المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 3/5
العضو الزميل مجدى عبدالقادر أخذت الشرطة رجلا فأُمِرَ به إلى السجن ، فقال لرئيس الشرطة: أصلحك الله عليَّ يمينٌ ألا أبيت إلا عند أهلي. الذي يتوقع الثناء يشوه محاسن عمله. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جَمِيعَ مَا مَضَى مِنْ وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي ، وَارْزُقْنِي عَمَلاً زَاكِياً تَرْضَى بِهِ عَنِّي. الحسن البصري وجاره المجوسي؛ روي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال : دخلتُ على بعض المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان منزلهُ بإزاء منزلي، وكان حسن الجوار ، وكان حسن السيرة، حسن الخلق، فرجوتُ الله تعالى أن يوفَّقه عند الموت ، ويميتُه على الإسلام، فقلت له: ما تجد، وكيف حالك؟ فقال: لي قلب عليل ولا صحّة لي، وبدنٌ سقيمٌ ولا قوة لي، وقبر مُوحش ولا أنيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراطٌ دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدنَ لي ، وجنَّة عالية ولا نصيب لي، وربٌّ عادل ولا حُجَّةَ لي قال الحسن: فرجوتُ الله أن يوفَّقه، فأقبلت عليه وقلت له: لم لا تُسلِم حتى تَسلمَ؟ قال: يا شيخ، إنَّ المِفتاح بيدِ الفتاح، والقفُل ها هنا، وأشار إلى صدره، وغشيَ عليه. قال الحسن فقلت: إلهي وسيِّدي ومولاي، إن كان سبقَ لهذا المجوسيِّ عندك حسنةٌ فعجِّل لها إليه قبل فراق روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل. فأفاق من غشيته، وفتح عينه، ثم أقبل وقال: يا شيخ، إنَّ الفتَّاح أرسل المفتاح، امدد يمناك، فأنا أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله ، ثم خرجت روحه وصار إلى رحمة الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر نهر في الجنة: حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج .عن عبدالله بن عمر رضى الله عنه ؛ رواه ابن ماجه والترمذي. |
#2
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 4/5
أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سموا بالبصرة فجمعوا وأبصرهم رجل فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع فانسل فدخل وسطهم ومضى بهم المتوكلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعد لهم فدخلوا الزورق فقال الرجل: هي نزهة. فدخل معهم فلم يكن بأسرع من أن قيدوا وقيد معهم الرجل ثم سير بهم إلى بغداد فأدخلوا على المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلاً رجلاً فيأمر بضرب رقابهم حتى وصل إلى الرجل وقد استوفى العدة فقال للموكلين: ما هذا؟ قالوا: والله ما ندري غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به. فقال له المأمون: ما قصتك .. ويلك! قال: يا أمير المؤمنين. امرأته طالق إن كان يعرف من أحوالهم شيئاً ولا مما يدينون الله به إنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين فظننتهم ذاهبين لدعوة. فضحك المأمون وقال: يؤدب. العمر هو الشئ الوحيد الذي كلما زاد نقص. اللَّهُمَّ اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها اللَّهُمَّ أنعشني، أجبرني، واهدني لصالح الأعمال والأخلاق. الفقيه الحق؛ عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه ألا إن الفقيه الذي لا يقنّط الناس من رحمة الله، ولا يؤمّنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا! فإن هذا القرأن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ، فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا . عن جبير بن مطعم رضي الله عنه؛ رواه الطبراني في (الكبير). |
#3
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 5/5
جاء رجل إِلى أبي حنيفة فقال له: إِذا نزعت ثيابي ودخلت أَغتسل فإِلى القبلة أتوجّه أم إِلى غيرها، فقال له: الأفضل أَن يكون وجهُك إِلى جهة ثيابك لئلا تُسرَق. المؤمن كالغيث أينما وقع نفع. اللَّهُمَّ آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. أبو عبد الله المحاسبي؛ هو الحارث بن أسد المحاسبي عديم النظير في زمانه علماً وورعاً ومعاملة وحالاً. بصرىُّ الأصل، مات ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قيل: إنه ورث من أبيه سبعين ألف درهم فلم يأخذ منها شيئاً. قيل لأن أباه كان يقول بالقدر، فرأى من الورع أن لا يأخذ من ميراثه شيئاً. وقال: صحَّت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يتوارث أهل ملَّتين شيئاً). وقال أبو عبد الله بن خفيف : اقتدوا بخمسة من شيوخنا والباقون سلِّموا لهم حالهم: الحارث بن أسد المحاسبي والجنيد بن محمد وأبو محمد رُويم وأبو العباس ابن عطاء وعمرو بن عثمان المكيِّ، لأنهم جمعوا بين العلم والحقائق. ومن أقواله: من صحح باطنه بالمراقبة والإخلاص زين الله ظاهره بالمجاهدة واتِّباع السنَّة. ويحكى عن الجنيد أنه قال: مرَّ بي يوماً الحارث المحاسبي، فرأيت فيه أثر الجوع فقلت: يا عم تدخل الدار وتتناول شيئاً، فقال: نعم. فدخلت الدار وطلبت شيئاً أقدِّمه إليه، فكان في البيت شيء من طعام حمل إليَّ من عرس قوم، فقدَّمته إليه فأخذ لقمة وأدارها في فمه مرات .. ثم إنه قام وألقاها في الدهليز ومرَّ. فلما رأيته بعد ذلك بأيام .. قلت له في ذلك! فقال: إني كنت جائعاً وأردت أن أَسرَّك بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بيني وبين الله سبحانه علامة. فقلت: إنه حُمل إليَّ من دار قريب لي من العرس ثم قلت: تدخل اليوم. فقال: نعم. فقدمت إليه كِسراً يابسة كانت لنا فأكل وقال: إذا قدمت إلى فقير شيئاً فقدِّم إليه مثل هذا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره. إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه مسلم |
#4
|
|||
|
|||
حكي أن جماعة من أهل حمص تذاكروا في حديث الأعضاء ومنافعها، فقالوا: الأنف للشم والفم للأكل واللسان للكلام .. فما فائدة الأذنين؟ فلم يتوجه لهم في ذلك شيء .. فأجمعوا على قصد بعض القضاة ليسألوه .. فمضوا فوجدوه في شغل .. فجلسوا على باب داره، وإذا هناك خياط فتل خيوطاً ووضعها على أذنه، فقالوا: قد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه وإنما خلقت للخيوط. وانصرفوا مسرورين مما استفادوه. أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً. اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ. وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيَّ الْعَظِيمِ. إسلام أبي ذر؛ قدم أبو ذر - رضي الله عنه - إلى مكة وكان يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم أتى البيت الحرام فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه - يعني الليل - فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى البيت الحرام، فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه، فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت، ففعل، فأخبره، فقال: فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني. رواه البخاري ومسلم. إنه موقف يقفه علي - رضي الله عنه - وهو لا يزال شاباً دون العشرين من عمره، وينتج عن هذا الموقف أن يُدلَّ أبو ذر - رضي الله عنه - على مكان النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحضروا الجمعة، وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة، وإن دخلها. عن سمرة رضي الله عنه؛ رواه أحمد. |
#5
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 8/5
دخل أعرابي على يزيد بن المهلب وهو على فرشه والناس سماطان، فقال: كيف أصبح الأمير؟ قال يزيد: كما تحب. فقال الأعرابي: لو كنت كما أحب .. كنت أنت مكاني وأنا مكانك، فضحك يزيد. بُعْدٌ يورث الصفا خير من قُرْب يوجب الجَفَا. اللَّهُمَّ إنا نسألك أن تستر عوارتنا وتؤمن روعاتنا. توبة منازل بن لاحق؛ عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: بيمنا أنا أطوف مع أبي حول البيت الحرام في ليلة ظلماء .. وقد رقدت العيون وهدأت الأصوات .. إذ سمع أبي هاتفاً يهتف بصوت حزين شجي وهو يقول: يا من يجيب دعا المضطر في الظُّلَم ** يا كاشف الضر والبلوى مع السقم ، قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ** وأنت عينك يا قيوم لم تنم ، هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي ** يا من إليه أشار الخلق في الحرم ، إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف ** فمن يجود على العاصين بالكرم ؛ قال .. فقال أبي: يا بني! أما تسمع صوت النادب لذنبه المستقيل لربه؟ الحقه فلعل أن تأتيني به، فخرجت أسعى حول البيت أطلبه فلم أجده حتى انتهيت إلى المقام وإذا هو قائم يصلي. فقلت: أجب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوجز في صلاته واتبعني فأتيت أبي فقلت: هذا الرجل يا أبت! فقال له أبي: ممن الرجل؟ قال: من العرب. قال: وما اسمك؟ قال: منازل بن لاحق. قال: وما شأنك وما قصتك؟ قال: وما قصة من أسلمته ذنوبه وأوبقته عيوبه فهو مرتطم في بحر الخطايا؟ فقال له أبي: علي ذلك فاشرح لي خبرك. قال: كنت شاباً على اللهو والطرب لا أفيق عنه وكان لي والد يعظني كثيراً ويقول: يا بني .. احذر هفوات الشباب وعثراته .. فإن لله سطوات ونقمات ما هي من الظالمين ببعيد، وكان إذا ألح علي بالموعظة ألححت عليه بالضرب، فلما كان يوم من الأيام ألح علي بالموعظة فأوجعته ضرباً فحلف بالله مجتهداً ليأتين بيت الله الحرام .. فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي .. فخرج حتى انتهى إلى البيت فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول: يا من إليه أتى الحُجاج قد قطعوا ** عرض المهامه من قرب ومن بعد، إني أتيتك يا من لا يخيب من ** يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد، هذا منازل لا يرتد عن عققي ** فخذ بحقي يا رحمان من ولدي، وشل منه بحول منك جانبه ** يا من تقدس لم يولد ولم يلد؛ قال: فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى .. ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس. قال: فأُبت ورجعت ولم أزل أترضاه وأخضع له وأسأله العفو عني إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا علي. قال: فحملته على ناقة عشراء وخرجت أقفو أثره حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة فنفرت الناقة فرمت به بين أحجار فرضخت رأسه فمات .. فدفنته هناك وأقبلت آيساً وأعظم ما بي ما ألقاه من التعيير أني لا أُعرف إلا بـ (المأخوذ بعقوق والديه)، فقال له أبي: أبشر فقد أتاك الغوث فصلى ركعتين ثم أمره فكشف عن شقه بيده ودعا له مرات يرددهن فعاد صحيحاً كما كان. وقال له أبي: لولا أنه قد كان سبقت إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك لما دعوت لك. قال الحسن: وكان أبي يقول لنا (احذروا دعاء الوالدين)! فإن في دعائهما النماء والانجبار والاستئصال والبوار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إن كان ضالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فان ذلك نصره . عن أنس رضي الله عنه؛ رواه البخاري. |
#6
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 9/5
دخلت عجوز على قوم تعزيهم بميت فرأت في الدار عليلاً فرجعت وقالت: أنا والله يشق علي المشي وأحسن الله عزاءكم في هذا العليل أيضاً. جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة. اللَّهُمَّ إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة. حكى بعض الزهاد قال: قال لي أبو الحارث الأولاسي: تدري كيف كان بدء أمر توبتي؟ فقلت لا. فقال: كنت شاباً صبيحاً وضيئاً فبينما أنا في غفلتي .. رأيت عليلاً مطروحاً على قارعة الطريق فدنوت منه، فقلت: هل تشتهي شيئاً؟ قال: نعم، رمان. فجئته برمان .. فلما وضعته بين يديه رفع بصره إلي وقال: تاب الله عليك. فما أمسيت حتى تغير قلبي عن كل ما كنت فيه من اللهو .. ولزمني خوف الموت، فخرجت عن جميع ما أملك .. وخرجت أريد الحج .. فكنت أسير بالليل وأختفي بالنهار مخافة الفتنة، فبينما أنا أسير بالليل .. إذا بقوم على الطريق يشربون، فلما رأوني ذهلوا وأجلسوني وعرضوا علي الطعام والشراب. فقلت: أحتاج إلى البول، فأرسلوا معي غلاماً ليدلني على الخلاء، فلما تباعدت عنهم قلت للغلام: انصرف فإني أستحي منك فانصرف، ووقعت في غابة فإذا أنا بسبع .. فقلت: اللهم إنك تعلم ما تركت ومن ماذا خرجت .. فاصرف عني شر هذا السبع .. فولى السبع .. ورجعت إلى الطريق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك فتوضأ للصلاة, ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك, رغبة ورهبة إليك, لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت, وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك، فأنت على الفطرة, واجعلهن آخر ما تتكلم به. عن البراء رضي الله عنه؛ البخاري ومسلم. |
#7
|
|||
|
|||
يوميات زاد العباد 10/5
روي أن أحد المغفلين خرج يوما من منزله فعثر في طريقه على قتيل، فجره حتى أوصله الى منزله وهناك القاه في بئر مهجورا، فعلم أبوه بذلك فخاف على ابنه فغيبه. ثم أخذ كبشا وخنقه وألقاه في البئر وأهال عليه التراب، ثم إن أهل القتيل طافوا في الشوارع والأزقه يبحثون عنه، فلقيهم المغفل وقال: في دارنا رجل مقتول فانظروا أهو صاحبكم فعدلوا إلى المنزل وأنزلوه في البئر، فلما رأى الكبش ناداهم قائلا: ياهؤلاء هل كان لصاحبكم قرون؟ فضحكوا منه بعد أن رأوا الكبش وقرونه. خير الناس من أخرج الحرص من قلبه وعمي هواه في طاعة ربه. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُطْفِئَ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لِي نَارَهُ، وَأَنْ تَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَليَّ هَمَّهُ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي دِرْعِكَ الحَصِينِ، وَأَنْ تَسْتُرَنِي بِسِتْرِكَ الوَاقِي يَا الله. خرج طليحة بن خويلد غازياً هو وأصحابه يريدون الروم فركبوا البحر فبينما هم ملججين فيه إذ ناداهم قادس (نوع من المراكب) من تلك القوادس فيه ناس من الروم، فقالوا لهم: إن شئتم أن تقفوا لنا حتى نثب في سفينتكم وإن شئتم وقفنا لكم حتى تثبوا علينا في سفينتنا. قال: طليحة لأصحابه: ما يقولون؟ فأخبروه، فقال طليحة: لأضربنكم بسيفي ما استمسك في يدي أو لتقربن سفينتنا إليهم، قال: فدنا القوم بعضهم من بعض. قال طليحة لأصحابه: اقذفوني في سفينتهم، فرموا به في سفينتهم فغشيهم بسيفه حتى تطايروا منه، فغرق من غرق واستسلم من استسلم، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأعجبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن.عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ أحمد. |
#8
|
|||
|
|||
صلى أعرابي وأطال الصلاة
وإلى جانبه ناس، فقالوا ما أحسن صلاته! فقطع صلاته وقال مع هذا أنا صائم. صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَيْشاً قَارّاً، وَرِزْقاً دَارّاً، وَعَمَلاً بَارّاً. رأس الطفل في فم الذئب؛ هذه القصة هي جزء مهم وحساس من سيرة التابعي الجليل (عروة بن الزبير) وصدق الله سبحانه (لقد كان في قصصهم عبرة). عروة بن الزبير أحد علماء وعباد التابعين, وهو أحد أبناء الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه (حواري الرسول عليه الصلاة والسلام), وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها (ذات النطاقين) وخالته عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه (أم المؤمنين زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام) وأخوه الأكبر عبدالله بن الزبير (الصحابي العالم المجاهد وهو من طاف بالكعبة المشرفة سباحة حين أحاطت بها السيول من كل جانب). نعود إلى عروة رحمه الله, وسوف أجتزئُ من حياته هذا الموقف العجيب وهذا الجبل من الصبر على قضاء الله وقدره, ثم أختم القصة برأس الطفل الذي في فم الذئب. كانت هذه القصة في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك, فقد طلب الخليفة الوليد بن عبدالملك عروة بن الزبير لزيارته في دمشق مقر الخلافة الأموية, فتجهز عروة للسفر من المدينة النبوية إلى دمشق واستعان بالله وأخذ أحد أولاده معه (وقد كان أحب أبنائه السبعة إليه) وتوجه إلى الشام, فأصيب في الطريق بمرض في رجله أخذ يشتد ويشتد حتى أنه دخل دمشق محمولاً لم يعد لديه قدرة على المشي. انزعج الخلفية حينما رأى ضيفه يدخل عليه دمشق بهذه الصورة فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته، فاجتمع الأطباء وقرروا أن به الآكلة (ما تسمى في عصرنا هذا الغرغرينا) وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق, فلم يعجب الخليفة هذا العلاج, ولسان حاله يقول (كيف يخرج ضيفي من بيت أهله بصحة وعافية ويأتي إلي أبتر رجله وأعيده إلى أهله أعرج) ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا هذا وإلا سرت إلى ركبته حتى تقتله، فأخبر الخليفةُ عروةَ بقرار الأطباء, فلم يزد على أن قال: (اللهم لك الحمد). اجتمع الأطباء على عروة وقالوا: اشرب المرقد. فلم يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه دون أن يشعر به. قالوا: فاشرب كأساً من الخمر حتى تفقد شعورك. فأبى مستنكراً ذلك, وقال: كيف أشربها وقد حرّمها الله في كتابه. قالوا: فكيف نفعل بك إذاً؟ قال: دعوني أصلي فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون! (وقد كان رحمه الله إذا قام يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله تعالى). فقام يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن ساقه وأعملوا مباضعهم في اللحم حتى وصلوا العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم حتى بتروا ساقه وفصلوها عن جسده وهو ساجد لم يحرك ساكناً, وكان نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على ساقه ليقف نزيف الدم, فلم يحتمل حرارة الزيت, فأغمي عليه. في هذه الأثناء أتى الخبر من خارج القصر أن ابن عروة بن الزبير كان يتفرج على خيول الخليفة, وقد رفسه أحد الخيول فقضى عليه وصعدت روحه إلى بارئها! فاغتم الخليفة كثيراً من هذه الأحداث المتتابعة على ضيفه, واحتار كيف يوصل له الخبر المؤلم عن انتهاء بتر ساقه، ثم كيف يوصل له خبر موت أحب أبنائه إليه. ترك الخلفية عروة بن الزبير حتى أفاق, فاقترب إليه وقال: أحسن الله عزاءك في رجلك. فقال عروة: اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. قال الخليفة: وأحسن الله عزاءك في ابنك. فقال عروة: اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون, أعطاني سبعة وأخذ واحداً, وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً, إن ابتلى فطالما عافا, وإن أخذ فطالما أعطى, وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة. ثم قدموا له طَستاً فيه ساقه وقدمه المبتورة قال: إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم. بدأ عروة رحمه الله يعود نفسه على السير متوكئاً على عصى, فدخل ذات مرة مجلس الخليفة, فوجد في مجلس الخليفة شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر, فقال الخليفة: يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته. قال عروة: ما قصتك يا شيخ؟ قال الشيخ: يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ, وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً, فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي, وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد, فهرب البعير فأردت اللحاق به, فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُّ فإذا برأس الطفل في فم الذئب .. فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك .. فقد مزقه الذئب بأنيابه, فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي, فهشم وجهي وأعمى بصري! قال عروة: وما تقول يا شيخ بعد هذا؟ فقال الشيخ: أقول الله لك الحمد .. ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً. هكذا قرائي الكرام فليكن الصبر, وهكذا فليكن الإيمان بالقضاء والقدر. رحم الله عروة بن الزبير وكثر الله من أمثاله الذين عرفوا معنى الإيمان بالقضاء والقدر حق الإيمان, وعرفوا الصبر في المصائب حق الصبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر القبور. وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته. عن عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ رواه البيهقي. |
#9
|
|||
|
|||
عن بكر الصيرفي قال: سمعت صالح بن محمد يقول: دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة، فقلت: من هذا؟ قالوا: صاحب نحو. فقربت منه، فسمعته يقول: ما كان بصاد جاز بالسين. فدخلت بين الناس، وقلت: صلام عليكم يا أبا سالح، سليتم بعد؟ فقال لي: يا رقيع! أي كلام هذا؟ قلت: هذا من قولك الآن. قال: أظنك من عياري بغداد؟ قلت: هو ما ترى. عظ المسيء بحسن أفعالك ودل على الجميل بجميل خِلالك. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْلِكُهَا إِلاَّ أَنْتَ. روي أن عمر بن عبد العزيز أتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكاد السراج يطفأ، فقال الضيف: أقوم إلى المصباح فأصلحه. فقال: ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه. قال: أفأنبه الغلام فقال: هي أول نومة نامها، فقام وملأ المصباح زيتاً. فقال الضيف: قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين! فقال: ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر .. ما نقص مني شيء .. وخير الناس من كان عند الله متواضعاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعة من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء . فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا. فسئلوا فأفتوا بغير علم. فضلوا وأضلوا. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ البخاري ومسلم |
#10
|
|||
|
|||
قال الأصمعي: جاء رجل من بني عقيل إلى عمر بن هبيرة (فادعى أنه يمتّ) إليه بقرابة وسأله أن يعطيه فلم يعطه شيئاً ثم عاد إليه بعد أيام فقال : أنا العقيلي الذي سألتك منذ أيام. فقال له ابن هبيرة: وأنا الفزاري الذي منعك منذ أيام. فقال: معذرة إليك إني سألتك وأنا أظنك يزيد بن هبيرة المحاربي. قال: ذلك ألأم لك عندي وأهون بشأنك علي. نشأ في قومك مثلي فلم تعرفه ومات مثل يزيد ولم تعلم به يا حَرَسي اسفع بيده . غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه. اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة. عامر بن عبد الله؛ كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين ، وكان إذ صلى ربما ضربت ابنته بالدف وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله. وقيل له ذات يوم هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟ قال: نعم، بوقوفي بين يدي الله عز وجل ومنصرفي إحدى الدارين. قيل: فهل تجد شيئاً مما نجد من أمور الدنيا؟ فقال: لأن تختلف الأسنة فِيَّ أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحببتم أن يحبكم الله تعالى ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم. عن عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه ؛ الطبراني في (الكبير) |
|
|