صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-15-2013, 07:17 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي ألم يأن ، أما آن الآوان ؟

الأخت / بنت الحرمين الشريفين

ألم يأن ، أما آن الآوان ؟

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نعيش اليوم مع أسلوب فريد من أساليب العتاب ،
وخطاب جذاب من أساليب الخطاب ،
نعيش مع آية من آيات الله - عز وجل - التي أنزلها على محمد –
صلى الله عليه وسلم – في كتابه الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }
وكلما ذهب الناس يمنة أو يسرة، أو أخطأوا الطريق السوي ؛
قوَّمهم الله - تعالى -، وهداهم بآياته ، وأرشدهم ببيناته
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معنا اليوم آية يعاتب الله - عز وجل - بها أحبابه من أهل الإيمان ،
ويخاطب بها عبيده ،
آية من سورة الحديد ، وذلك بعد مقاطع مترابطة في السورة ،
هذا الشوط امتداد لموضوع السورة الرئيسي :
تحقيق حقيقة الإيمان في النفس ، حتى ينبثق عنها البذل الخالص
في سبيل الله ، وفيه من موحيات الإيمان ، ومن الإيقاعات المؤثرة ؛
قريب مما اشتمل عليه الشوط الأول ،
بعد ذلك المطلع العميق المثير وهو يبدأ برنة عتاب من الله
- سبحانه - للمؤمنين الذين لم يصلوا إلى تلك المرتبة التي يريدها الله
لهم ؛ وتلويح لهم بما كان من أهل الكتاب قبلهم من قسوة في القلوب
وفسق في الأعمال ،
وتحذير من هذا المآل الذي انتهى إليه أهل الكتاب بطول الأمد عليهم
إنها آية لا يقرأها مقصرٌ إلا ويراجع حساباته ،
ولا يسمعها غافل إلا ويستيقظ من غفلته ،
ولا يتدبرها مذنبٌ إلا ويترك ذنبه
إنها قول الله - تعالى -:
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
وقد تكلم العلماء في معاني هذه الآية فذكروا كلاماً ،
وجعل صاحب أضواء البيان المعنى على وجهين :
الوجه الأول :
}أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ {
أي:
آن للذين آمنوا،
والوجه الثاني:
أن الاستفهام في جميع ذلك للتقرير، وهو حملالمخاطب على أن
يقرَّ فيقول : بلى ،
وقوله : يأن هو مضارع أنى ،
يأنى إذا جاء إناه أي : وقته
فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ؛
أي :
جاء الإناه : الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعاً ،
أي :
حضر وقت تناهيك ،
ويقال في العربية :
آن ، يئين ، كباع يبيع ،
وأنى يأني ، كرمى يرمي ،

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والمعنى على كلا القولين :
أنه حان للمؤمنين ، وأنى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله ،
أي: جاء الحين والأوان لذلك ؛
لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه
التأويل يكون الذين آمنوا في العلانية باللسان ،
قال السدي وغيره :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا }
بالظاهر وأسروا الكفر ،
{ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }
وقيل : نزلت في المؤمنين ،
إن هذه الآية دعوة من الله - تعالى - أن ننظر إلى قلوبنا ،
ونفتش عن حالها مع الخشوع ، لنسألها :
أين الخشوع عند تلاوة القرآن ؟
أين الخشوع عند ذكر الله - عز وجل - ،
أين الخشوع الذي يولد الانقياد الكامل لله رب العالمين .
قال الإمام السعدي - رحمه الله تعالى -:
لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات
في الدار الآخرة ؛ كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها ،
والاستكانة لعظمته ،
فعاتب الله المؤمنين على عدم ذلك ،
فقال :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
أي :
ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم ، وتخشع لذكر الله الذي هو
القرآن ، وتنقاد لأوامره وزواجره ، وما نزل من الحق الذي
جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم –
وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله - تعالى –
ولما أنزله من الكتاب والحكمة ،
وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية ، والأحكام الشرعية كل وقت،
ويحاسبوا أنفسهم على ذلك
{ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ }
أي :
ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب ،
والانقياد التام ، ثم لم يدوموا عليه ، ولم يثبتوا ؛ بل طال عليهم
الزمان ، واستمرت بهم الغفلة ؛ فاضمحل إيمانهم ، وزال إيقانهم ،
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-15-2013, 07:18 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

{ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تُذَكَّر بما أنزل الله ،
وتُنَاطَق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فإنه سبب لقسوة
القلب ، وجمود العين .
إنه ليس عتاباً فقط بل تحذير ألا يقع المؤمن في التقاعس عن
الاستجابة لله ورسوله ، وفي الآية بيان أن ما يحصل من قسوة
القلوب ، وعدم استجابتها لعلام الغيوب ؛ هو الفسوق والتمرد عن
طاعة الله - جل وعلا ،

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ؛ واستبطاء للاستجابة
الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله ؛
فبعث فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوها إلى الإيمان
بربها ، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛
وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .
عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور
بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق
بجلال الحق من الروعة والخشية ، والطاعة والاستسلام ،
مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ
والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين
يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين
حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق :
{ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان ، وهو يشف
ويشرق فيفيض بالنور ، ويرف كالشعاع ؛ فإذا طال عليه الأمد بلا
تذكير ولا تذكر تبلد وقساً ، وانطمست إشراقته ، وأظلم وأعتم ،
فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع ، ولا بد من الطرق
عليه حتى يرق ويشف ؛ ولا بد من اليقظة الدائمة
كي لا يصيبه التبلد والقساوة .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد ، وقسا وتبلد ، فإنه يمكن أن تدب
فيه الحياة ، وأن يشرق فيه النور ، وأن يخشع لذكر الله ،
فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، وتزخر بالنبت
والزهر ، وتمنح الأكل والثمار ، كذلك القلوب حين يشاء الله .
نعم لا يئس ما مدام ماء الحياة جارٍ ، وما دام كتاب الله موجود
تستشفي به القلوب ، وتحيا به الأفئدة ، فالأرض الميتة التي قد يأس
منها صاحبها يحيها الله - عز وجل - وهي جماد ،
ويبعث الحياة فيها بالغيث المبارك الذي ينزله الله - تعالى –
من السماء
{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }
يرسل الله - جل جلاله - الماء إلى الأرض اليابسة فتحيا بعد موتها ،
وهذا المثل جاء في القرآن بعد ذكر قسوة القلوب ليذهب اليأس من
القلوب حتى تلجأ إلى الله - تعالى - ،
يقول سبحانه بعد آية :
} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ {
ذكر الآية الكريمة :
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله -:
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا }
فهو قادر على أن يبعث الأجسام بعد موتها ،
ويلين القلوب بعد قسوتها ،
{ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ }
التي من جملتها هذه الآيات ؛
{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
أي:
كي تعقلوا ما تضمنته من المواعظ، وتعملوا بموجب ذلك .
أسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح فساد قلوبنا ، وأن يرزقنا الخشوع ،
وأن يجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء الأخفياء ،
وصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات