفاصحا وتفاخرا ؛ وهو مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء والاتساع ، لأنه يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ؛ ليميل بقلوبالناس وأسماعهم إليه ، أما « المتشدِّقون » فهم الذين يتكلمون بأشداقهمويتقعرون في مخاطبتهم من غير احتياط واحتراز ، لكن يبادرنا هنا سؤال : ما الدافع إلى كثرة الكلام؟! قال المناوي : " كثرة الكلام تتولد عن أمرين : إما طلب رئاسة يريد أن يرى الناس علمه وفصاحته ، وإما قلة العلم بما يجب عليه في الكلام " . فكثرة الكلام نابعة من قسوة القلب ، فإن القلب القاسي إما أن يمتلأ بحب الرئاسة أو يمتلأ غفلة وعدم إدراك عواقب الكلام ، وكلٌ منهما دافع إلى كثرةالكلام ، أما حب الرئاسة فيدفع صاحبه إلى التباهي بما فيه وما ليس فيه ،فيمتلئ فخرا وينطق زهوا ، وأما قلة العلم فتجعل صاحبها ينسى أنه محاسب علىفلتات لسانه ومنتجات فمه ، فيكثر كلامه وإن كان فيه الهلاك ، وصدقك نصر بنأحمد النصيحة حين أنشدك محذِّرا : لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل وكـل امـرىء مـا بيـن فكيـهiiمقـتـل وكــم فـاتـحٌ أبــوابِ شـــرٍّ لنـفـسـه إذا لـم يكـن قفـل علـى فـيـهiiمقـفـل إذا مـا لـسـان الـمـرء أكـثـرiiهــذره فـــذاك لــســان بـالـبــلاءiiمُــوَكَّــل إذا شئـت أن تحيـا سعـيـداiiمُسلَّـمـا فـدبِّـر ومـيِّـز مـــا تـقــولiiوتـفـعـل وإن كثرة الكلام مُهلكة مُهلكة حتى وإن كان الكلام مباحا ، لأنها ستجر حتما إلى الكلام الحرام ، والشيطان يستدرجك لينقلك من المنطقة المباحة إلىالدائرة المحرَّمة ، وكثرة السير في الأرض الموحلة لا بد أن تؤدي بصاحبهاإلى الانزلاق في الوحل. قال عمر رضي الله عنه : " من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قلَّ حياؤه ، ومن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه ، ومن قلَّ ورعه مات قلبه " . وحسب كثير كلامه أنه بمثابة منتظر الفتنة وموشك على الخطأ ، ويكفي قليل الكلام أنه ينتظر الرحمة ويدنو بإنصاته من الهداية والصواب. ولأن العاقل يعلم أنه محاسب عن كل كلمة ، لذا يتفكَّر في كلامه أولا ، فإنكان لله أمضاه ، وإن كان لغيره حبسه ، لذا قلَّ كلامه ، وسكت عن كثيرالكلام ، أما قاسي القلب فلا يعمل حسابا لقول أو كلام لذا ينطق بكل سوء ،ويزيد في منطقه دون خشية أو مراقبة إن القلب الحي مصفاة لكل قول سيء والقلب القاسي باب مفتوح لكلمات السوء. فعن الحسن البصري قال : " كانوايقولون إن لسان المؤمن وراء قلبه ، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبهثم أمضاه بلسانه ، وإن لسان المنافق أمام قلبه فإذا هم بشيء أمضاه بلسانهولم يتدبره بقلبه " . وليست كثرة كلام المرء من العقل في شيء ، لذا كان من أحكم ما قيل : إذا تمَّ العقل نقص الكلام ، وقد قال المهلب بنأبي صفرة الأزدي يعجبني أن أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه وهل أوفر عقلا وأكثر نبوغا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لذا كانمن صفات كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحدِّث حديثا لو عدهالعاد لأحصاه ، وهذا إشارة إلى قلة كلامه ، وفي هذا كذلك : الوقار والمهابةالتي يلبس تاجها أحياء القلوب. تاج الوقار وحسن سمت المسلم .. صمت المليء وحكمة المتـكلِّم وقد جعل أبو الدرداء رضي الله عنه قلة الكلام من علامات الفقه ؛ ما هو بغزارة العلم ولا كثرة الرواية ، فقال رحمه الله من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه أقلل كلامـك واستعـذ مـنiiشـرِّه إنَّ الـبــلاء ببـعـضـهiiمـقــرون واحفظ لسانك واحتفظ من عِيِّه حـتـى يـكـون كـأنـهiiمـسـجـون وكِّـل فـؤادك باللسـان وقُْـلْiiلـه إنَّ الـكــلام عليـكـمـاiiمـــوزون وفي نهاية كلامنا عن كثرة الكلام يبادرنا سؤال هل لا بد لأحياء القلوب أن يكونوا قليلي الكلام؟! والجواب : كلا ، وليس إذا كان الكلام صحيحا وفي الخير؟! ولذا لما عيب إياسبن معاوية بكثرة الكلام قال : وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ؟قالوا : بصواب قال : " فالإكثار من الصواب أمثل " . منقول |
|
|