![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الحمدُ لله لا يقول إلا حقًّا ، و لا يعِد إلا صِدقًا ، أحمدُه سبحانه و أشكره ،
من أطاعه فهو الأتقى ، و من عصاه فهو الأشقى . و أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، تبارك تدبِيرًا و أحسَن خلقًا ، و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمّدًا عبد الله و رسوله ، سيّدُ الخَلق طُرًّا و أرفعُهم ذِكرًا و أعظمُهم قدرًا ، صلّى الله و سلّم و بارك عليه ، و على آله الأطهار و أصحابه الأخيار من المهاجرين و الأنصار ، و التابعين و من تبِعهم بإحسان ما تعاقبَ اللّيل و النهار . فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله حيثما كنتم ، و قوموا بالأمر الذي من أجله خُلقتم ؛ { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56] . { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [المؤمنون:115]. من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، و اشتدت عليه حسراته . لا بد من وقفةٍ صادقةٍ مع النفس في محاسبةٍ جادةٍ ، و مساءلةٍ دقيقةٍ ، فوالله لتموتن كما تنامون ، و لتبعثنَّ كما تستيقظون ، و لتجزون بما كنتم تعملون . هل الأعمار إلا أعوام ؟ و هل الأعوام إلا أيام ؟ و هل الأيام إلا أنفاس ؟ و إن عمراً ينقضي مع الأنفاس لسريع الانصرام . أفلا معتبر بما طوت الأيام من صحائف الماضين ؟ و قلَّبت الليالي من سجلات السابقين ؟ و ما أذهبت المنايا من أماني المسرفين ؟ كل نفس من أنفاس العمر معدود . و إضاعة هذا ليس بعده خسارة في الوجود . { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا } [آل عمران:30]. أيها المسلمون : لا يزال الإنسان بخير ما كره الرذيلة و اشمأز من فعلها و تحرز من الوقوع فيها . و تأملوا فى وصف الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لمن وجد حلاوة الإيمان ٬ إنه يقول صلى الله عليه و سلم فى صفته (.. أن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار ) و تأملوا قول هند " زوج " أبى سفيان رضي الله تعالى عنهما حين قالت [.. أوتزني الحرة ؟ ] ذاك فى منطقها مستحيل لأن قاعدة السيادة فى خلق أية سيدة ، أنها حصان رزان ، أكبر من أن تُسف أو تذل ، أو يطمع فيها وغد... إن ضمائر الركع السجود فى صحو دائم ٬ و قد يقترب الشيطان منها فى ساعة نحس ! لينفث فى أفقها دخانه ٬ و فى هذه اللحظة الغائمة يقول الله سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } الأعراف201 ، 202 لكن هناك نفرا من الناس يجمعون بين الأضداد! فهم قد يؤدون العبادات الظاهرة ٬ و لكنهم يلمون بالخطايا و يستمرئون ستر الله عليهم فى الاستخفاء بالشر و الاستعلان بالخير ٬ و لعل أولئك هم المعنيون بما رواه ثوبان رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ( لأعلمن أقواما من أمتى يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا !! قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا ٬ لا نكون منهم و نحن لا نعلم! قال: أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون. و لكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) هؤلاء أناس غرهم حلم الله عليهم ، و جهل الخلق بهم ، فمضوا فى طريقهم بسيرة مزدوجة ٬ باطن قبيح و ظاهر مزوق . و خطورة هؤلاء ترجع إلى سهولة الانخداع بهم و الوقوع فى شباكهم ٬ فإذا كان تاجرا حسبته أمينا و إذا كان موظفا حسبته شريفا ٬ و من الذى يستكشف البواطن ؟ ٬ و لذلك يقول الله فيهم { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } الفرقان 23 أحبتي الكرام : لقد توافق وصف الكتاب و السنة لهؤلاء الناس و مصيرهم! و يوم التغابن ستقع مقاصة رهيبة بين غرماء الدنيا ٬ بين الواتر و الموتور و الظالم و المظلوم ٬ و لن تكون التعويضات المطلوبة بضائع أو أموالا ٬ إنها الجنة أو النار . عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع! فقال: إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة ٬ و يأتي قد شتم هذا ٬ و قذف هذا ٬ و أكل مال هذا ٬ و سفك دم هذا ٬ و ضرب هذا ٬ فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه! ثم طرح فى النار ) إن الكافرين بالله المنكرين للقائه يسخرون من هذا الحساب المرتقب. روى أحمد عن خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه قال: [ كنت رجلا قينا - أي حدادا - و كان لى عند `العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه منه ٬ فقال: لا و الله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ! وخباب من المسلمين المستضعفين ٬ و العاصى من رؤساء مكة ، فقال خباب: و الله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال العاصُ ساخرا: فإنى إذا مت ثم بعثت جئتنى و لى هناك مال و ولد فأعطيك دينك!! ] فأنزل الله سبحانه هذه الآيات { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً * أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } مريم 77 - 80 سينقلب إلى الله عريان مجرداًلا مال له و لا ولد بلا خل و لا خليل ، وحيدا لا عزوة له و سيكلف بقضاء دينه فى النار و بئس القرار و للمعاملات المالية شأن عند الله فإن من الناس من يستهين بحقوق الآخرين ٬ و يرى أن الحلال ما حل فى اليد ٬ بل منهم من يأخذ المال الجزل غير مبال بعاجلة أو آجلة فما مصير هؤلاء . روت خولةُ بنت عامر امرأة سيدنا حمزةَ سيدِ الشهداء رضي الله تعالى عنهما ، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن رجالا يتخوضون فى مال الله بغير حق - أى يتصرفون فى أموال الناس بالباطل - فلهم النار يوم القيامة ) فهل يعي ذلك من أسسوا ثرواتهم من السحت ؟ ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، فالسعيد من كان صلاح باطنه كصلاح ظاهره ، و صفاء سريرته كنقاء علانيته ، جملوا قلوبكم بالتقوى كما تجملون أبدانكم باللباس ، تذكروا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه ، و أنه سبحانه لا تخفى عليه خافية ، و أنه يعلم خائنة الأعين و ماتخفي الصدور . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة 284 بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم و نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم و بهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ، و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي ولَكم و لجميع المسلمين فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم الحمد لله المستحق للحمد و الثناء ، له الخلق و الأمر ، يحكم ما يريد و يفعل ما يشاء ، أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره و أعوذ بالله من حال أهل الشقاء . و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الأسماء الحسنى ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، أفضل الرسل و خاتم الأنبياء ، صلى الله و سلم وبارك عليه و على آله و أصحابه البررة الأتقياء و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أيها المسلمون : فأعمالُ القلوبِ مِن أهمِّ الواجبات و أعظمِ القرُبات و أفضلِ الأعمال ، فهي واجبةٌ مطلوبة كلَّ وقت و على جميعِ المكلَّفين ، و هي آكَد شعَب الإيمان ، و صلاح الجسَد مرتبِط بصلاحِ القلب كما في الحديثِ الصّحيح : ( ألا و إنَّ في الجسد مضغةً ، إذا صلَحت صلَح الجسد كلّه ، و إذا فسَدت فسد الجسد كلّه ، ألا و هي القلب ) . إنَّ عبوديّة القلبِ أعظمُ من عبوديّة الجوارح و أكثر و أدوَم ، و صلاحُ حركاتِ جوارحِ العبدِ بحسَب صلاح حركاتِ قلبه ، فإذا كان القلب سليمًا عامِرًا بمحبّة الله و محبّة ما يحبّه الله و خشيةِ الله و خشيةِ الوقوع فيما يبغِضه الله صلَحت حركات جوارِحه كلِّها . و أنظُروا رحمكم الله في أمرَين عظيمَين لهما شأنٌ كبير في إصلاح البواطن و السرائر ، تأمّلوا في صفتَي الإحسان و المراقبة . أمّا الإحسان فهو لبُّ الإيمان و روحُه و كماله ، بل إنَّ صفةَ الإحسان ـ رحمكم الله ـ تجمَع جميعَ خصالِ التعبُّد و رتبِها ، فالعبادَات كلُّها منوطَة بالإحسان ، فالإحسان جامعٌ لجميع شعَب الإيمان و أعمالِ القلوب ، و كيف لا يكون ذلك و قد بيّنه نبيّنا محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بقوله : ( الإحسان أن تعبدَ الله كأنّك تراه ) . فأحسِنوا حفِظكم الله فإنّ الله يحبّ المحسنين ، و اجتهِدوا فرحمةُ الله قريبٌ من المحسنين ، و أبشِروا فهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان ؟! الإحسانُ أيها الإخوة في الله يقتضي من المسلمِ إتقانَ العمل إتقانَ مَن يعلم علمَ اليقين أنّ الله عزّ و جلّ مطّلعٌ عليه محيط به و محيطٌ بعمله . أمّا المراقبة فهي عِلم القلبِ بقربِ الربّ، و مَن راقب اللهَ في سرِّه حفِظه في علانيّته ، و مراقبةُ الله في الخواطر تحفَظ حركاتِ الظواهر . هذا و اتقوا الله عباد الله و أحسنوا التعاملَ مع الهموم تُفلِحوا ، و حذارِ أن تكون همومكم من نسيجِ خيالكم و الواقع منها براء ، و خذوا أمورَ الدنيا بأسهلِ ما يكون ، و غضّوا الطرفَ عن مُذكيات الهموم بالتغافل عنها ؛ فإن التغافل تسعة أعشار الحكمة . و اعمَلوا على تخليص همّمكم من همّكم الدنيوي إلى همكم الأخروي ، و إياكم و كثرةَ المعاصي فإنها كلاليب الهموم ، أجارنا الله و إياكم منها . اللّهمّ اغفر لنا ذنوبنا كلها ، ما ظهر منها و ما بطن اللّهمّ و ارحمنا و أغفر لنا و تب علينا إنكَ أنت التواب الرحيم هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال جلَّ من قائل عليما : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك سيدنا و نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللّهمّ اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللّهمّ أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم اللّهمّ آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت و لا تنسونا من صالح دعاءكم . |
![]() |
|
|
![]() |