المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
التربية المبكرة في حياة أطفالنا 1
من : الأخت / غرام الغرام (أم عزام ) التربية المبكرة في حياة أطفالنا 1 تشتكي كثير من الأمهات من وجودها في ساحة التربية وحدها وغياب الأب بشكل نسبي أو كلي عن تأدية هذه المهمة الجليلة، المتعبة والممتعة في ذات الوقت، وقد أشار الدكتور عبد الله الخليفة في مقال له بعنوان “مسؤولية الأب في التربية” إلى الأمر، وقدم حلا للأم في هذه الحالة، بأن تعلن عن حالة الطوارئ مثلما يفعل الطيارعادة عندما تتعطل محركات الطائرة وتضطر للعمل بمحرك واحد، وهو تدريب أساسي يتلقاه الطيار قبل تسلم دفة القيادة، و هذا الحل عادة كفيل بإيصال الطائرة إلى بر الأمان. ولعلي أضيف على ما قاله الدكتور عبد الله الخليفة قصص علمائنا الكبار الذين عاشوا أيتاما في كنف أمهاتهم فكانوا من نعرفهم تحت جناح امرأة فقط ونذكر منهم: “الإمام الشافعي، وابن حنبل، والصحابي الجليل أبو هريرة، والبخاري، والأوزاعي، والعسقلاني، وابن الجوزي وغيرهم”. حقيقة يمكن للطائرة أن تكمل رحلتها بمحرك واحد هو الأم لظروف قاهرة، لأن التربية تصلح بصلاح و حكمة المربي ولو كان بمفرده، لكن رحلته بالتأكيد ستكون شاقة و مجهدة، وخسارة الطرف الثاني الذي ابتعد عن ساحته وملعبه ستكون عظيمة عندما يكبر الأولاد ويجد نفسه غريبا بينهم، سيشعر ببعد المسافة والوحشة التي تقف حاجزا بينه وبين استمتاعه برفقة أولاده، وشعوره بأن ما وصلوا إليه لم يكن بفضله، والأهم هو ما سيخسر من حسنات و ستكتب يوم القيامة في صحيفة من صبر وتحمل وبذل الجهد في تربية الأبناء، حينئذ سيندم أشد الندم على تفريطه. يشبه الأمر تماما ذلك الذي نال شهادة تعليمية معتمدا على وسائل الغش المعروفة ليلج ميدان العمل وهو مدرك أن ما تهرب منه في الماضي لم يعد بوسعه إدراكه اليوم، والشهادة هنا تعني أن يكبر الأولاد وتظهر عليهم آثار التربية الناجحة، فينظر من فرط بحسرة لتركه مكانه ومهمته. أن المشكلة الحقيقية تكمن كذلك في تخلي الأمهات عن حمل هذه الأمانة، والاستهانة بالسنوات الأولى من عمر الطفل بحجة أنه ما زال صغيرا، أو بحجة الانشغال، والتخلي لا يكون بالمفارقة عادة، بل من الممكن أن تكون الأم في نفس البيت و نفس الغرفة لكنها مشغولة عن أطفالها بوسائل التواصل أو التلفاز مثلا، أو مع صديقاتها والأقارب، أو في عملها المنزلي الذي تمنحه جل وقتها واهتمامها، أو حتى عملها خارج المنزل، ومن ثم تترك شؤون الطفل لأشخاص آخرين تستأجرهم كالمدرس والمربي والخدم دون أن تدرك أن تواجدها إلى جانب الطفل هو الأهم في هذه المرحلة الحساسة جدا من حياته، وهذا يعني أن ندرك كل ما يدور بباله، وكل ما يتعلمه، وكل ما يراه، أو يسمعه، أو يفكر فيه، و يحدث له. |
|
|