![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت/ بنت الحرمين الشريفين اخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك قال ابن الجـلاّء : الزهد: هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها . وقيل : الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف . وقال الإمام التجنيد رحمه الله تعالى : [ الزهد استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب] . وقال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى : [ الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد ، وهذا زهد العارفين ، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما ، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه ] . فالزهد ( تفريغ القلب من حب الدنيا وشهواتها ، وامتلاؤه بحب الله ومعرفته ) وبيَّن الله تبارك وتعالى في القرآن حقارة الدنيا وسرعة زوالها واستصغار شأنها ، وحثهم على عمل ما خلقوا لأجلها وهي العبادة فقال تعالى : { يَأَيــَّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورْ} [ فاطر : 5 ] وقال أيضاً : { وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون } [ العنكبوت : 64 ] وقال تعالى : { المَالُ وَالبَنُونَ زِيْنَةُ الحَيَاةِ الدًّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابَاً وَخَيْرٌ أَمَلاً} [ الكهف : 46 ] |
#2
|
|||
|
|||
![]() أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الزهد وسيلة لنيل محبة الله تعالى ، فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ( يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك) الزهد : أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك... وقال صلى الله عليه و سلم : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظـر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك) . وصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم أجمعين رضوان الله عليهم آثروا الزهد عن الدنيا وما فيها : فقد خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله في سبيل الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله) . وأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو مجهِّز جيش العسرة . ولا يجوز إنكار الزهد واتهامه بالرهبانية لأنه أصل في الدين ، وليس الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال ويترك كسب الحلال ويكون عالة على غيره . فقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه و سلم المقصود الحقيقي للزهد فقال : ( الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ، ولكن الزهادة فى الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يدي الله ، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك ) [ أخرجه الترمذي ] . والزهد ليس تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل اللحم والحلوى والعسل ، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة . وفهم ساداتنا الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية . قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك ، فإنها لا تضرك. وقال ابن عجيبة : هو خلو القلب من التعلق بغير الرب . ولبسوا بعضهم المرقع وأكلوا الرديء من الطعام وتركوا الكسب الحلال ، ولكن حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله ونعمه ، واكفهرُّوا في وجوه الأغنياء وقطعوا الأرحام وأخطأوا فاهتموا بإظهار الزهد و ملؤوا قلوبهم بحب الدنيا . وكم من أناس أقبلوا على الدنيا وملذاتها فشغلت قلوبهم بحبها ، وعمرت بها أوقاتهم بجمع حطامها وهم يزعمون أنهم تحققوا بالزهد القلبي وأنهم فهموا الزهد على حقيقته. ولم يفهموا أن القلب يحتاج إلى طبيب لعلاجه ومرآة صادقة تريهم الحقيقة . كما يصف بعض المرشدين مريديهم إلى المجاهدات بغية تفريغ قلوبهم من التعلقات الدنيوية ، من باب العلاج الضروري المؤقت ، فهي وسيلة حسنة للوصول إلى الزهد القلبي الحقيقي . كما كان المرشد الكبير سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني ، يوجِّهُ تلامذته في بادئ أمرهم أن يجاهدوا أنفسهم ويروِّضوها على الاخشيشان والصبر والتقشف إلى أن يستوي عندهم الأخذ والعطاء والفقر والغنى ، وتفرغ قلوبهم من سوى الله تعالى . |
![]() |
|
|
![]() |